30‏/08‏/2008

الأستاذ عبد الله الزّواري في التعداد العام للسكان

جمهورية قاسم تقــــــــــــــدم

*
التعداد العـــام للسّكـــــــــان

ماشي إنحج لهوليـــــــــــــود ...اليوم !!!! و هاني راجع ....يا برباش....

الفيلم هذا تكتب في ( كان كون) = رأس الأفعى ...باللّغة متع الهنود الزّرق ...يا لزرق يا بوحجر.


*
جمعة يا جماعة لا كتبت و لاقريت ! هك، جات سفرة بدون ميعاد ! قلت إلتالي لا؟ ويا سلاّك الواحلين ! هبط من الطيارة لقيت روحي في بلاد أخرى ، في جو أخر ، في عالم أخر ! قلت خلي نبعد شويه و نخرج من الفضاء السياسي و ننسى شوية و إنبدل الجو و علاش لا ما نقطعش جملة و تفصيلا بحكاية الجمهورية و حكاية السياسية و المعارضة ! قلت لازمني أنا، إنعدي حياتي بصل ؟ لا نوم...لا مصوار، لا خدمة لا قدمة ! لا صّورنا كما الناس! لا كوّنا ! لا ضحكنا ! لا روّحنا ! لا عملنا كما الناس ، كل عام إترّوح الناس و أتجي و ناصبين و عينك ما رات العمى ! حشاكم و حشى الناس الكل ! قلت الشّط ما أجملش منو ! و النساء عمرني ما شافت عيني الجمال هذا ، المطاعم ، الحوت ! الموسيقى في الشوارع الناس ترقص و إتغني شايخة و لا إهمها في حد !!!قلت هاذوم ناس تعرف أتعيش ! هاذوم الي فهمو الحياة على قاعدة أما إنت يا قاسم ...بلادك بعيدة و حكايتك ما أفرغش منها ! جات بنت الكلب و طلعت إلفوق ل الراس ديريكت ! إدخل يا قاسم في المعمة متع البيوع و الشرى متع البيزنس و سيب عليك من الثقافة و القوانين و الأدب و الأخلاق و الحلم و الحرية و العدالة ....

أين أنا من هذا العالم ؟ على أي أرض أكون اليوم ؟

هنا سادتي أيها الرّفاق ، أحدثكم من أدغال أمريكا الجنوبية ! هنا سادتي أحدثكم من مدينة رأس الأفعى)cancoun) !!!!من جمهورية المايا ...و أعني جمهورية الهنود الزّرق! لا فرق بينا و بينهم إلا بعض الجزئيات التي لن أتحدث عنها فما سأكتبه. كما عندهم كما عندنا لا فرق بينا و بينهم إلا بالصّبر...صبرهم قد يطول قرون و صبرنا قد نفذ منذ زمان لأننا نكتب اللّغة التي تتجاوز حدودنا.

جميل هذا الشاطئ إلى حد المبالغة، جلست إليه وحيدا، فكانت أمواج الحزن قد أبتلعتي ...أخذني حزن شديد لم أرى مثله من قبل ! لا أعرف كيف و متى و من أين جاء جيئ به .... لم يفارفني حتى كتابة هذه السّطور.....على ظفة الشاطئ رأيت الأستاذ عبد الله الزواري واقفا ...وحيدا ...ماشيا أحيانا ...رأيته كما أنا على ضفة المحيط ! هل تجسّد هذا الرّجل في موج البحر أما أنا المنفي نفسهه ...رأيته باكيا ، منفيا في بلاده ! لم أستطع أن أصدق هذا إلا عندما وقفت وحيدا فوق عذا الشاطئ ...أموج تنكسر من عنده على شاطئ حزني و أمواج من الحزن من تخرج من عندي لتزيده تشبثا بالحق و الفظيلة ...أبحزني أنشد الحقيقة؟ ... أغوص في الأرض و لم أعد لأرى أحدا من حولي و لا أستمع للموسيقى الصاّخبة...ورائي شارع من أغنى شوارع العالم ...لا ينام و لا يسكت ...صاخب ...متحرك ...يدور على أرحام و بأرحام النساء...كيف و لماذا ...شيئ سادتي لا بد من الخوض فيه حد النخاع حتى تعلمو إني أحدثكم عن جنة الديكاتاتروية التي هم بصدد صنعها على طول ألف و ستة مأئة كلومترات...

رأس الأفعي ، حقيقة هذه المدينة لا تكون إلا رأس الأفعى التي إلتفّت على كل شيئ لتجعل من شعوب العالم عبيدا لها و كأن بسّمها أصبح مخدّرا لهذه الرّجال و هذه النساء التي تهافت عليها من كل صوب و حدب ...نحن سادتي.... الهنود .... على أجسدنا تبنى هذه الأفعى حضارتها ...نحن هم الهنود اللّذين لا حول و لا قوة لهم أمام البنك العالمي و أمام رأس المال العابر للقارّات!!!!نحن اللّذين قدّمنا ابناءنا فدية لآفعى و جعلنا منها ربا يحمينا من كل أنواع الأمراض و من كل الأعاصير حتى !

عندما أخذنا من الغاب مخبأ لنا أصبحت الأفعى تمتد و تمدد لتحرق الغاب و تخترق الأدغال....لأننا لم نواجه ...لأننا كنا نعبث بأحلام أبنائنا و بناتنا...لأننا لم نعي من نحن ! عندما أصبح الأدمي كبش فداء ! عندما نتقرّب للرّب بذبح الأمل فينا و بذبح جيل بعد جيل ...كبرت الأفعى و اصبحت لا تخاف الأغبياء!

إقتربت زينب و كان كأس الشائ بين يديها ! لا أريد ...لا ...دعيني أمشي على البحر ! لا اريد أن أنزعج فأني بصدد خوض مغامرة أخرى ....حدّثني ...يا قاسم في ما تفكّر ؟ لا داعي لأن نتحدث ...إشربي الشاي و لا تتكلّمي....دعيني أمشي وحيدا لو سمحت !!!! سأمشي وراءك و الكأس بيدي إلى أن تخرج من هذه الدّوامة ...كل مرة تنزل للشاطئ..... تدخل في غيبوبة يا قاسم ..!!!!! أنت هنا لتستريح ...لتنسى قليلا ! لتجدد بعض الفكر ...لتنظر للعالم بعين أخرى !!! لماذا أنت تهتم إلا بالفقراء و العمال و المزارعين ! لماذا لا تهتم أيضا برؤوس الأموال ...هاؤلاء ، هم اللّذين يصنعون التاريخ ...هم اللّذين جعلو من هذه الأدغال جنة فوق الأرض!!! لو تسمحي زينب ...لا أود الحديث في هاذا الموضوع ! أعرف كيف أنك لا تريدين أن تضعي النقاط على الأحرف !!!! كيف بجنة و فيها العبيد ؟ هذه الجنة ! يا زينب صنعت ، أحدثت على ظهر العبيد ...على ظهورنا نحن الهنود !!!!!

رجعت زينب أدراجها للنّـــــــــــزل! سافر قاسم في حزنه
حزين ، جدا حزين ...تسافر أمواجي كل دقيقة من جديــــد

ترى هل فاتني شرف الكلام ؟ شرف الأقلام العابرة ؟ هل فاتني الميعاد؟ قلت أمام هذا الخليج ...سأكون في الحال و لو على جثتي !!!ألا أكتب إلا شرف الحقيقة و شرف المساجين و شرف كل العصافير المزقزقة حرية و كرامة !!! لا سأصمد إلى أبد الدّهر و لن يركع قلمي و إن فعل سأقسم ظهره مرّتين! هذا العالم ، هذا الشاطئ لا يسوى قطرة من دموع أمهات المساجين ... الدمعة بمحيط ...و الحرف يختلج ليصمم خليج الثقة و الأنفة...
قاسم لن يصالح ...و زينب لن تصالح و المحيط لن يصالح و السماء لن تصالح ...إلى أقلامكم يا أبناء وطني فأني رأيت الجنة كما تتصّورها كوادر ديكتاتورية الشابع من نوفمبر!!!!و لربما لن يصلو إليها و لو نطق الحمار بحرف القاف. لا تصّور لهم ، لا مشروع عندهم ، لا رأية لديهم سوى الغورة و الدّسيسة لأنهم بطبيعتهم فاشلون.

*

عرفتوشي علاش الهاشمي الحامدي سافر للسودان ! يا سيدي مشى يقرى في علم التّقازة ! دكتوراة دولة كاملة في التّقازة و بإمضاء بوعبد الله بوعبدالله ! شد جاك !

· الطيارة يا سي كورتي ...تحظر حــــــــالا ...و تعملاها دهنة خظراء!
· ما هو لاباس يا عرفي ...إشنوه باش إترجعها متع عسكر
· المهمة الجديدة الي عندنا ...راهي صعيبة ...باش إنعدو التوانسة الكل
· التعداد متع السّكان ...كيفاش باش تعملمو من فوق بالطيارة !
· وقت تكنولوجيا ....بالسكانير من فوق لفوق
· إشبيك يا عرفي ...التوانسة ما هومش علالش ؟
· حشاهم ...يا كورتي ...و لكن الميزانية ما تسمحش باش إنعدهم بالواحد بالواحد
· حاظر عرفي ....الطيارة إتكون حاضرة الصباح ...لكن كيفاش باش إتخرج التوانسة باش الكونسونتراسيون يخطفها السّكانيــــــــــــــــر؟
· أنا و سي عبد الله الزواري باش نستعملو الموبيلات من اللّوطة و إنت بالطيارة من فوق....و حل الطاسة متع مخـــــــــــــــك توه تفهم أش باش نعمل....الطيارة لزمها تحضر و الي باش نبعثهم إتركبهم الكــــــــــل بدون تعقيد
· حاظر سيدي!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عبد الله الزواري إفلّــــــــس على موبيلات زرقاء و حاط قاجو أصفر من تالي فيه عنز مخنوقة إتعيــــــــــــــــط يا مصالحة إتعالي ....يا قاسم إتعالى ....قاسم واقف في وسط الشارع ....

· إحبــــــــــــــــــــاس ...على اليمبن ...شد الفرانات يا عبودة
· الســـــــــــــــــــــــلام عليكم !!!! إشنوه !!! باش إنخلّص الدوانة !
· لا لا لا يا سي عبد الله جمهورية قاسم الصّغيرة كملت !!!! وين ماشي ؟
· للســــــــــــــوق يا سي قاسم ...باش نبيع العنز !
· العنز متاعك معناتها ماشيه للباطوار ....إشبيها إتعيط يا مصالحة إيجي !
· ما فهمتش أش تقصد يا سي قاسم
· أشبيكم يا عبوده هازينكم للبطوار و إنتم إتنادو بالمصالحة ...على الموس في أرقابكم ما كومش باش تحشمو على أرواحكم !!!!!
· يا قاسم ...ما إتنجمش إتحسن الـــــلوغة حتى شوية ...إرحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء
· تاخو فيها العناق خمسين دينـــــــــــــــــــــــار و تعطيها الحرية متاعها !
· أش تقصد يا سي قاسم ؟
· إدفعو كفالة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!(إه إه إه)
· موش كلام يا سي قاسم هــــــــــــــــــــذا ...أش حاجتك بالظبط ؟
· تخدم معايا ...في التعداد العام للسكـــــــــــــــــــــان !!!!!
· إتخلّصنــــــــــــــــــــــــــي .....( إه إه )
· أنا أنســـــــــــــوق الموبيلات .....! (قاسم)
· المهم ساعد ....هاذيك ساقيي و هاذيك إديه....
· باش إنشعل الضــــــــــــــــــوء يا سي عبد الله
· علاش !!!!!!!!!!!!!!
· أركب توه تعرف علاش

الموبيلات بدات إتفلس و سي عبد الله الزّواري راكب ورائي ...و شاد القلم باش إنعدو التوانسة الكل من بنزرت لبنقردان لـــــــــــــــتى موبيلات ( أشبيك تضحك !!!!!)
· أ هـــــــــــه ...الضوء يشعل يا سي قاسم !
· قيد يا سي عبد اللّه ...هذا القـــــــــــــــواد الأول متع الحاكم
· وين إنقيد يا سي قاسم ؟
· أعمل عامود للقوادة الكل ...و عامود للطاحنة ...و عامود للسّقاط و عامود لجماعة القفة ....و عامود لأولاد ( أش إقول فمي ) و عامود لجماعة عبد الله قش ....ما هم الكل توانسة ...ما هاذا هو التعداد العام للسكان ....أه زيد عامود للمصالحين الكل ....لجماعتكم يا عبد الله .....الي هبطو السراول ....لابس سبته إنت و إلا لا؟
· ديما متحزم يا سي قاسم ....و الله الخدمة معاك تعمل الكيف يا قسومة ...أسمع أنا باش نتربع على البورت باقاج ...و باش إنزيد إنشعل كان إلزم كانون و إطيبو التــــــــــــــــــــاي على الموبلات

الموبلات إتفلـــــــــــــــــــــس من بن قردان ماشين لبنزرت ....باش نبدو من بنزرت
موبلاتنا هذه كما بساط الرّيح ....أطير كي تيتانيك .....سي عبد الله الزّواري ناصب من تالي و إمتكـــــــــــي عامل جوه كبير و الجداول متع تعداد السكان متفرشها الكل

· سي عبد الله !!!!!
· إنعم سي قاسم ...ما هو لاباس ...الموبيلات تمشي مليح ...ما هي عجباتك
· تعمل ستة و ستين كيف ....حظرت جدول المصالحين ...إسمع يا سي عبد الله لازمنا إنعدوهم بالكعبة بالكعبة ...باش نبدو بيهم قبل الشعب التونسي ...
· ما هو على بعظو خير !!! نعملو مسح على الناس الكل ما نقعدوش إندورو عام كامل في البلاد
· علاش معجول أنت ؟ إلبرى في الحبس إلداخل في الحبس
· غلبتني يا قسومة ....إعمل الي في راسك ...المهم الحساب إكون صحيح
· شوف سي عبد الله نحن رجال المهمات الصعبة
· الجدول حاضر ...و كل مصالح هاني حظرتلو فيشه
· بسم الله و بالله .............................

سيدي بوزيد بلاصــــــــــــــــة ....سيدي بوزيد بلاصة ....بدينار الهندي ...بدينار السروال ...كل شي بدينــــــــــــــار

· و الله سوق في سيدي بوزيد ....يا سي عبد الله ...أشبيه هذاك شاد سروالو
· عندي الســـــــــّكر يا سي قاسم ....ما إنشوفش من بعيد...أقرب باش نعرفو
· الســــــــــــــــلام ( حبست الموبيلات )
· على سلامتكم ! و أش جابكم من هاك البـــــــــــــــــــــر !
· القدرة يا سي الهاشمي ...أشبيك أمطيح السروال
· أنا شوفير متع سي عبد الله الزوراري ....ما إتزيد معاية حتى كلمة
· تعرف يا قاسم السروال متع سي الهاشمي الحامدي جاه ضيق من عام 80
· صار غالط في السّـــــــــــــــروال من الأول
· لا لا لا سروالي جايني قد قد ...و لكن البلاد ناقصة روبافيكة قلت إنعاون بلادي يا سي عبد الله بالي أكتب ...حتى بسروال
· إي تقد عريان ياسي ....الهاشمي !!!!
· لا حياء في الديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ...يا سي عبد الله
· شوفو يا جماعة ....خلوني نمشي إنصب الأيسانس و تو أنجيكم

الهاشمي الحامدي إحب إغوّل عبد الله الزواري ...تراش عندو من حشيش جايبو من السودان ...شعّل عويفية ...وبسمل و تحى و زكى ...قعد القرفصاء ...قعد معاه سي عبد الله كيف كيف

· إنت في أشكون أتصالح ؟
· أنصالح في صــــــــــــــــــالح
· صالح لن يصالح ...هذه حاجة معروفة \
· أشرب كويــــــــس ....أعمل شفطة ...مليحة و أفهم ...عندي وصفة المصالحة البارح إنشرتها على المحيط و الأنترنات ...وصفة جبتها من السودان ...صاحبك قاري علم التّــــــــــــــــــــكازة على إيدين ناس كبار ...و الناس يا سي عبد الله في الحبس منذ سنين ...و لازمنا إنحو السروال بالكامل باش يرضو علينا الجماعة و إسيبو الجماعة من الحبس ...يا سي عبد الله الغنوشي الله يهديه هو السّبب في ها المشاكل الكل !!!!
· و بعد المصالحة أش باش تلبس
· الي إيجــــــــــــــــــــــــي يا سي عبد الله ....نرضى بكل شي
· هندية ....أش قولك (قاسم) ...يا سي الهاشمي ...إسمع يا دكتور ...الطيارة تستنى فيك ...ماشيا للرّئيس ...تيتــــــــــــــــــــانيك تستنى فيك ...توه تخرج...طيارة خظراء ....تلقاها في مطار قفصة ...ما تطلع كان فيها
· شنية تيتانيك يا قاسم ( عبد الله)
· طيارة المصالحة ....الرّئيس حاجتــــــــــو بيهم
· ألبس سروالك يا سي الهاشمي ....و زيد في الوصفة متاعك ...شوطي كان جابلك راس ( عبد الله )

· أركب عبودة ....الموبيلات خاطفة و الأسانس ما عندناش ....

خرجت الموبلات من سيدي بوزيد و قالت بالسّنــــــــــــــــد...سي عبد الله إعمر في الأعمد متع تعداد السكان بالرّاقدة

· قداش وصل تعداد الحمير
· أش منهم يا سي قاسم ....ثمه المعيز كثرو في الرّبط هذا...
· برى سيدي إنشوفو القرية هذه قبل ما نوصلو

دخلت الموبلات للقرية ...و دارت بيها الأولاد الصّغار ...و بدات النساء أتزغرت و إتصّفق

· الحاكم جاء باش إعدنــــــــــــــــــــا ...الحاكم جاء باش إعدنا

وقفت الموبلات أمام منزل من منازل القرية الصّغيرة ...هبط سي عبد الله و الدوسيات الكل في إيده ...جات المرا !!!! قربت حاشمة ....
· إتفظلو ....زوزو ...هات شربة ماء للجماعة
· يا مرا ...أش سماك ربي
· ربيعة ....
· باش إنعدوكم ....اليوم ...ما هو ميسالش...قداش عندك أولاد
· عندي خمسة حشى عيونك يا سي عبد الله
· أتبرك الله
· أه أه يا سي عبد الله ...ثلاثة في الحبس ...و زوز طردوهم من الليسي
· بابا العيلة وينــــــــــــــنو
· طردوه من الخدمة ...يا سي عبد الله ...مشى إقلّع في الحجر
· علاش طردوه من الخدمة ....و علاش في الحبس
· خوانجي ...قالو عليه ....و الوليدات إرهابين ....و اللباس الطائفي كان السّبب في طتريد فاطمة و عائشة
· صالح لن يصالح .....قولي ....صالح لن سصالح ....كان جوك جماعة بعدي
· صالح لن يصالح ....عائشة لن تصالح ....و فاطمة لن تصالح ...و زينب لن تصالح

خرجت الموبلات ...من قدام الدّار ...و طاحت الدمعات من عيون سي عبد الله الزواري ...راجل في الخمسين ...ما أحر دمعاتو ....و ما أكبرهم ...كان دموع الرّجل تحرقني في ظهري ...كي القطران ...ما كلّمتوش ...و ما جيتش على حالو ...حاس بشئ أخر و كأنو هو المسؤول ...مسح الدمعات ...و قال

· يا قاسم ....أش عملنا ...شعلّي سيقارو يرحم ولديك
· الخدمة سي عبد الله ...لازمنا أرخو للشعب هذا ...المجزرة متاعو ...لازمنا إنعدو ضحايا الأرهاب و إنعلّموهم ...صالح لن يصالح ...سي عبد الله الشعوب العظيمة لازمها إتمــــــر بكل الأزمات حتى تفهم معنى المواطنة و الحرية و الكرامة ...سي عبد الله ...الشعب باش يقتدي بشكون بيـــــــــك و إلا بالي هبط السروال ...التاريخ ما يرحمش ...و الأبل على كبارها تسير.

· يا قاسم إنت بلا قلب ....الرّحمة ما عندكش !!!! ما سخفوكش الناس

· الهدف أنبل من أي مشاعر...الحياة ...صناعة الشعوب ما إتجيش بالأحاسيس و ما أتجيش بدق الحنك ....الناس لابد أنها تعرف أتضحي ...و تعرف تتعامل مع واقع القمع و الغورة و الفساد ...أحنا خدمتنا ...أنا أنرخو للأجيال القادمة و أنحلو البيبان أمامهم ...نعطوهم الأمل ...نعطوهم الصّبر ...نعطوهم سي عبد اللّه الحجر باش يبنـــــــــــو على أسس صحيحة المعركة متاعهم

· صالح لن يصالح ....زيد في الفيتاس ....

خرجت الموبيلان من القرية الصغيرة ...و خرجت وراها الأولاد الصغار هازين علم مكتوب عليه .....صالح لن يصالح و زينب لن تصالح ...مضاهرة سلمية كانت أثلجت قلب رفيقي و بطلي في نفس الوقت....

· عبوده ....لازمني نعمل تلفون لتــــــــــــــيتانيك !!!!!!
· لاباس يا سي قاسم
· ثم تكتيك ....فاتكم وقتو الي كنتو إتفيشو علينـــــــــــــا !!!!!!
· الصّبر ...ما إفوتك شيئ ! ...برى أعمل تليفونك يا سي قاسم ...هاهو باش نشري زوز كسكروتات ...باش إتحب بالتن و إلا بالدجاج

دخلت الكبينة متع التليفون ....شعلّت سيقارو ....و دورت النّيــــــمرو

· ألــــــــــــــو ....تيتــــــــــــــانيك....تيتانيك أجب
· ألو ...هنا كورتي ....قبطان تيتــــــــــــــــــــــانيك ..ألو
· أدهن الطيارة بالأبيض الناصع و صور عليها ...السيقل متع البوسطة
· شنوه ....يا خي دهان نخدم و إلا طيار
· تخدم حوكي و حرايري ....قتلك نفذ الأوامر و حــــــــــــــــــالا
· حاظر عرفي ....الموتير ديما يخدم.؟
· ديمه خـــــــــــــــدام ....و أنتظر الأوامر !
· تيتانيك ....أنتهى .....؟
· إنتهى

قعد سي عبد الله تحت الشجرة ، شعّل الكانون و حظّر الفطور

· شوف يا سي قاسم ...نفطرو ...نرتاحو شوية ...خوذ تعسيلة إنت
· و الله صواب ...تعسيلة تحت الشجرة تعمل ستة و ستين كيف

ملي حطيت راسي على التراب ...رقدت إتقول ميت ...النسمة الباردة خلاّتني نحلم بفيلم أخر ...حسيت باليد الطيبة متع سي عبد الله كيفاش نحـــــــــــى البلوزة متاعو و غطاني بيها ....طفى النار ....و رقدت و لأول مرة كما الطفل الصّغير.

*
سيدي بوزيد الكل، سمعت بالي الرّئيس بعث ببرقية لسي الهاشمي ! شنوه؟ باش أشنوه سي الهاشمي ماشي لقرطاج و طيارة تيتانبك تستنى فيه في مطار قفصة الدولي ...إسمع و أفزع ...البلاد شطرها في الحبس ...البوزيدية الكل شدو في الهاشمي و كل واحد جايب دوسي ولدو بين إيده باش سي الدكتور يعرضو على الرّئيس ! المصالحة باش تبدى بتسريح المساجين السياسين ...الناس الكل فهّمها سي التركتور الي الحكاية وفات و البلاد ولات أتقول بريطانيا ....الدّار متع سي الهاشمي الحامدي تملى و إتفرغ من الخلق ...عدّانهم توه ساهل ماهل !!!!!سي الهاشمي ما إنجمش يمشي للرّئيس فارغ ؟ كل واحد عندو سجين جاب علوش بوزيدي بو ماية كيلو ...حط و أربط في الكوري متع سي الهاشمي ....ولاشي مركانتي الرّاجل ...و حل في نفس النهار شركة توريد و تصدير لحوم البشر ...لحوم المساجين السياسين و إلا العلالش ...الله و رسوله أعلم ....

المصالحة متع الترّكتور ولات تجارة عين جهار ...الحاكم حاجتو بمصالحين كما الهاشمي باش يظرب عصفرين بحجرة وحدة !!!! الفلوس!!!! و قصان نفس المعارضة بكامله ...قلنا للمرزوقي من هوكا العام ...راهم باش يجبدو بيك اجلا أم عاجلا ....صلح الحديبية مازال خدام إلى يومنا هذا....... و لا واحد فيهم فاهمو على قاعدة ....شد عندك التكتيك و كيفاش الحاكم حاب إعرس بالنهضة مرة أخرى القحـبــــــة ما إتوب و الحجرة ما إتذوب....حل مخك و أفهم الظرب!!!! الخشلة الصحيحة و الي صارت هي قسم ظهر النهضة ...الشيئ هذا كان أمبرمج منذ زمان و أول من نادى بحل النهضة جملة و تفصيلا هي جمهورية قاسم حتى لا تكون التكنبينة هذه ضد الشعب التونسي ....و لكن هات إشكون يفهم ....توه الخريطة الجديدة واضحة ...النهضة إتقسمت على زوز ...مصالحين و موش مصالحين و هذا ربح للشعب التونسي و لكن الرّابح الكبير هو النضام في حد ذاتو .....التكتيك متع المصالحين شنوه في الواقع ....هو محاولة قسمة التجمع من الداخل متاعو و عزل الشق المتطرّف داخله !!!!!هذا كان جاو يفهمو شوية سياسة !!!! و لكن ما ظنيت عندهم التّكتيك هذا !!!!! بل بالعكس الكل إمهبطة السّراول متاعها للرّكبة .... هل يحصل هــــــــــــــذا، إنو التّجمع يتقسم : فريق مع المصالحين و فريق ضد ؟ ما هوش باش يحصل الشيئ هاذا لأن حسابات المصالحين متع النهضة حسابات متع مشعوذين ....لأنو إذا وصل التجمع باش يتقسم ...معناتها طاح الحزب بأكمله و....الغرب سيدعم هذا الحزب إلى حد الثورة علية و لا المصالحة معه.....حل مخك و أفهم ...النقاش بعد الثورة فقط ....هاشمي بابورك زمــــــــــــــــــــــر ...هات أش عندك !!!!!!!!!!



قاسم قاسم








29‏/08‏/2008

أنـــــا لا أنتمي ألي نحن...TUNEZINE


بن عروس تونس23 - 10 - 2004
قدر الإنسان المحتوم أن يكون شاهدا على الردح اليسير من الزمن الذي يحياه، أن يرى ويلاحظ ويسمع ويقرأ... ربما يرسخ نزر قليل في الذاكرة والمخيلة غير أن السواد الأعظم إلى زوال يمضي. بالمقابل تظل الأناسي مخيرة بين أنت تترك أثرا في واقعها أو أن تتهرب منه وتلوذ بالصمت وتنسى. كذلك هي السياسة تحاول تركها في حالها وعدم الخوض فيها ولكنها تضيق عليك الخناق، تحاصرك من كل حدب وصوب لتحولك لكائن سياسي رغما عن أنفك وتدفعك بوعي أو بدونه أن تدلي بدلوك في الشأن العام وأن ترفض قدر المستطاع أن تكون لعبة بيد غيرك.
المؤسف حقا أن تسمع غيرك يتحدث دوما باسمك دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عن رأيك ووجهة نظرك. ثلاثة أحرف يمتطيها ليدوسك ويمضي في سبيله، نحن كذا... ونحن كذلك... النحن، هذه الفرس الجامحة تكاد تصبح براقا لتسفر بك نحو عوالم لا تستهويك ولا ترضي أهوائك إن في إسراءها أو في معراجها والقبول بلعب دور المتقبل السلبي يغري الفاعلين بمزيد من التنكيل بالمفعول بهم والإمعان في امتهان ذكائهم بل وغالبا الازدراء منهم والضحك من ذقونهم.
الحديث في المطلق جميل ومغري حقا فهو يعطي المتلقي أو الآخر انطباعا خاطئا بأن السارد متمكن من واقعه وملم بجوانب الموضوع زد على ذلك أنه يجنبه كفاعل تبعات غضب من يرى نفسه مقصودا بكلامه ويفتح المجال لتأويلات عدى إن سلبا أو إيجابا فالمعذرة إذا إن كنت من هنا فصاعدا سأتحدث باسمي فقط وانطلاقا من تجربتي ولو كانت محدودة ومن رام اعتبار ذلك تكبرا من جانبي فليكن له ذلك ومن فهم المقصد فأنا ممنون له مسبقا.

موضوع الساعة الذي لا غنى عنه بالنسبة لي هو المهزلة التي نعيش في تونس المسماة زورا انتخابات والتي ستلفظ أنفاسها الأخيرة بعد سويعات من الآن بعد أن كادت تذهب بأعصابي وهي التي استنزفت كل قواي الذهنية دون الحيلولة من جعلي أقر بأني لم أفهم شيئا تقريبا ولم أتمكن من استيعاب مجريات الأمور بالكامل ولكن ذلك لن يمنعني من أن أقر بامتعاض بأنها الإنتخابات الأولى التي تزوّر في مناخ ظاهرة ديمقراطية وشفافية وباطنه سعي محموم نحو تكريس العبودية والذل.

للتاريخ فقط أذكّر بأن الجنرال زين العابدين بن علي الفائز الأبدي وبلا منازع بكل الاستحقاقات التي أقيمت والتي قد تقام في المستقبل القريب أو البعيد أتى لسدة الحكم منذ سبعة عشرة سنة خلت ببرنامج ملئ بالوعود الفضفاضة وبالعبارات الجوفاء لم يطبق منها شيء، الغريب في الأمر أنه خير الهروب للأمام ككل مرة وأضاف لبرنامجه الانتخابي الخاوي الوفاض واحد وعشرون دليلا إضافيا على قدرته اللامتناهية على النفاق والخديعة وبرهانا لا يقبل الدحض عن استهزائه بكل التونسيين ومراهنته على ذاكرتهم المحدودة جدا.

المعارضة بجميع أطيافها طرق كل شق منها المنحى الذي يلبي تطلعاته ولم يحدث ما كان مستبعدا بالمرة بل قل مستحيلا وهو وقوفها جنبا لجنب في وجه منظم المهزلة وراعيها الأول، وهو على ما أرى دليل على حيوية الشعب التونسي وثرائه وليس دليل إدانة لأحد فجمع الأضداد لا يخلق غير الكوارث والقنابل الموقوتة التي قد تنفجر في وقت غير بعيد في وجه معديها وتحدث ضررا لامتناهيا بالجميع. فالجمع بين السلفيين والعلمانيين مثلا خرافة وأسطورة غير قابلتين للتحقيق بالمرة.

المعارضين في تونس ليسوا بالعدد القليل عكس ما يتصور الجميع فزين العابدين بلسان وزير داخليته كان قد صرح في انتخابات سنة تسعة وتسعين وتسعمائة وألف بأن ثلاثة مائة ألف مواطن على الأقل لم يصوتوا لبن علي وتجمعه المشبوه الغير ديمقراطي والغير دستوري بالمرة وهو أمر على غاية من الأهمية ولو أن الجميع يجهله أو يحاول التغافل عنه ربما لكونه يدرك أن التزوير الرياضة الشعبية الأولى في تونس ولو شهد شاهد زور من أهلها.
للمعارضة التونسية فصائل وأطياف شتى هذه أهمها :

- المعارضة الديكور ومن أبرز تجلياتها الحزب الاجتماعي التحرري وحزب الوحدة الشعبية وينطبق عليها شعار مهرجي السلطان وهي تتمتع بدعم لامتناهي من الإدارة في أنشطتها وحتى في خطاباتها التي أكاد أجزم أنها تكتب وتسير من طرف الحزب الحاكم فمن خلالها تسعى الدكتاتورية لتشويه صورة المعارضة لدى عامة الناس ولإضفاء مسحة ديمقراطية كاريكاتورية على أنشطتها المشبوهة.

- المعارضة المنفعية والمصلحية ومن روادها الحزب الديمقراطي الوحدوي وحركة الديمقراطيين الاشتراكين وما يسمى بالأغلبية الصامتة، شعارها المتاجرة بعذابات الخلق من تونس إلى العراق مرورا بفلسطين لتضفي مشروعية أخلاقية لوجودها، ينطبق على رموزها القول أطعم الفم تستحي العين وهي انتهازية للغاية ولا تخجل من المطالبة بنصيبها من الغنيمة كلما سنحت الفرصة.

- معارضة على قدر كسائي أمد رجلي وهي معارضة مغلوبة على أمرها ولو أنها تحاول إثبات العكس وهي تحاول قدر الإمكان اكتساح الثغرات التي يتركها المشرّع بقانونه المسرف في الإجحاف ومن أقطابها حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ولو أن لاشيء تقريبا يجمعهم.

- معارضة الكاميكاز وتونسيي نكبة سبعة وثمانين وتسعمائة وألف، وأنا على الأرجح منهم، وهي آلة رهيبة لتفريخ ضحايا القمع البوليسي تتميز بعنف شديد في لهجتها وسخط لامحدود على الأوضاع المعاشة وتضم رواد الرأي وصناع القرار في ما يخص فضح الدكتاتورية ونزع أوراق التوت عنها. مساوئ هذا التيار أنه يجمع الأضداد وهو ما يعيق قيامه بتخليص البلاد من هيمنة الحزب الواحد وحتى مقاطعتهم المبدئية والمنتظرة للمهزلة الانتخابية تمت بطريقة متشتتة للغاية.
كان من الممكن أن أصمت كالغالبية الساحقة وأن لا أخط ما رأيت وما سمعت ولكني لم أقدر فالسكوت علامة الرضا أو ربما الخوف من عواقب أجهلها ومن تأجيج عداوات أنا في غنى عنها ولكني أرى لزاما على نفسي أن أبوح بما لا يمكن كتمانه :

- المشاركين في الانتخابات الرئاسوية أضفوا مشروعية كانت غائبة بالكامل علىترشحما يسمى بالرئيس السابق واللاحق والذي سطا على حرمة الدستور وحرفه كما طاب له منذ سنتين ليبقى في سدة الحكم حتى الممات لا ينافسه في ذلك غير أجله. بإمكانهم بعد دراسة عواقب صنيعهم أن يقولوا ما يحلو لهم ولكن التاريخ وحده سيقول إن كان فعلهم خيانة لتونس أم غير ذلك.

- نفر غير هين من الانتهازيين والمتملقين غنموا الشيء الكثير من مساندتهم المشبوهة للدكتاتور أو صمتهم المتواطئ على أفعاله وأتمنى أن يعود صنيعهم عليهم بالوبال في أقرب وقت ممكن ولا فائدة من ذكر الأسماء فالقائمة متنوعة وطويلة جدا ولكل مقام مقال.

- المعارضة السلمية استنفذت كل أسلحتها بعد هذه المهزلة المتكررة والخيبة المتجددة ولا ريب أن ظهور معارضة عنيفة قولا وفعلا لن يطول كثيرا فكل الظروف باتت سانحة لقيام حركات احتجاجية غير معهودة على الساحة ولو أن بوادرها بانت للعيان منذ مدة داخل الوطن وخاصة خارجه وحتى القمع الذي واجه به بن علي منتقديه المسالمين من المستحيل أن يكون أعنف من الآتي وهو الذي بلغ ذروته مناسبات عدة ولم ينجح أبدا في إخماد أصوات المحتجين وثنيهم عن قول الحق.

- القوى التي لا تزال تحرك خيوط الشأن الداخلي من الخارج برهنت أنها لا ترى للإستبداد والتسلط لنا بديلا وأننا لسنا أهلا للديمقراطية وحتما سيكونون كلهم كالعادة من أول المهنئين للدكتاتور على ديمقراطيته ونزاهته المعتادة.
سهل ويسير أيضا التشهير بالمتواطئين ولوم المتذبذبين بل هو في متناول كل من هب ودب ولكن ما العمل لإخراج هذا البلد من عنق الزجاجة، هل على الجميع الكف عن إهدار الطاقات وبذل التضحيات والقبول بصفة نهائية بالأمر الواقع ولو كان مخزيا ؟ هل من المعقول أن يصبح دور المجتمع المدني محصورا في بعض الأنشطة الحقوقية دون غيرها بعد أن غيب كل نشاط سياسي أو نقابي بين ظهرانينا ؟ هل نخدع بالوعود الزائفة ونصمت عشرة سنين أخرى في انتظار أن يرحل الدكتاتور طوعا؟

أنا وإن كان رأيي لا يعبر عن أحد غيري أرى أنه قد حان الأوان لخلق جبهات وليس جبهة واحدة متراصة لا يجمعها شيء فأصحاب النظرات الشمولية المؤسسة لمجتمعات تبنى على مذهب فكري متزمت أو عرق اثني أو لغوي ولا تؤمن بالمساواة في الحقوق بين جميع الأفراد عليهم أن يسلكوا طريقهم لوحدهم بمعزل عن من يسعى لإقامة نظام ديمقراطي حر يسع الجميع، فالأصوات التي تنادي بالفصل بين الفرقاء والأضداد باتت أعلى من أن يسعى البعض لتجاهلها والنضال لاستبدال دكتاتورية بأخرى لا تخجل بأن تصرح في السر والعلن بأن "الغاية تبرر الوسيلة" مضيعة للوقت لا غير.
هذه بعض هوامش جمهورية الغد لمن لم يفهم كنها بعد :

- النسبة المعلن عنها لا تعكس عدد من صوتوا للفائز بل عدد من نجح النظام في تدجينهم وهو ما يفسر السعي الدءوب لتحسينها.
- القمع أصبح تنظيما يقنن بعد أن عهدنا القانون قمعا منظما.
- الإرهاب غدا منهجا فكريا مثله مثل الشيوعية أو الليبرالية ولو أنه يلبس حلة براقة تناسب كل بلد وطباع أهله فأين العجب إذا لو سمي من يروع شعبه بكل ما أوتي من جبروت رئيسا منتخبا وأن يكون شعار عسسه يحمل عبارة "الصدق في القول والإخلاص في العمل" وهم أبعد الناس عنها.
- تزوير الإرادة الشعبية سيتم مستقبلا في كنف الديمقراطية وحياد الإدارة.
- تونس ستصبح ديمقراطية يوم تعد عشرة ملايين حزب ومنظمة معترف بهما.
زهير اليحياوي
23-10-2004

الوضع التونسي بين الكوميديا والتراجيديا تونس المسخرة


الدكتور منصف المرزوقي :
أي وصف يمكن أن نصف به الوضع في تونس اليوم سوى أنه مأساة في قالب مهزلة وأحيانا مسخرة يندى لها الجبين؟أي وصف يمكن أن نصف به تونس اليوم باستثناء أنها مسخرة : حكومة ومعارضة ونخبا وشعبا غير كريم . لنتمعن في كل هذا السيرك المنصوب أمامنا خاصة هذه الأيام ،والقاعدة كانت ولا تزال شر البلية ما يضحك .إذن، رفع الشعب تلقائيا الصور في كل مكان وتكاثرت نداءاته . لكن نظرا لإصرار منقذ البلاد على صمته ، قررت الجماهير الزحف على قصر قرطاج ومحاصرته والنوم في العراء إلى أن يخرج الرئيس ليطمئنها على مصيرها . وفعلا خرج صانع التغيير ليبشّر الشعب أنه قرر أن ينجح في الانتخابات المقبلة ب% 97.896 ففرح الناس ورقصوا في الشوارع إلى الصباح.ومن الغد عادوا لنقاشاتهم معلقين بحماس على انتقال نادي " ارقد لهم في الخط" إلى المجموعة الثانية بعد هزيمته في الشوط الثاني أمام نجم " اللي خاف نجا" ... وكل الهمّ منصبّ على ما تخبؤه المباراة النهائية للفوز بكأس النذالة الوطنية بين نادي " اخطا رأسي واضرب" ونادي " ينصر من صبح ".أما في المعارضة فالشغل الشاغل لها هذه الأيام هو من سيشارك الرئيس في فرحة العرس الانتخابي، ومن سيتقاسم ال % 2.104 التي تفضل بتركها لتسعة أحزاب من الديكور المعترف به وثلاثة أحزاب للديكور غير المعترف به .
وبخصوص هذا النمط الأخير من المعارضة، ثمة من أعلنوا أنهم عزموا وتوكلوا ، لكن ترقبوا تكاثر الترشحات الإشهارية لينال كل نصيبه من الاعلام و الزعامة الوهمية. لا أعلم من "سيغدر" بمنافسيه، فيسارع الأول لإضراب الجوع الإلزامي دفاعا عن حقه في المشاركة في اللعبة المغشوشة. هنا يأخذني التثاؤب وأنا أتصور السيناريو الركيك الذي اصابني منه قرف ما بعده قرف .يصدر البلاغ الطبي رقم 1 :
معلنا قلق الأطباء حول تدهور صحة المناضل . بعد يومين يصدر البلاغ الموالي لإعلام الشعب " المتملّح " بأن المناضل قد نقل للمستشفى على وجه السرعة لأن الضغط هبط له كثيرا.
وهناك يصدر البلاغ الطبي رقم 3 لإعلام الرأي العام الدولي بوصول قلق الأطباء ذروته لأن الرئيس الافتراضي المدافع عن حقه في الرئاسة الحقيقية ، يفقد كيلوغراما في اليوم، وهو ما أجبرهم على إحالته على قسم الأطفال ، علما وأن تواصل الإضراب قد يفاجئ أطباء القسم المذكور أعلاه بذوبانه كليا واختفائه حتى من سرير الرضع الذي وضعوه فيه .هنا يفرض السيناريو أن يأخذ كل وطني غيور التلفون ليترجى المناضل الكبير بوقف إضرابه حتى لا " تترزى " تونس فيه - علما وأن تونس غارقة في مشاكل الغلاء واختفاء الحليب والديون المتراكمة ، وآخر ما يهمها مشاكل المسكين . من حسن حظ البلاد أن البطل يقرر الاستجابة لنداء الجماهير، فيشرب كاس حليبه الأول منذ أيام طويلة تحت وابل من التصفيق. ومن الغد يعلن المرشح المزمن لترشح صوري في انتخابات وهمية ، حتى قبل نهاية فترة النقاهة، تسجيله من الآن في انتخابات 2014 و2019 و2024، واذا أطال الله في عمره وبغض النظر عن بقاء تونس أو زوالها ترشحه لسنة 2029 .
عزاؤنا في كل هذا الهدر أن النشاط النضالي لا يتوقف. فبعد اعتراف جماعة 18 أكتوبر بعظم اللسان أنهم ليسوا جبهة سياسية ، أن آخر ما يهمهم تنظيم مثل هذه الجبهة التي يتطلبها الوضع بكل إلحاح لإنقاذ تونس من ديكتاتورية مشينة ...ازدان المشهد الوطني بهذ المؤسسة الثقافية الجديدة التي قررت تعميق النقاشات الهادفة بين الخمسين زعيم وزعيمة المشكلين للميكروكوزم .إنه لمن دواعي الفخر أن نرى نادي 18 اكتوبر ينظم محاضرة لراغب علامة عن الإرث في الأغنية العربية المعاصرة ... أن نرى كوكب الشرق أم كلثوم تدعى لمقرّ التقدمي الديمقراطي لإلقاء محاضرة حول مفهوم الإرث عند القصبجي . وعلى ما يشاع فإن الدكتور المرزوقي عرض على المنظمين أن يقدم هو الآخر مداخلة بعنوان " هل سيترك لنا بلحسن وأخته ما نرث رجالا ونساء " . لكن الجماعة اعتذرت أن القاعة مشغولة لتنظيم الأعراس .
ولأنه فهم أن المحاضرات التي يشتمّ منها استفزاز السلطة غير مرغوب فيها ، عرض عليهم أن يحاضر في" الإرث بين الليبرالية المتوحشة والماركسية المتكلسة ". لكنهم رفضوا ، مثلما رفضوا عرضه بالاقتصار على " آفاق الإرث في ظل الاحتباس الحراري". وفي محاولة يائسة لدخول نادي 18 أكتوبر الذي اقصي منه،عرض أن يكون عنوان محاضرته " الإرث في فكر بن علي " لكنهم أعرضوا عنه. وعندما حاول لعب ورقته الأخيرة عارضا أن يحاضر في " الإرث في فلسفة خميس الشماري" طردوه شر طردة ، مما اقنعه أنهم لا يريدونه حقا، كونه متطرف وراديكالي ومتشدد ويريد الزعامة التي لا يريدونها إلا لأنفسهم .هنا فكّر المسكين في اللجوء للرابطة لإنصافه خاصة وأنه رئيس سابق لها . المشكلة أن الرابطة لا تهتم اليوم بأي قضية باستثناء مؤتمرها التي تريد ، ولا تريد، عقده في أقرب فرصة . من منكم لم يسمع طوال هذه السنوات عن مؤتمر الرابطة وكيف أجّل مليون مرة ؟ هذا ما يجعل رئيس الرابطة يصرخ في السكرتيرة: يا بنت، البيان " ستانادرد "، فتأتيه السكرتيرة بالنموذج رقم1 "إن الرابطة ، هذا المكسب الوطني الهام والتي لا تمارس السياسة وليست ضد النظام، وتقول للمخطئ أخطات، وللمحسن احسنت ، ومن باب قناعتها أن مبدأ المحافظة على " الشقف" بالسلعة وبدونها ، هو حجر الزاوية في الشخصية الوطنية .تستبشرتشجبتدينتطالب( هنا يملأ الرئيس عادة الاستمارة بقلم حبر ازرق جميل ثم يمضي ويمضي لحاجاته )لكنه يصرخ هذه المرة : يا بنت، أقصد البيان "الستاندارد" بخصوص المؤتمر . هنا تأتيه السكرتيرة بالبيان "الستاندارد" رقم 2 "إن الرابطة ، هذا المكسب الوطني الهام والتي لا تمارس السياسة وليست ضد النظام، وتقول للمخطئ أخطات، وللمحسن احسنت ، ومن باب قناعتها أن مبدأ المحافظة على " الشقف" بالسلعة وبدونها هو حجر الزاوية في الشخصية الوطنية .تثمن موقف السلطة التي سمحت بفتح مقر الرابطة المركزي وأبدت تفهما مشكورا بخصوص عقد المؤتمر.تحتج على تواصل عرقلة السلطة لمؤتمرها وغلق مقرات الفروع في الجهات .هنا يشطب الرئيس الجملة التي لا تتماشى مع الظرف المتقلب ، ثم يمضي ويمضي لحاجاته غير عابئ بنجاح السلطة الخبيثة في تجميد المؤسسة .مسكينة هذه الرابطة التي لا زالوا يفاخرون بأنها أعرق رابطة حقوق إنسان في أفريقيا والوطن العربي .
في أواخر الثمانيات كان تسعين في المائة من عملها لحقوق الإنسان وعشرة في المائة للمشاكل الداخلية . في بداية التسعينات توزّع الوقت والجهد نصف نصف . عشية مؤتمر الخيانة في فبراير 1994، قلت لأحد أصدقائي النسبة الآن تسعة وتسعون في المائة للصراعات الداخلية وواحد في المائة لحقوق الإنسان . اليوم النسبة تسعة و تسعون في المائة للمؤتمر وواحد في المائة للصراعات الداخلية ، أما حقوق الإنسان فلها كالكعبة رب يحميها .اذكر سنة 1992 عندما أرادت السلطة تعويم الرابطة بآلاف الانخراطات المدسوسة وسنت قانونا لإجبارها على قبولها ، أنني قلت آن الأوان للمقاومة لآخر نفس . ويومها مارس عليّ أقرب الأصدقاء ضغوطات هائلة لأقبل بالقانون على أمل المحافظة على الأقل على " الشقف " التعيس، والله يغفر لك يا حشاد الذي طلعت علينا بقصة الشقف والسلعة هذه التي استعملها بعدك كل الجبناء والانتهازيون لتمرير وتبرير جبنهم وانتهازيتهم . كان موقفي ان الحرة تموت ولا تأكل بثدييها، وأفشلت كل محاولة لقبول قانون كان سينهي استقلالية المؤسسة ونضالها ويقدمها هدية على طبق من ذهب لأعداء الوطن والإنسان . ولما أخبرنا عشية يوم 12 جوان وزير التعذيب عبد الله القلال أن الرابطة منحلة قانونيا ، قلت في نفسي : دافعنا عن كل المظلومين ، حملنا مشعل القيم ، ناضلنا إلى آخر رمق ، ولم تسقط الرابطة في أيديهم القذرة ، تمت المهمة على أحسن وجه،.يمكنني الآن أن أرجع لبيتي مرفوع الرأس . البقية تعرفونها . وها هي المؤسسة اليوم خراب على خراب... ولا أحد يقول كفى. نعلن تجميدها... نقول للعالم لا يوجد رابطة حقوق إنسان في هذا البلد ، لأن الدكتاتورية لا تقبل إلا بكل ما هو ممسوخ و مزيف و مخترق ومفوّض . عوض هذا يفضلون منذ سنوات اللعب مع الغشاشين و تواصل مسخرة يظنون أنها تعطيهم ذريعة لإدعاء الوجود.ماذا بقي بعد الرابطة ؟ الالتجاء للقضاء طبعا ، وهو كما يعلم الجميع مفخرة تونس التي أنجبت ابن خلدون القائل " العدل أساس العمران" . إنها المقولة التي نقشها قضاتنا الأفاضل في أفئدتهم وجعلوا منها رايتهم واقفين على مر العصور ضد أعتى الطغاة . كل هذا التاريخ المشرّف سبب المثل الأمريكي" أعدل من تونسي تولّى القضاء" ، والمثل الفرنسي "إن أردت العدل في هذا العالم ، ابحث عنه بين صقلية والصحراء "، والمثل البلغاري "الشمس في السماء والجور في بلغاريا و العدل في تونس".يا الله كم غالبت ضحكي طيلة هذه السنوات في محاكم مثلت فيها تراجيديات هزلية أتمنى أن تجد يوما من يخرجها للمسرح والشاشة .
ثمة فصول محاكمات الحق العام التي حكم عليّ سنوات بالتفرج عليها، لأن التقاليد تقتضي ألا يأتي بمتهمي السياسة إلا في آخر الحصة ، أملا أن يملّ الملاحظون الأجانب ويذهبوا للقيلولة . هكذا ملأت كناشي بملاحظات عن مهازل البشرية التونسية استعملت البعض منها في كتابي الرحلة . مما أذكره سرعة "القضاة " الرهيبة في إصدار الأحكام والملفات مكدسة امامهم إلى عنان السماء . آش اسمك .. ستة أشهر...اش اسمك ، سبعة سنين ....آش اسمك عشرة سنين . ورغم تشديد العبس على ملامحي حتى لا أنفجر ضاحكا، فإنني لم اتمالك نفسي يوم قال "القاضي" للمتهم: سرقت أربعة عجلات مطاطية للشاحنة الريفية ، كل عجلة عامين، المجموع ثمانية، نقسمهم على اثنين لأنك بلا سواق ، الحاصل أربعة. بعده .وبعد المفتحات تأتي المسرحية الرئيسية ، والممثلون الخردوق" الجالس بين أكوام الملفات، و حطام بشر مورست عليهم أفظع انتهاكات الروح والجسد ،ومحامون لا يغفر لهم تطوعهم ومثاليتهم تواصل المشاركة في المسرحية الحقيرة. المسألة كيف سأحافظ على جديتي عندما يبدأ بعضهم في رفع أصواتهم الرنانة (والتي أظن أنهم يعملون عليها ويتمرنون على تنميتها كما يفعل مطربو الأوبرا الغربية) متوجهين إلى الخردوق الجالس أمامهم يتأمل أظافره بجمل من نوع: وحيث أن القضاء هو حامي الدستور، وطبقا للفصل رقم كذا وكذا ، واعتمادا على علوية المواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس ....كل هذا والخردوق ينتظر بنفاذ صبر متزايد أن ينتهي كل هؤلاء الثرثارون من جعجعة طواحينهم ليصدر حكمه الجاهز ويسرع لبيت الراحة لأن مثانته على وشك الانفجار... واللعنة على هذه المحاكمات السياسية بطول مرافعاتها والمشاكل التي توقعه فيها ...وآه لو لم يتورط في قضية الرشوة البسيطة التي مسكوه بها ، لما تأخر في تقديم شهادة مرض لهذا اليوم حتى يفلت من ابتزاز وزير الظلم بالقانون.وبخصوص هؤلاء الخراديق أذكر واحدا منهم كان يحمل نظارات ولحية مذببة، حكم على أخي محمد علي في قضية عدم الالتزام بالامضاء اليومي في مراكز الشرطة بعد تمضيته سنتين سجن في برج الرومي سنة 1992 . وكانت السلطة طيلة التسعينات تنقض عليه كلما قمت بمبادرة سياسية وتلفق له قضية . يومها قال لي صديق رافقني للمحكمة لن يتجاسروا على الحكم عليه في نفس القضية للمرة الثالثة. قلت أنتظر ، سترى ما يقدر عليه نظام " لا ظلم بعد اليوم" . وفعلا نكس الخردوق راسه وحكم على محمد علي بستة اشهر سجن جديدة لتهمة كاذبة حكم عليه فيها مرتين. قلت للمحامي : الظاهر أن سعادة القاضي خائف أن ينقلوه لقبلي . فتطلع إلي باستغراب: لكننا في قبلي . قلت هذه هي المصيبة ، في قبلي ومع هذا ما زال خائفا ان ينقلوه لقبلي...أو أن ينسوه فيها .ذلك لأن قضاتنا العظام غير مستعدين للحكم بالعدل إلا إذا وفرت لهم الدولة ضمانة عدم النقلة لأماكن مثل قبلي وضمانة الترقية الآلية . كأن لسان حالهم يقول طالما لا تعطينا الدولة ضمانات ضد النقلة التعسفية والحق في الترقية، سنشبعكم ظلما وتبعية خانعة للسلطة ، لأن ما يحركنا ليس شرف المهنة والشرف الشخصي والواجب الوطني وإنما الخوف والطمع.وهذا النظام القضائي البائس ظل باهت للنظام السياسي المستبد ، ومن ثم لا تفاعل معه إلا بالرفض المطلق.آملت دوما أن يحذو المتهمين مثالي عندما رفضت أن يرافع عني محامي أو أن أستأنف الحكم الصادر بحقي بسنة سجن في 2001...عبثا . آملت ان اقنع المحامين بأن هناك طرق أخرى للدفاع وتكسير الآلة في نفس الوقت ...عبثا. آملت ان يخرج من السرب البغيض قضاة لم يمت فيهم الواعز الأخلاقي والديني ..عبثا . كل الأطراف واصلت، وتواصل، لعب دورها بحذافيره في مسرحية كاتبها ومخرجها قابع وراء الستار يتفرج ويضحك محتقرا الجميع .ما الذي يجعل كل هؤلاء الناس يلعبون الدور المحدد لهم وهم يعرفون أنهم مجرد دمى تحركها خيوط القابع وراء الستار ؟ الرد : الطمع في الفتات بعد أن استولى الكاتب والمخرج على " الزردة" . المتهمون يأملون فتات التخفيض إن زايدوا في المذلة ....المحامون يجرون وراء فتات الشهرة بمرافعتهم المجلجلة التي " حمروا فيه وذنين النظام " ....أما أشباه القضاة فيحلمون بفتات الترقية والنقلة ، وحتى بفتات الاعتراف لهم من قبل المحامين والمتهمين برحابة الصدر لأنهم استمعوا دون مقاطعة لشهادات التعذيب الرهيبة... والتي لم يأخذوها بالطبع بعين الاعتبار. والنتيجة تأخر فقع هذا الدمل واستئصال هذا الورم المسمى الظلم بالقانون . إنه اليوم وغدا أساس الخراب... خراب مؤسسة القضاء ...خراب قيمة العدل...خراب أرواح كل المشاركين في المهزلة ....خراب العمران الذي حلم به ابن خلدون وما زلنا عاجزين عن تحقيق حلمه وحلمنا . كل هذا بسبب التسسم بالخوف والانتهازية ...بالانخراط في عقلية وممارسات الجبان الذي لا خيار له غير التمني و المطالبة والانتظار وتسبيق الخير وتوصيل السارق لباب الدار، والاحتجاج المؤدب والمسارعة للشكر على أي منة وهبة ومكرمة. كل هذا مردّه في آخر الأمر العجز عن القطع مع الفاسد والمتعفن بتعلة الوسطية والاعتدال والتدرج المسالمة والمصالحة والحب الإلهي والبشري.راطزة "جديدة انتجتها هذه العقلية التي قد لا توجد إلا في تونس : قوم يمكن تسميتهم بالإسلاميين المسيحيين. إنهم متطرفو الوسطية ، غلاة الاعتدال ، متشددو التسامح ... ناس يزايدون اليوم حتى على المسيح- الذين يجهلون أنه كان ثائرا ومتطرفا بل وإرهابيا في عرف طغاة زمانه . موقفهم إذا ضربكم الدكتاتور على الخد الأيمن فقولوا له زدنا يا مولاي من الصفع ثم أديروا له آنذاك خدكم الأيسر. شعار هؤلاء الناس خذ وطالب . خذ صفعة وطالب. خذ ركلة في المؤخرة وطالب. خذ بصقة وطالب. المهم ليس ألا تأخذ شيئا ( أو أن تأخذ لاشيئا ) وإنما أن تحافظ على روحك المطلبية العالية. أين نظّر للتسول كإيدولوجيا وكأداة في السياسة إلا في تونس ؟ أين سمعت عن معارضين خارج تونس يطالبون الدكتاتور بالإشراف على مجلس وطني يضم كل الأحزاب ليكون سيادته هو المبادربمنح الديمقراطية التي عجزوا عن فرضها عليه . ما أقترحه عليهم هو أن ينادوا محرز الهمامي ليرأس ندوة حول إصلاح القضاء ، وعبد الله القلال للإشرف على دورة تدريبية للشرطة عن مقاومة التعذيب . على من يدجل هؤلاء الناس ؟ على الدكتاتور ؟ علينا ؟ على أنفسهم ؟ ما أريده كطبيب هو فحص بجهاز السكانار على أدمغتهم . قد تكون المسألة طبية بحت ونحن نظلم هؤلاء المساكين ، فكثير من الأمراض الخطيرة تبدأ تدريجيا بضعف في المدارك الذهنية. ربما تظنون أن هناك مخابرات غربية وراء ظاهرة المتسولين الجدد . خطأ ، فحتى أخبث الأجهزة لا تتجاسر على خلق هذا النوع من الناس .هم نتاج مقولة الحقيقة ( التونسية) دوما أغرب من الخيال.هنا لا يجب أن نغفل عن مسخرة اسمها الأحزاب وما أدراك ما الأحزاب . لنبدأ وننتهي بالحزب الذي أترأسه من باب الأقربون أولى بالمعروف ولأن الأحزاب الأخرى لا تستأهل حتى الشتم . هذا حزب يتفق على أطروحاته أغلبية الناس، وحتى من داخل الأحزاب التي تحاربه قياداتها بشراسة . لكن الكل ينظرون له بتعجب وإعجاب ولسان الحال يقول اذهب وقاوم أنت وربك. هكذا عوض أن يدخل الناس فيه أفواجا ، يخرجون منه الواحد بعد الآخر ، أرهقهم طول الطريق وصعوبته ، خاصة بعد أن اتضح أنه قد يكون حزب الخمسين سنة المقبلة، لكنه قطعا ليس حزب الخمس سنوات الآتية ونحن قوم لا نراهن على الزمان لاستغلاله وإنما على الفرص ننتهزها.المهم أنه إذا تواصل النزيف، فلن يبقى في "المؤتمرمن أجل الجمهورية " إلا الرئيس ونائبه. لكن بما أن الرئيس يطالب منذ ثلاث سنوات بالتنحي (تماشيا مع مواقفه الداعية للتداول على المسؤولية) فلن يبقى إلا نائب الرئيس ليصبح رئيسا... لكن على لماذا ؟ تصوروا الآن أن الرئيس الذي لا نائب له ، قدم استقالته لنفسه وقبلتها نفسه من نفسه . آنذاك سيصبح المؤتمر أول حزب هلامي ، مجرد ، عائش في فضاء أفلاطون ، بلا رئيس ، بلا مكتب سياسي ، بلا فروع في الجهات ، بلا منخرطين ، بلا ممثلين في البرلمان . حزب شبح ... شبح سيأتيهم ( الخصوم والأصدقاء) بالكوابيس لأن الهياكل تموت وتبعث، لكن القيم النبيلة والأحلام العظمى والصور النمطية للثوار خالدة أبد الدهر.هنا تقول لي راسما ابتسامة الشفقة على ملامحك المكيافيلية : أنت متأكّد أم تخطب علينا لتبرر فشلك ؟ طبعا لست متأكدا، وكل ما في الأمر أنني ألجأ إلى بروباقندا غير مكلفة للاستهلاك الذاتي ،وذلك أملا في الحفاظ على ما تبقى من معنوياتي .لكن من أين الحفاظ على هذه المعنويات و مسخرة المساخر وذروتها بداهة كاتب هذه السطور بإصراره طوال ربع قرن على النفخ على الرماد، والحرث في البحر، والزرع في الاسمنت المسلح، والسقي في الرمل ، والصراخ في الصحراء ، والجري وراء السراب ؟الدليل على ذلك مشيه يوما في شوارع سوسة والقنطاوي والكاف ، وأوباش يتعقبونه بالسب والبصاق ، وأحدهم يضع اصبعه في مؤخرته ، وترميه الشرطة السرية بعاهرة تدعي انه اغتصبها، وتحاصره الغوغاء في سيارة مشرفة على الانقلاب ، والبوليس يضحك ويصوّر... والناس تتفرج. * كل هذا يجعلني أعود للهاجس الملح علي منذ سنوات : الاستقالة ليس فقط من كل التنظيمات ومن الطبقة السياسة وإنما من أصل البلاء كله : تونسيتي.نعم لقد غسلت يديّ تدريجيا من السلطة منذ بداية التسعينات، ومن المعارضة منذ بداية الألفين ، كما غسلتا هما أيضا أيديهم مني. لم يبق إلا أن أغسل يديّ من الشعب التونسي برمته .أكون كاذبا لو قلت أن عملية قطع الحبل الوريدي سهلة وغير موجعة . أذكر أن صديقا " برّاني" عاد من تونس وقال لي في معرض الحديث : حقا إنه بلد جميل . فصرخت فيه غاضبا جميل وبس ، كامل الأوصاف تقصد. ثم نكست رأسي مضيفا والغصة في الحلق: للأسف فيه عيب وحيد يفسده كنقطة الدم في البيضة التي يريد الجائع قليها. قال ما هو . قلت عيب تونس الوحيد أنها ملآنة بالتوانسة. قال فاتحا عينيه على الأقصى: أنت متأكد . قلت طبعا أنا متأكد، فباستثناء بعض السواح، كل سكان تونس توانسة : الدستوريون الإسلاميون، الشيوعيون ،الطلبة، الصحافيون ، القضاة ، الحاكمون ، المعارضون ، المثقفون، الجامعيون ، المحامون ، الجالسون أمام التلفزيون وغزة تحتضر ، القاعدون في المقاهي يرضعون الشيشة وغزة تموت ، كلهم توانسة. فضرب الرجل كفا بكف صارخا لا حول ولا قوة بالله . قلت: الأدهى والأمر أنه حتى النساء والأطفال توانسة . قال إذن وضعيتك حقا ميئوس منها . قلت إنه الاستنتاج الذي وصلت إليه. ثم أضفت متنهدا: آه لوكانوا على الأقل اقلية يمكن وضعهم في مخيمات لاجئين وفرض حظرالتجول عليهم أربعة عشرين ساعة في اليوم . لكن ما الذي اقدر عليه وهم الأغلبية واصحاب بلد لا يستأهلونه؟نعم ما الذي أقدر عليه باستثناء الاستقالة. وهذا نصها كما نقشته بعد أشهر طويلة من العمل عليه ، وهو كما ترون بليغ ومقتضب قصدا ، مليء بالتقريع الصامت مفعم بالمرارة الموحى بها، وبالحزن الذي نتمنى أن يصيب القراء بأزمة تبكيت ضمير لتفريطهم في رجل عظيم مثلي .لكن لنعد للموضوع حتى لا يكون التعليق على النص أطول منه . إذن : أنا فلان الفلاني ، تونسي للأسف أبا عن جد ،أقدّم استقالتي من المجموعة الوطنية والسلام .يا إلهي ما أسهل القطع مع الشقاء عندما تتوفر إرادة الكف عن تعذيب النفس! سطر واحد وانتهت كل صلة لي بشعب اخترع أبشع أمثلة تمجد الجبن والانتهازية بل ويردد بلا حياء كم من مرة في اليوم ، "أخطى رأسي واضرب " !سطر واحد وانتهت علاقتي بنظام السيد الوالي، ومعتمد الشؤون الدينية، وكاتب عام لجنة التنسيق، والقاضي الفاسد، والشرطي قاطع الطريق، ومؤتمر الرابطة،ومشاكل الإرث والأصالة والحداثة، والنساء الديمقراطيات، و18 أكتوبر، والانتخابات التسعينية، وإعلام " الملاحظ " و"الحدث" و"الصريح" و"الشروق" و"بالمكشوف" ....ودكتاتور فاسد وكذاب تسبب في تعذيب ما لا يقل عن ثلاثين ألف إنسان، لكنه يحتفل بالعاشر من ديسمبر ويوزع ويتلقي جوائز حقوق الإنسان . ما أحلى أن أنهي كل علاقة بكل هذا الخرم .تبقى فقط المشاكل العملية وقد انزاح الجبل الجاثم فوق صدري منذ نصف قرن. الحق يقال أن الدكتاتورية كانت ستخلصني منها كلها . لكن المرازيق سامحهم، أو لا سامحهم الله، غضبوا من صدور بيان مزوّر باسمهم في جريدة الكترونية بائسة يطالب بسحب جنسيتي، فكتبوا بيانا مضادا. قد تكون هناك اعتبارات اخرى لتوقف زبائن الدكتاتورية عن الفكرة العبقرية التي لو مشوا فيها لخلصوني منها ومكننوني من القول بيد عمر لا بيدي. المهم أنني مواجه بآخر مشاكل تونسيتي أي أعباء تصفيتها ... وأولها لمن سأبعث باستقالتي هذه ؟قطعا ليس للعصابة المتسلطة وزميمها بما أنني لا أعترف له أو لها بأي شرعية .التوجه مباشرة لصاحب السيادة، ولو أنها مصادرة ،ولصاحب الشرعية، ولو أنها مغيبة ونظرية، أي ما يسمى الشعب ؟ لكن تصور ما ستكلفني 11 مليون رسالة من مال ومن لعاب ومن وقت للصق طوابع البريد ، هذا على افتراض أن شرطة الاتصالات ستسمح بإيصالها . ثم تصور ذهول الرضع والشيوخ والمرضى والأميين، وهم يتسلمون رسالة من مجهول يعلمهم باستقالته من تونسيته .قد يكون الحل الأمثل في عصر الفضائيات أن أتوجه بالإعلان المدوي عبر"الجزيرة" . لكن ماذا عن مسؤوليتي وأنا رجل جعل دوما من الشعور بالمسؤولية ركن أخلاقه . تقول أي مسئولية بما أنك استقلت من تونسيتك . من حدثك عن مسؤوليتي تجاه تونس ؟كلا، ما أقصده مسؤوليتي تجاه موريتانيا. تقول وما دخل موريتانيا في هذه القصة . شغل دماغك لحظة، فالله أصاب التونسيين بالتبلد الأخلاقي لكن أذكى منهم وأخبث لا يوجد . بديهي أنني لست الوحيد الذي طلعت روحه من تونسيته. تصور أن الخبر انتشر كالنار في الهشيم ، أن خمسة ملايين تونسي على الأقل، قرروا هم أيضا أنه لم يعد أمامهم من حل غير الاستقالة . اين تريد أن يفروا وقد أغلقت الحدود نحو الشمال، والديمقراطية العربية الوحيدة التي يستطيعون التنعم فيها بالحرية والتحرك دون أن يتبعهم ويسبقهم شرطي يصرخ فيهم " بطاقة التعريف"، هي موريتنانيا؟لكن هذا بلد فقيربالكاد يطعم سكانه ، من أين له استقبال خمسة ملاين فار من جنة الاستقرار والتقدم الاقتصادي ؟ ماذا لو صرّح وزير الخارجية الموريتاني : سنقطع رجل كل تونسي يتجاسر على حدودنا المقدسة . ربما ستحدث مشاكل دبلوماسية خطيرة وتنشب الحرب بين البلدين الشقيقين. ثم ماذا لو اضطرت الحكومة الموريتانية المسكينة للرضوخ للدكتاتور وتسليمه الفارين ليقول القضاء كلمته في التهم المعلقة بهم مثل عبور الحدود خلسة وتشويه سمعة الوطن المفدى. آنذاك كيف ستكون المحاكمات والطوابير بالكليلومترات أمام المحاكم والقاضي يصرخ في البوق : الألف الأوائل خمسة سنوات ، الألف الثانية عشرة سنوات ، الألف الثاثة الإعدام ، فيتدافع الناس لاحتلال موقع الألف الأولى ، مما يؤدي إلى حوادث مؤسفة كالتي تحصل في الحج وتسقط الأرواح البريئة تحت الأقدام العصبية . كلا ، رجل نزيه مثلي لا يقبل بمسؤولية موت هذا العدد من البشر حتى ولو كانوا توانسة .بداهة يجب أن تبقى الاستقالة سرية حتى لا تتسبب في اضطرابات لا يدري أحد إلى أين يمكن أن تؤول. لكن إذا بقت سرية فأي قيمة لها وأنا أريدها صرخة احتجاج وصرخة استنهاض وإن كانت أيضا وربما خصوصا, صرخة ألم لا يطاق. * والآن وقد نفّسنا عن كل مشاعر القهر، علينا دعوة الهدوء واستعادة التحكم في الوجع، حتى نقضي عليه نحن ، ولا يقضي هو علينا .والقاعدة التي أعرضها عليك هو أنه لما تفقد كل أمل في الناس وفي النفس ، ولما يداهم الظلام روحك ، عليك بوسيلة واحدة لا غير تسعيد بها ابتسامتك ، وهدوءك، ووقارك، وكامل قواك . يكفي أن تلجأ إليها حتى تنتظم دقات القلب ويتباطأ التنفس وينزاح عن الصدر كل ثقل...فتتوضح الرؤية ...وتبان معالم الطريق الذي ضاع لحظة في إبهام الضباب.صدقني. لا وسيلة غيرها أو أنجع منها لتفادي الاننهيار العصبي ومواصلة المشي في الطريق الطويل بعزيمة متجددة. وهذه الوسيلة ككل الوسائل الناجعة، بسيطة ، سهلة الاستعمال ، وفي متناول كل يائس، محبط ،مستقيل، مؤمنا كان أو ملحدا.والآن انتبه لما سيأتي. قد لا تكون قرأت شيئا بمثل هذه الأهمية منذ زمن طويل.هذا المرهم الفعال على كل جروح الروح هو ما سنسميه لجهلنا بطبيعته الخفية : الشيء . لنبدأ بما هو معروف عنه .أولا هو ثابت الوجود ، ووجوده هذا كوجود الجنين في أحشاء الأم ، أو وجود تباشير الصباح في ظلمة الليل . إياك أن تعتقد هنا انني أبيعك بلاغة وشعرا أخلط بين رغباتنا والواقع . نحن هنا في قلب القوانين المهيكلة التي تحرك العالم وكل مكوناته ، ومنها المجتمعات الحية والبشرية على وجه الخصوص.ثاني قانون يتحكم في الشيء أن وجوده مرتبط بوجود نقيضه ، بل قل هو يولد من هذا النقيض . ففي الموضوع الذي يشغلنا،يمكن القول أن كمية الجبن والنذالة والانتهازية السائدة اليوم في مجتمعنا - وهذه هي المفارقة- هي التي تبذر وتتعهد في العقول والقلوب ، بوسائل غير مفهومة لأنها سرية وصامتة... القيم المعاكسة ! إذا كان القانون الأول للشيء ( وجوده كجنين ) يذكر بقوانين البيولوجيا ، فإن القانون الثاني يذكّر بقانون الفيزياء التي تسن على أن كل قوة تؤدي إلى ظهور قوة في الاتجاه المعاكس وبنفس الطاقة . انظر أبطال غزة . بقدر ما تسلط عليهم العصابات الصهيوينة نيرانها بقدر ما يقاومون . بقدر ما تشدد العصابات الصهيونية قبضتها بقدر ما يصلب عود المقاومة البطلة وترتفع قدرتها على المواجهة. حتى في بلادنا التي استكانت للذل بكيفية لا تعرف في أي مكان من الأرض ، كم من حنين بداخلها لعودة الجرأة والشجاعة والمرؤة والشهامة والرجولة والعدالة والحرية.هذا الحنين هو بذرة الجنين المتكون بصمت في رحم واقع ليس بالبساطة التي نخال ونخشى. معنى هذا أنه يوجد وراء الستار الذي تعرض على شاشته المهازل المبكية عمليات بالغة التعقيد... للتعلم من كل الأخطاء التي ارتكبناها جميعا في حق الوطن وحق أنفسنا وحق إنسانيتنا ...للتجاوز ... لإعادة التوازنات التي اختلت. نحن ، وبدون وعي، نربي داخل عقولنا وقلوبنا " مشتلة" جديدة من قيم العروبة والإسلام . ما لا نعلمه الآن عن الشيء هو متى ينضج.أحيانا يتطلب الأمر قرونا. سنة 1346 كاد الوباء أن يقضي على أوروبا ، وتتابعت موجاته إلى القرن الثامن عشر ... والشيء - الذي اسمه هنا نهاية الطاعون- كامن في رحم أحداث لن تتمخض عنه إلا سنة 1944 عند اكتشاف أولى المضادات الحيوية التي جعلت منه مرضا بسيطا .إلى موفى سنة 1865 كانت العبودية تقصم ظهر السود في أمريكا وهم بالكاد يعتبرون بشرا من طرف سادتهم البيض ... والشيء- الذي اسمه ضربة قاصمة للعنصرية- كامن في رحم أحداث ستتمخض سنة 2008 عن ظاهرة اسمها باراك اوباما، والبيض هم أكبر الأنصار لحفيد العبيد .سنة 1881 انتصبت الحماية الفرنسية في بلادنا... ومنذ اللحظة التي وقعت فيها المعاهدة بدأ تنامي الشيء - واسمه هنا الاستقلال الأول- الذي لم يفرح به إلا جزء من الشعب سنة 1956 .السؤال بالطبع ما المسافة الزمنية التي تفصلنا بين الشي ء واسمه هنا الاسقلال الثاني ؟نعم متى سنرى رئيسا منتخبا و قضاء مستقلا وصحافة جديرة بهذا الاسم وأحزابا حقيقية وشرطة في خدمة الشعب ومنظمة مدنية تراقب خزينة الدولة وتقيم الدنيا وتقعدها لأن الموظفون يتركون الأضواء في مكاتبهم بعد الانصراف متأخرين من مكاتبهم ليلا ؟ متى سنرى ساسة لا يفرطون في ذرة واحدة من حقوق الشعب ، لا يسبقون الخير وإنما كل الحذر...كل الشك ...كل سوء النية في أي ماسك بالسلطة ... ناهيك على أنهم ويوقفون السارق وهو لا زال عند الأفق ؟ الأهم من هذا متى ستكون أكثرة أمثلتنا انتشارا "لن تضرب أحدا وإلا كان عليك أن تبادر برأسي " ،" ينصر من عدل" " الذي تشجع نجا" ، لا ترقد لهم في الخط ...أدفنهم فيه" ؟ متى سيكون شعار كل واحد منا "رأسي دوما إلى العلى مرفوع " أو " حقوقي أمارسها ولا أطالب بها" وقد اختفى الجبناء والمنافقون والانتهازيون والإسلاميون النصارى وجماعة سبق الخير ووصّل السارق لباب الدار والمهم أن نحافظ على الشقف وبخصوص السلعة يرحم الله . متى سنعيش في وطننا بلا محاكمات سياسية ، بلا سجناء رأي ، بلا بوليس في كل تقاطع طريق ، بلا فساد ، بلا خجل من عروبتنا وتونسيتنا ؟لا أحد يعرف . قد يكون الطريق اصعب وأطول مما نتصور حتى ونحن في قمة التشاؤم . قد يجهض الشيء مرة ومرة ثانية ومرة ثالثة... وفي كل مرة نعود لنقطة البداية .ما يثلج صدورنا ويقوي عزائمنا ويجعلنا نعض على الجرح ونواصل أنه موجود ...أنه يتنامى يوما بعد يوم ...أنه يتوسع وينتشر ويتعمق ويتجذر ...أنه يعود بعد كل إجهاض ...بعد كل مرض ...بعد كل اغتيال ... وأنه يترصد بالذين استحلوا كرامتنا ونسوا أنهم بهذا لا يستحلون إلا كرامتهم .والآن انتبه أن الشيء ليس دوما إيجابيا وذلك بفعل القانون الذي اوجده. حقا الظلمة حبلى دوما النور ، لكن النور هو الآخر ممشى يعود عليه الظلام . معنى هذا أنه ، يوم نحقق الاستقلال الثاني، علينا الانتباه أن كل ما انتصرنا عليه من فساد وجبن وظلم وانتهازية وضعف ونذالة وتزوير وتزييف وتضليل ...كل هذا الخرم، لم يتبخر وإنما توارى وراء الستار يتهددنا كما تتهدد الموت الحياة، والأمراض طفلنا الحبيب الموفور العافية و الصحة . لكن لماذا نقلق من الآن على، ومن، مرحلة لم نصلها بعد. المهم اليوم أن ننظر للمسخرة التي تتواصل تحت أعيينا بنظرة اخرة ....أن نقول لها: بكل مكوناتك زائلة انت يا مسخرة برئيسك ، بمعارضتك ، بقضائك ، ببوليسك ، بانتخاباتك، بصحافتك ، بقيمك الحقيرة وبكل ما تمثلين من إخفاق مرحلي للشعب والمواطن. انتبه أيضا الشيء الذي يختمر ببطء في قلوبنا وعقولنا ، لن ياتينا بصفة آلية على طبق من ذهب . فكل حمل وإن كان طبيعيا ، وله آلياته للحفاظ على مشروعه، مهدد بكم من أخطار، ومحتاج بالتالي لشيء من التعهد حتى يصل الموعود في وقته وفي أحسن الظروف .مسؤوليتك ، مسؤوليتكم، مسؤليتنا جميعا تعهد النبتة الغضة نسقيها بفيض حبنا لهذا الوطن الجريح، بتعميق إصرارنا على أن نحقق فيه ،هو لا غير، إنسانيتنا التي ينكرها علينا أناس أعمت بصيرتهم سلطة لم يكونوا يوما جديرين بممارستها.والآن يمكنني إعلامكم أنني سحبت استقالتي ، بل وأجدد كامل ولائي للخضراء ، وأعلم كل من يهمه الأمر أنني مواصل على طريق الشوك والوجع مهما كان الثمن و إلى آخر نفس ... أنني لم أكن أكثر إصرارا من اليوم على التمسك بشعار وقيم " المؤتمر من أجل الجمهورية" : السيادة للشعب ، الشرعية للدولة ، الكرامة للمواطن ...وإنها لمقاومة حتى ...مجيء الشيء. ** *
DR moncef MArzouki

28‏/08‏/2008

قاضي القضاة مختار اليحياوي في الدّم الفاسد




بعد السّوق ...تنزل مجموعات أخرى ...الزّوالة إمساكن ...شوية بطاطة شوية بصل، شوية طماطم ...أما ثمة زواولة من نوع أخر ثمه شوية سياسية ...ما هو عندنا برشة جماعة تلتقط في الفضلاة السياسية ! ما هيش قادرة إتعوم في الغريق، ...قادرة كان باش تلعب إلبرى و خارج السوق السياسي من بعيد لبعيد ، موش خوف فقط ....إنما خدمتهم : تكسير البطاطة ...مثلا كما ألي جاو عندي اليوم : قاسم خوانجي ...قسام صباب ...في بيه في عليه ...يخدم عند عّمار ؟ إشكون قاري ألكترونيك أكثر : أنا و إلا عمّاركم !!! ؟ الزواولة هاذوم ...لازمهم العصى باش ما عاش إتبعو الفضلات، الظرب على إيدين المشوشين ؟ بالظبط من بعد السوق ! جماعة هاك بيه و هاك عليه ...لازمها تلعب في الفيلم ! و لكن يا جماعة بلا بيهم ما هيش تونس...إنولو ما عاش إتوانسة ، إش مخلينا سيرك هوما ! ..باش تونس هي؟ كان بالجغ مـــغ ...و محاولات التغير الفاشلة...هاذوم : كي الكلبة المدودة وذنها ...هب هب : شر ...شر ، لا إتراسيلك إنحيلك الدم الفاسد و إتولي قطوس ! تجري فوق السّطوح . سبب فشل المعارضة و كيف كيف فشل الحاكم هو الـــــــــــــدّم الفاسد.....التوانسة مرضه بالدّم لا أكثر و لا أقل! الفيلم هذا باش يحكي في العمق، في محاولة تجديد كامل للعمل السياسي ! و تنزيل التظير إلى الشارع التونسي ...بعيد على السّوق ما ثماش سياسية !!!!
!!!!!!ثمة برشة خوانجية ...إسبو في قاسم ...قالك قاسم يتفيسخ عليهم !!! و ثمة برشة شبه يسار موش إسبو في قاسم ...إنما يجترو في هزايمهم و نازلين على الجمهورية ، قاسم إنسان ، شخصية تونسية ، فيه اليسار و فيه اليمين و بلا بيهم البلاد ضاعت في المرشي نــوار....،أنا نكتب صور موش في نصوص !!!! و الصّورة بألف كلمة ! حبيت إنوضح للخوانجية الي قاعدين إسبو ...الشي ألي جـــــــــــاي راهو باش إركّب الدّم الفاسد ...ما ني باش إنخلي حتى شخصية وطنية ترتاح ...كما إنحيلها الدّم الفاسد ّ باش تعرف أش تعمل ...البداية حبّـــــّذتها إتكون بشخصيات عادية حتى نعطيها قيمة لوجودها في شكل هزلي بسيط و مبسّط ...الشخصيات هذه يوجد منها ألاف داخل تونس ! ثمه أكثر من مليون مريض...بالعربي الأسم في حد ذاتو يعطي للمخرج ...طريقة ..و كيفية إنو إخـــرّج المستحيل من الممـــــــــثل ! و الطريقة هذه ناجحة ياسر ..و إستعملتها سابقا و باش إنواصل في إستعمالها ...و ألي ما عجبوش ...عليه بماء البحر : يطرشق المرّارة.
المهّم ...الدّم الفاسد باش ياخو وقتــــــــــو ...و باش يجبد خلق ربي الكلّ من شامالها لجنوبها ...و لذلك أطلب من كل الشخصيات الوطنية إنهـــــــــــــــا إتوسع بالها ...رهو فيلم ...حاجتي بيه باش إنخرّج القربج باش نحكي بيه على المساوي ...التّصفيق ما عاد أوصل لحتى شيئ ...البكاء على الأطلال ما عاش إوكل الخبز ...اليوم الفعـــــــــــــــل ....أش قادرين تعملو ..؟.إذا قاسم إنحيلكم الــــــــــدّم الفاسد
!!!!!!!!!!!معارضات العالم الكل نجّمت تتواصل مع الشعوب متاعها إلا معارضتنا مازال ما لقيتش الأسلوب و الكيفية و الطريقة باش تلقـــــــــى الحلّ مع دكتاتورية أتت على كل ما هو أخضر.

جمهورية قاسم تقدّم
قاضي القـــــــــضاة مختار اليحياوي
في الـــــــدّم الفاسد

لازمك نعطيكم فكرة على المدينة هذه ، حتى إتكون الصّورة واضحة : إتصّورو 2 صفوف حوانيت الشارع طويل فيه 2 كلم على الأقل ...في طرفو الأول ثمة الجامع الكبير ( قاسم خوانجي ، كتب جامع، هههههه ) و في الأخر مفترق الطّرق ..ويـــــــن باش يخدم سي عبد الحميد العداّسي ( طبيب كبير ، جرّاح )، هذا خدكتو باش إيجيب الكليـــيونات ...بوبليسيتي متحرّكة ..خدمة ...دي كوكي ...
• كراهب ...عباد ..تمشي و إتجي ..مدينة إتعج بالعباد ...بلاد إدور في الفارغ ! إسانس خصارة ماشي بلا ثمرة ..سي عبد الحميد في الوسط متع الرّونبويان ! لابس الزّي العسكري الي عمل بيه بن علي الأنقلاب على بورقيبة ...! الجينيرال تعرفو الناس الكــــل : تسمع كان
• صح الكسوة يا عبد الحميد
• أشنوه حوالك
• مبروك البوسط الجديد ...إن شاء كل شيئ بالبركة
بلاد ما فيها إشارات مرور ..بلادنا إدور بلا قانون ..كان ما سترش ربي و جاب واقف سي عبد الحميد راهي مشات في هاوية ....الي ماشيين للشارع متاعنا ..ديمة الأولين يتعدو ...في إتجاه الجامع ...ديمقراطية الجينرال ( أفهمو و إحلو أمخاخكم ، ما نيش باش إنفسر كل جملة) ...و قداش من عركة على الفازا لأنو يعطي وقت أكثر للناس الي داخلة لشارعنا و الأخرين ....خارجين و إلا متعد ين لبلاصة أخرى ..و قداش من مرّة إشمت و عمدا في جماعة لا تعرفو لا يعرفها ...حبسهم بالنص ساعة في السّتوب ...بالضبط سياسية بن علي ...بوليس في ستوب ...الناس ما تشري كان سلعتو المضرحة...
...قاوم بالضحك ...قاوم و أضحك
قاضي القضاة الأستاذ مختار اليحياوي ...ماشي في شورو ...على الساقـــين ! واقف في الستوب متع سي عبد الحميد ...فكـــــــّولو الكرهبة ...منذ زمان !!!! من بعيد
• أهـــــــــــــــــــلا يا مخ !
• أهلا و سهلا ....كيفك يا سي عبد الحميد !!!! شنوه الجديد
• نخدم عند قاسم
...• إشنوه ما في بـــــــــــــــاليش ...وقتاش ...عندي جمعة ...حبيت نشكيلك منو !!ما عرفنا اش نعملو معاه كان إنطردوه ...توه إتقولو ..موش ديمقراطيين ! و كان خلينـــــــــــــاه راهو قهرنا ...و ما خلــــى لا صغير و لا كبير كان جبدو و أعطاه الحس ...شوفلو حل...
• شوفو لأرواحكم حـــــــــــل ...و هاك تخدم عندو !!! إنت ؟!!!! أصبرو
• يا سي المختار ...أنا نصيحتي ..تمشي تعمل طلّة على قاسم ...البلاد و شلبكها ! لا يعرف يكتب و لا يعرف يقرى لا بالعربي لا بالسوري و الناس عليه بالصّف ! خوماضة حالها ...و ألي إشدو ما إخلي ما إقول فيه ...صلخني ...خدمت نهارين في الحانوت ..شعرة لا إركبني السّكر ...ما شمّيت الهواء كان اليوم
• و الله إشبيه ...قاسم راهو صاحبي ...و كان إلزم الأمر توه إنكلّمو ..على الحكاية
• قولو إبطل حكاية الــــــــــــدّم الفاسد ...راهي النهضة فرعت ما عاد فيها حد!
• ما إفهمتش الحكاية ...و أش دخّــــل هاذا في هاذا
!!!!! • برى يا سي المختار توه تفهم ...و راسك يحبس من اللّوجيك متع صاحبك! حتى من الشيخ ما إسلمش من لســـــــــــانو ...شيخ تونسنيوز ...سبب تسكيرها من قاسم
• قيدو على قاسم ...
سي المختار بطبيعتو ما إفوتوشي حتى شي ..شد الشارع و قال يا قاسم ..وينك ...متعدي بحذى واحد إبيع في الجرائد ...شرى جـــــريدة ...في المرشي نوار ...جريدة الموقف ! الموقف تتباع تحت البرانس ...حطّها تحت الأبط متاعـــــــو ..و زاد فيه ...يمشوش إفوكها ..قبل ما يوصل ...فات الحانوت ...ما يعرفوش
• يا قاسم ...صاحبك إتعدى
• إشكون يا عبــــــــــــاس ...صاحبي
• المخ ...أخلــــــــــــــط عليه ....جيبو يشرب كاس تاي
في رمشة عين ...عباس ..صحة أبدان ...جابو في حظــــــــــنو ....و حطو ديريكت على كرسي الحجامة ...و قالو
• كاس تاي أخضر و إلا أحمر ...يا أستاذ
• كي قعد على كرسي الحجامة ...أيه ما لا سي قاسم ..تعمل مزية إتحجمني على ذوقك ...• حاضر سي المختـــــــــــــــار ..على الراس و العين ...يا عباس ...أغسل شعر سي المختار ...هاني جايك..........لحظة و إنجيك
هذا سي عبد الحميد العداسي ..بدى يربطلي فيها ...الزّبائن الكل الي باش يصتادهم ! ما يطلعو كان أصحابي و أول واحد بعثو ..أعزّ صديق عندي...هذا باش يربطهالي مع العباد الكل و باش إحشمني مع المعارضة ...و الشخصيات الوطنية الكل ...نجري ماشيلو
في الرّونبويان
• ما لقيت إشكون تبعثلي ...كان صاحبي ...ما عندوش الدّم الفاسد!! قتلك بالعربي كان المرضى ...بالدّم الفاسد.....ما عندوش فاهم ....صحابي ما عاش تبعثهوملي ...
• يا سي قاسم ...إمشي وحدو ...جاك على ساقيه
• لاه ..لاه ...وين إنكّلفك بحاجة لازم إتفسّدها ...علاش إتحشم فيّ مع الرّاجل ! أبعثلي كان جماعتك إنت الي يقرولك و إتبعو فيك ...واضح ...الخوانجية بالأخص
• الخوانجية فيهم الي ما هوش مريض بالدّم الفاسد يا مدير
• أعترفت توه الي شطركم عندو المرض هـــــــــــــــذا ...نهار الي باش إنعديك إنت ...توه إتشوف ..يا سي عبد الحميد أش تولي ...واصل ...عملاتك ..و زيد سب ...بالعربي ...بالفصحى باش تفضحنا قدام العالم
.ركّزتهالو ...كما حبيت و خليتو في حالة ...ينهز و يتنفض في قلب الطريق ...رجعت نجري للحانوت ...الراجل يستنى
...• أيوه سي المختار ...لحية و راس
• إنعم
• رغي الصابون يا سي عبـــــــــــــــاس ...شرّك جريدة الموقف ..خلي نمسح فيها ...الموس و الصّـــــــابون ....
• جريدة معارضة يا سي قاسم...كيف ؟
• تونسنيوز حتى هي معارضة سكّرت نهار شبعة نوفمبر ...أنا في بالي إتعاركو الجماعة في القطب الشمالي ...و زيد شوية ضغط من الشيخ و من شوية من الله و شوية من عبد الله ...وزيد عليهم الحامدي إولات عجة متع خوانجية ..هكة و إلا لا يا سي المختار ؟ إسمع هاني باش إنعدي على الكل ..ما عندك ما تعمل بيه الشعــــــــــــــر ...إمجعد إتقول صكومّة
..• يا قاسم ..قعدت بلاسطها ...تونسنيوز ...كانت إمعبية فراغ كبير
•الشيخ ...متع تونسنيوز هاهو في الحانوت الي بجنبي ..و باش نعملّو عملية إن شاء الله عن قريب تتبرعشي بشوية دم ...تربح أجر ...فيه ...هاك على كرسي العمليــــــــــــــــــات
• ألي إتشوفو ....برى نحيلو شوية دم
• راك صاحبي ....و الشرك جاء في الحجر ....راني باش إنحيلك الدّم الفاسد! عندك، زعمة منو ... حتى إنت شوية سي المختـــــــــــار....الشيخ في خطر ...الدّم الباهي ما إنحي منو حتى قطرة...كلام رجال
• أش عندي أنا مع النــــــــــــــاس ...لا حزب و لا جمعية ...و لا هم يحزنون ! كيفاش باش يركبني الدّم الفاسد.
• يا عباس ...شعّل ورقة من الموقف ...و حظّر ماعون الخدمة ..سخن مليح ...
• سايس يا قاسم ...من ظهرك أحسن ...باش إنحو ...!!!!!!راسك هاهو ولى كي البصلة توه من بعد إتشوف روحك مليح في المــــــــــــــــــرايا
• إن شاء الله خير
• طبس ...طبس الكـــــــــــــــــــــــل ...و ما إتقولش أه ...لا أه ..
طبس سي المختار على الــــــــكونتوار ...و ظهرو عريان ...شلّطو تحت الأكتاف و قلت لعــــــــــــــــباس
• أغرس المغايث ...و شدهم في ثمه حتى إنقولك
• أيه برى يـــــــــــــــزيه ...صحة و بالشفاء سي المختار
وقف ..قابل المرايــــــــــــــــا ...شعرة لا ...لا لحية ...لا راس ...يلمع ...الّــذّبانة تزلق على راسو ...سّكر عيونو ..ثم حلّهم ....إتبدل يا جماعة .... و قال
LA TRANSFORMATION • أشبيك يا سي الشباب ....جريدة الموقف ...إتشّرك فيها ...تحرق فيها ..تمسح فيها في الصابون ...
• سامحني يا سي المختار .... أنــــــــــــــا قاسم صاحبك ....راهو ...!!!!• تصويرة صدّام البطل الشّهيد على القاعة ...كيفاش ؟ وينها السّكريترة !!!
يا عباس المختـــــــــــار اليحياوي ...ولى... إتبدّل ...الأســــــــــتاذ نجيب الشابي !!! سبحان الله أش عملت ....زعمة من الجريدة الي حرقنها ..وصلت لدمو..عملية تلقيح زعمة ...كيفاش ...يا عباس أعطيه كرسي يقعد ..البــــــــــــــرى توه يستراح ....هذه عملة ما عاش إنعاودها !قعد سي .....منهو توه ......اليحياوي ...قدام الحانوت ...ولاتشي حظبة ..قدام الحانوت ...المختار اليحياوي أصبح رئيس الحزب التقدّمي الديمقراطي و مخو ولى مخ نجيب الشابي .......!!!أش باش إقول توه سي نجيب الشابي الحقاني ....

في الحلقة القادمة ...الأستاذ نجيب الشابي في الدّم الفاسد

هنا قاسم قاسم ....

و كان لي وطن

وكان لـــــــي وطن ...
و كنت له عــــبدا
أسقي الزّيتون و العنب
أجري به ...بالعرجون ....في الحضن ...
حافي القدم ...ضاحكا ...صاخبا
...في الحين أكون ...سابحا بين الشمس و القمر
كان جميلا ....ذاك الوطن
كان في إبتسامة الولـــــــد*
و حين أكتشفت ...حقيقة الأمر.
وكيف تربَـــص السلطان بــــالورد
كيف أحرق القرطاس..و القلم
كيف شـــــدّ على الياسمين...
كيف مضـــــى ...يقتل كل النخــيـل
أرهب ..السلطان ...جميعها
و حتى النمّل ..في البلح
أشنق أنا كالعرجون
خريفا
يسقط الرّطب كالمطر
و كان لي وطن ..........و كنت له عبدا
قاسم قاسم

إذاعــــة الدّم الفاسد

حلقة من حلقات الجمهورية

في السوق وين إدور الفيلم متع الدّم الفاسد ! ثمة نصبة جاية على شيرة ! ما هيش واضحة و السلعة المعروضة إمــــلـــّقطها مولاها من كل بر! النصّبة ما عندها حتى لون ...ما نجمش مولها يعطيها لون ..إتحس نصبة موش واقفة على أربعة ساقين ...و نهار و ما إطولو الـــرّاجل إحوّل فيها !!! إتبع في الظّل ساعات في الشّمس ...ساعات ما يلقى ما يعمل ...ينصب بالسلعة في قلتة ماء باش الناس ألي جايه إتقلــــّب في ما بقى من سلعة بالسيف تاقف في الطبعة! قالك شـــنّوه ...الأختصاص متاعو عــــوج ! يعمل كل ما هو عـــوج ! ساعات يدّخل ! قال شنوه ما إحبش إخلـــّط روحو مع الشّراية ...مذرحين و ما ما عاجبهم شيئ ...و إشنوّه ألي إتحب يعجبهم ...هو ما عندوش سلعة ! الشئ إملقط تلقيت ...إتقول يجمع في الأنطناب ...قال شنوه حال مشروع باش إحررّ بيه أخر جمهورية في التاريخ ...و بلا بيه باش تاقف الأنترنات و ما عادش تنشر الناس نصوصها و افكارها ...إتقول عامل مزية موش كان على الناس ، حتى على روحــــــــــو !!! لا يغلط و لا إخلي من يغلط ...لا ينصب في بلاصة تعمل الكيف ...و لا إسرّح الثنية ...هذه هي الشخصية التونسية ...راقدة في الخـــــط ! تجبد بالبارد ! عاملة روحها ما في بلهاش ...! موش لاهية بالموضوع ! أي بالعربي ...الخشم في السمـــــــــاء ...مترّفعة على حتى شيئ ! و بحتى شيئ ! في الفارغ ...هذه هي الخطوط العريضة مت أي تونسي على وجه الأرض ...إقولو : في التــــــــــــــراب و لا أولاد أش إقول فمي ! ما عليناش

حانوت الحجامة ألي حالو قاسم ...ما سمع به و لا تونسي ...في العمق.. في القرى و الأرياف ..سيدي بوزيد المحاصرة و الرّديف الثائرة ...و المضّيلة المظلومة ! و قفصة المقهورة ...و الشمال الغربي ألي سعدو طايح ! و بنزرت ألي ما عاد فيها حتى صغير إدور في الشارع و إلا يلعب في الكورة ...ما في بالهموش ألي قاسم حال حجــــــــــّام و إنحي في الدّم الفاسد ...للدّكاترة و للكتاب ز للنّخبة ألي ...لازمك مطلب باش إتكلّم واحد منهم و إلا تعرض عليه حاجة ..أه مالا شنوه ...صحافي ما يعرفش يقرى الأخبـــــــار و ما يعرف يكتبها ! أه كاتب ما إنجمش يتحمل مسؤولية نص ...لا لا لا ...لازمهم إيزيدو يقرو شوية أخرى باش إنجمو يتكلّمو في الــــــــــرّديون ...أه لازمهم لســــــــــانات جدد و قرجومة جديدة ...و كان لزم إنبدلو الــــذبذبة باش يرضو و يقعدو قداّم الميكروفون ...و إقولو أش إحبو إقولــــــــــو ...و تسمع بيهم الناس !! العالم ! و يقتربــــــــــو من الفلاّح و الخدّام و المواطن البسيط ...نخبة إتنظّر على أرواحها ...تكتب لأرواحها ...و تقرى لأرواحها ...!!!!! بالك لازمهم إشاورو الشيخ الكبير ...

قلنا خلي ياخذو الوقت الكافي ....و إستني يا دجاجة ليل إجيك الشعير من باجة ....نخبة تعد في السّقايط ألي طايحة و تمشي وراء الدّفاين كل يوم ...و قتلك لا ما نعملش راديو و ما نحكيش و على الهواء مباشرة !!! لازمنا نكـــــــــــــرو ناس أخرى ...تتكلّم في بلايصنا ...لازمكم رخصة في الكلام و التعبير ...و لازمكم إتشاورو ....إشكون ؟ الله و رسولو أعلم

!!!! برى برى ...و لا واحد إدخل الحانوت ...اليوم ...خافت الناس من الدّم الفاسد !اش قالو ...الدّم الفاسد، الموت حتى و لا قاسم ...يمشي مريض ... و لا مغايث قاسم ...الموت نفسها و لا إدورو بالحانوت ...إتعجّبت في الشعب هــــــــذا ! عزيزة عليه الدكتاتورية ! عزيز عليه الفقر ! عزيز عليه القمع ! عزيزة عليه الغورة ! عزيز عليه المرض !!! عزيز عليه كل شيئ كـــــــــــان إنو ياخو الثيقة في روحو و يدخل في المغامرة بكل جوارحو ...فهمت ألي الشعب هذا لازمو موش ثورة فقط ...لازمو بركان يشعل تحتو باش يتقلب ..بدون رجعة !!! زعمة ...أنا غـــــــــــالط و إلا شنوه...يا سي الناقد ؟؟؟؟؟؟؟؟
إتحب تعرف قاسم إشكونو ؟ توه كل شيئ جيك ؟ رابور ...من جميعو ...!!!!!!! موش مشكل !!! خوذ وقتك و إسأل و إتساءل ...و أبعث بأشكون إتحب ....في جرّتي ...ستجدوني : أمامك في الصّف ، أتعلّم كتابة حرف : لآ لآ لآ ...ستجدوني في الصّف ، أجلس و التلاميذ ...سأعلّمهم أن يثورو على إستاذهم !!!! أأعجبك الحديث ...سأكون في كل ثقب ...من فصلك !!!!
!!!!دخل أبو جعفر !!! و دخل للحانوت متع الحجامة ...دخلة متع ثم ثم...الدكتور أبوجعفر العويني ، أحد أقطاب التاريخ في تونس ... !!!!
• نكتب التاريخ الصّحيح ؟ أشبيك إنت مهبول و إلا شنوّه ! إش بي مصيبتك ...لازمو واحد مختص! مشو لاهي بيك ...يا قاسم ...أنا نعرف التاريخ ...التاريخ
• جرّبت إنت ! يا سي بوجعفر !!! ما هو سهـــّلها تسهال ...صعبها تصعاب...!!! و من إجتهد و أصاب
له أجران
• إشبيك إذاعة ...راهي ...إتخوف ...و زيد معاك إنت ...مع واحد الرّحمة لا ؟ لا لا لا ...المشروع هذا ما
نمشيش فيه!!!
• مازال عندك ما إتقول ....؟
• لا لا
• إتحب إتحــــــــــجّم ؟
• قداك إنت ...شبيني ...مريض بالدّم الفاسد أنا ...ما إنحجمش عندك ...تقتلني ؟
• قتلك إتحجم ...لا دم فاسد و لا دم خاثر ...أش تعمل بيها اللّحية ؟
• أظرب ...ظربات ...خلي إنحي اللّحية ...بركة ...ما إتمسينش من راسي ....راسي ما إتمسوش ..واجعني.
• أقعد ..اقعد ..حاضر ...و لا إهمك .
قعد ...إتكى على الكرسي المتحرّك ...رغـــــيتو بالصّابون ..فركتو بالباهي بالباهي !!!جات الــــظرسة متاعو تحت إصباعي ...عيّــــــط
• عندي السّوسة يا قاسم ...بشّوية....توجاعني ....واك ..واه
• هاهو عندك المرض ...!!!! مريض بضرستك ...لازمها تتنحى ! هي ألي إمطلعتلك الدّم الفاسد ...الشي واصل لراسك ألفـــــــــوق...هي السّبب في كل شيئ !!! إنت ستريسي ...و أنا معجول ...إذاعة لازمتني.
• لا لا لا ...خليها هكاكة ...توه نمشي للطبيب !!!!
• توه باش تستنـــــــــــاك الضرسة ليل توصل الطبيب بعد ما حرّكتها !!!أنا الطبيب و الحجّأم ...!!! و تسكت
في نفس الوقت ....نزلت عليها من بره و رصيتها بالأبهام ألــــــــداخل ! شعرة لا جبتها في فمـــــــــــو ...و هبط الدّم !!!! و فمو ما عاش أمنجم إحلّو و بدى البكى ...
• إنزيدها
• أهو ...أهو ...أه ...لا إترّبحك...و لا إتنجحك ..إنت راك ملح ...نوّضت علي السوسة !!!!
• رقايعك الكل كمــــــــــا إنوضهم ....تكتب و إلا ما تكتبش الحلقات ألي قتلك عليهم !!!!
• شنوه ...ألي في يـــــــــــــدّك ...؟
• البيـــــــــــنسة ....باش إنحيها ...صحّح ..توه ...صحّح....نكتب و إلا نمرجك
البينسة في فـــــــــمو ....شديت الضرسة ...حكمت عليها بكل قّوة
• زيد حـــــــــل فمك على كبرو
• بشوية يا قــــــــــــــاسم ....هو أه أه أه أه
• تكتب و إلا ما تكتبش ....تخدم في الرّاديـــــــــــــــون و إلا لا ؟
• أه أه ...ألي إتقولو إنت يا قاسم ...هو هاكه...حاضر ...توه إرّوح نكتب !نعمل كل شيئ !! ألي إتقول عليه ! المهم بالسياسية ...يا قاسم ....
و بسرعة ..البرق ...الضّرسة جات بين صباع البيــــــــــنسة ...شنوه ضرسة ! العرق متاعها فيه زوز ميتـــــــــــــــــــرو
. • ريّحتني ....يا قاسم ...عندها عام ...و أنا نجرّع في المرّار
• بالشفاء ....إنت ما تفهم كان بالعصى ...الحلقات العشرة إتحظرهم ...و إتجيبهم مسجــــــــــــلات بصوتك! ما ثماش واحد ....مازال ما جابتوش أمــــــــو ألي باش ياقف قدام قاسم ! الرّديون ...باش يخدم ...فاهم !!!
• دكتاتور إنت يا قاسم ....ما يتخدمش معاك ...و و لكن ...ولا إهمك .....عرفي
• إسمع ....إتعدى على النصبة متع عبد القــــــــادر ...قولو قاسم إنـــــــــــــــناديلك ...و بسرعة.
• إيجيك تـــــــــــوه
• توه ..توه .....بسرعة
سي بوجعفر شد فمو بمنديلة و خرج ...قصد ربي ..و باش يتعدى على النصّبة متع عبد القادر ...سي الشباب ناصب ...واحد عاطيه فيستة و الأخر بلوزة ! واحد عطيه موتير ..واحد عاطيه شوية كتب صفر ..النصبة ما فيها حتى شيئ لعبد القادر ...في جرّة الجماعة ...إدبر في راسو ...نصبة ما تفهـــمهاش متع أش ..لا هي ميكانيك ..لاهي روبافيكة ..لاهي متع كتب ...لا هي متع دوايات ..لا هي متع تيــــريسيتي لا هي متع أنفورماتيك ...نصبة تونسية ! خربقة
!• السلام عليكم !!! لاباس عليك
• الحمد الله ..و الله نحيت السوسة ...رتحنّي منها قاسم ..الله يرحم والديه...ما أصعبو ..قاسم
• عندك ياسر تشكى منها ...يا سي بوجعفر ...كليت زروسك
• ...قاسم حاجتو بيـــــــــــك ...توه توه ...و إزرم ..لا إيجيك ..إكسّر ها النصبة
• سيبّ عليك ...إشكونو قاسم ...مجنون كما هاكه نمشيلو و إلا حتى نسمعو
• الرّاجل ...عندو راديون ...حابــــكّ إتحطو في النصبة ...راديون باهي ! إوصل للعالم الكــــــــــــــل ...برى شوفو إنت و من بعد أحكم ...خبزة !
• ترى إنشوف
....!!!! • أش إتشوف
...• حل حل فمــــــــــــــــــــــك
• أه
• مازال عندك السّوسة ...هاهي كحلة يا سي بو جعفر
• لا إتربحو ....لا إتربحو ...نحالي الضرسة ألي موش مريضة !!!! جرتو ملح ...هاهي في جيبي ...الضرسة ...• و الله بالحاق ...هذه صحيحة ...ما بيها حتى شيئ ...! قتلك ما تقربش قاسم ...راهو لفعة ...يلدغك ....برى قـــــــــــــــولو ...إرّجعلك سنّتك !!تستاهل العصى ...ما إتشاورش ...أش هازك ...لقاسم ...باش يرزيك في زروسك ....تستاهل العصى
سي بوجعفر ...وين تلقاه ...من الغصرة ...جلس القرفصــــــــــاء بجنب النصبة متع عبد القادر ...و الدّمعات نزلت إتقول مطر ...ما إطيقش الغلبة ! و لكن أش يعمل، شيئ
• هاني ماشــــــيــــلو ...بالحرام كان ما إنمزبلو ...ها توه إنفرجك فيه ! ها الباندي الي حال في البـــــــــــــــلاد مرّمة ...أقعد بحذى النصّبة ...هاني جايك
!و خرج سي عبد القادر متهدد ...ماشي للحانوت متع قاسم ...صفن على ذرعانو ...و إطلعلو الدّم الفاسد ...و بدى يتـــــــــــــكّلم بروحو : أش حاسب روحو ...قاسم متع وذني ...شونه ها النقمة ...؟ وشنوه ها المشكلة .! الناس الكل إمتوبهـــــــــــــا ؟ بالحرام كما نخرج منو بكل الوسائل ....ما أركو و ما أرزن ملايكـــــــــــــــــــتو ...و...إشد ما إسيب ...نهار و ما طلو يتفيسخ على النــــــــــاس ...ما عاجبو شيئ ...كان كما إحب ..بالحرام كما إنكسرو الراديــــــــــــــو ! و لا صار منو ..كي إنسكّرها النصّبة ضربة وحدة
يمشي و يتهدد
عرضو في الثنية معز الجماعي

• أش بيك تحكي بروحك
• هاكه المريض قاسم ...حل في فم الرّاجل مرّمة ...نحالو الضرسة الصّحيحة ...و خلاّلـــــــــــو السوسة ...يتفيسخ على العباد ..قال عندو راديو ...إحبني ننصب بيه ...يحسابني حال كارفور ...و إلا نخدم مع الي جي
• ما تمشيش وحدك ...نمشي معاك
• لا لا لا ...خليك يا سي معــــــــــــــــــز
و صل سي المعّلم للحانوت ...و في يدو الضرصة ( السن) متع الدكتور
· إشنية هذه ؟
· ضرص ....متع الدكتور !!!! و الرّاديــــــــــو هذا ، إتبيعو ...و النقاش لا !!!! فاهم

خذى الرّاديو و خرج بيــــــــــــــــــــــــه

إنتهى

قاسم قاسم

الشيخــــان في الحج


بالنسبة للحاجة ، و كأن الطيارة ما طرتش ! في رمشة عين نزلت في جدّة ! تحكيلهم على شوقها لمكة و المدينة ! بالنسبة لسي عاشور و صاحبو سي الحبيب الرّحلة كانت أطول من أعمارهم القصيرة ،و كأنها دامت الدهر الكّل ، الممل و الضجر كان واضح على وجوه الشباب ، حجة فوق النفس و ما كانتش على البال جملة ! مطار ، أضرب الغربال يمشي راكح ! إعج بالعباد و من كل الدّول ...5 مليون مسافر !!! عجب زعمة الناس هاذوم بأكلّم ما يفهموش ؟ زعمة عماد الحبيب و سي ناجي قاريين أكثر من ها الدكتارة الي جاية باش إنقابل سيد الخلق !!! 50 سخانة موت ...ها البشرية الكل ما تفهمش كان أحنا التوانسة ! فاهمين العالم و أكثر ؟ خلّونا من القناعات و من البحث !!! أنا أنحب نفهم النسبية في قلب المعنى معتاها و بدو أي حرج ....ها الخمسة مليون مسلم ...نساء و رجال ...حارمين ، في الواقع ما لبسين شيئ ! خاصرين فلوسهم باش يتفسّحو في خمسين درجة حرارة و فيهم الحافي و شعرة فوق راسو ما ثماش !!! البشاشة ألي وجه الحاجة أم سي ناجي ، إتخليه إدوخ في أمرك ...ملي حطت ساقها في جدّة ، أتحزمت ، في وسطها ، حارمة ...ولات أتقول إمرأة في الأربعين ...شادة الدمان على ولدها ...و إتقولو الخروج منــــــــــا الحاجة ولاة تفهم أكثر من ولدها و صاحبو ...خرّجتهم من المطار ...ثمة شيئ خفيّ ما هوش قادر قاسم لا باش يكتبو و لا باش يوصفو و لا إنو ينفيه ، لا إنقصه فيه و لا إنو إزيد فيه ...بعيدا على الفلسفة و على الخالق و على سبب الخلق جملة و تفصيلا ...أنا نروي في قصّة لشعب ولى شاك و إمشكيكينو في روحو حارة و كعبة تجربتهم ما إتساويش بيت من بيوت الحــــــــــلاّج .

في قلب الباب متع الخروج ...وقفت الحاجة ، بجنبها ولدها و صاحبو : المطّوف يا ناجي ، لازمنا مطوف !حاضر ناضر ياقف عمروش ، أتقول باعثينو خصيصا للجماعة و إقول : يا حاجة ، الله إبارك فيك ، كل لحضة و كل دقيقة و إنت على ها الأراضي المقدسة ، أربحيها ...بالتكبير و التسبيح ...قولي ديما : لبيك اللهم لبيك ....حاضر يا وليدي و مشات وراء المطّوف ...تبعوها الجماعة ...الحجاج فوق النفس !

وقـــف المطوف قدام حانوت !!!! إستني يا حاجة هوني ...الجماعة : عماد الحبيب و سي الناجي ، لازمهم إكونو حارمين ...لازم يدخلة باش يشرو على الأقل جبايب ...
سي عماد حبيب و سي ناجي عاشور : شعرة لا إتحرقو من الشمس ...إسوادت وجوهم ..و ذبلو ، إتقول مرضى ...واحد شاد في واحد و يلهثو إتقول يجرو : سبحان الله ، المرا الكبيرة ...نور خارج من وجها و تمشي عادي ...إتقول على الشط ....و الّصغار ألي معملة عليهم طاحو ....الحكاية و ما فيها الأستعداد ! واحد ما هوش مستعد باش إخوض حرب راهو باش يخصر لا أكثر و لا أقل ...

و لا كلمة مع عمروش ! و لا حتى حاضر و لا نقاش ...ما في هومشي حتي باش يحكو ...شمعة و طفات
دخلو الحانوت ...شارلهم زوز جبايب ...طيش التجينات ...شربو شويه ماء إتنفسو ...و لكن السخانة طالعة للصقف ...ألبرة خمسين و سي الناجي و سي الحبيب في 41 درجة ...سي العمروش المطوف شد واحد على الأيمين و واحد على اليسار و يمشي بيهم باش ما إطيحوش في العفس ...الحاجة ولات هي رئيسة القافلة ...يا وليها علة وليدها ...يا وليها على حجتهــــــــــــــــــا ....

ثمة حاجة العمروش ما فاقش بيها ...تنقصو التجربة متع مطّوف خادم قبل في الشرطة الدينية)؟)؟؟؟؟ : أخيرا وصلت ألي حاجتي.....: بالضبط الفقرة هذه ...الشرطة الدينية داخل الحرم و خارجهو ...ماهم الجماعة لابسين جبــــــــــــايب جدد ، و لكن ترنسبارون : الحاج الحبيب و الحاج ناجي ما في بالهومش و المطّــــوف ما ردّش بالو ...و الزوز مرضى ..بالسخانة ..هاهو إتوقفهم الشرطة الدينية بتهمة إنهم ما هومشي ساترين أرواحهم ...: أش بيكم عرايــــــــــــا ؟ كي شافو ألــوطة يلقو الكلاصن متاعهم إتبان من الجبة : مع السخانة ناجي ما فهم شيئ ؟ و قال ما هو من العمروش ...ما ثماش جبايب أخرى ؟ يتوقفو سير بلاص ...و إهزهم بوكلبشة ، في طولك في عرضك يا بوليس !!!! شيئ ...العمروش و الحاجة واصلو الحج متاعهم ...و الشيخ الحبيب و سي ناجي عاشور ...إتوقفو في الحبس و لمدة عشرة أيام حتى إفوت الحج.

قاسم قاسم

27‏/08‏/2008

الأستاذ ناجي عاشور و الشيخ عماد حبيب في الشيخان 1

- الشيخان -
إخراج قاسم قاسم قاسم

الشمس طاحت ! الأذان قاعد كي إذّن ! الصمعة شعلت ! السيدة الكريمة أم الأستاذ عاشور ! كبرت ! و بدات إتصلي في المغرب ...قدام الدّأر !!! سي عاشور مازال كي دخل الدّار ، تاعب من الخدمة ! و طايرتلو كي العادة. تحّكت و زكّت و قالت السلام عليكم ، بصوت جدا خافت ! ثم رفعت يدها إلي السماء و بدات تطلب في ربي في دعاء بسيط إتقول : // يا ربي تهديني ...و تهدي عاشور ...يا ربي إتبعدو على أولاد الحرام ...و إطيحو بنت الحلال // : كأي أم تونسية ما تدعي لولدها كان بالخير ، عمل ما عمل و قال ما قال ...الأم حنينة ياسر. قامت من صلاتها ! و دخلت للكوجينة إتحظر في العشاء.
- يا ناجي إجي إفطر عيش ولدي ...
- لحضة وحدة مـــــــــــا ، هاني جاي ...
قعد سي الناجي ...على الطاولة

- تعرف يا ناجي يا وليدي ...البارح نحلم ....في مكّة ...ناوية إنج!
- بالك موش مكّة شفتاها في الحلم ...إمثبتة ...بالك التوريفال في باريس
- مرّبعة و كحلة يا ناجي يا ولدي ...أنا إنقولك نادى المنادي
- إشكون المنادي هذا مــــــــــا ...كل مرّة تطلعيلي بطلعة ...ما نادى عليك حد !
- باهي ...سي الناجي ...كّمل عشاك ...و ربي يعمل دليل ...أيه تصبح على خير ...كانك خرج ما تنساش الحليب ...لفطور الصباح !
الحاجة ! بما أنها نوات ! إنقولو حجت ! و كان ما هزّهاش ولدها ! الأستاذ ناجي عاشور ! راهو باش إهزها قاسم ...المهّم ، الحاجة حطت في راسها إنها أتحج ...و نادى عليها المنادي ...و لازمها محرم ! لازم ولدها و إلا راجلها ...باش إصاحبها في رحلة الحج ، ألي البقاع المقدّسة ...هذا شرعا .

سي ناجي ! أمو لا تفهم التفلسيف متاعو و لاهي مستعدة حتى باش تسمعو ! ما تعرفش ولدها الناجي ما هو مصدق حتى شيئ و زيد الحج! و أهز و ينفض ! و يفتي و يكتب كل ليلة من راسو ...ها ذاك قال ! و هذاك ما قالش ...و الناس الكل غالطة ...وما ثماش منها حكاية الوحي هذا و غار حراء ...و لا هم يحزنون ! و لكن أش باش يعمل ....مع الوالدة ...بوه مسافر و عندو برشة خدمة ...و زيد نادى المنادي....

عجباتو ..نادى المنادي ...خرج من الكوجينة و قعد على الدّرج في الجنينة ، شعّل سيقارو ...جبد نفس طويل ..و بدى إغني نــــــــــــــادى المنادي ...و يطرشق بالضحك ...و إعاودها و إقول ....نادى المنادي ! و كيف كيف يطرشق بالضحك ...و إقول ما حكاية ...خطف روحو من الدار و خرج للقهوة ...باش يلعب طرح بــــــــلوط مع صاحبو ...الشيخ عماد حبيب ...إمقابلو على الطاولة ...طالب 90 بيك إجاوبو الناجي باص ....و راهو نادى المنادي ....عاشور ناجي : راسو ما هوش في الطرّح خلاص ...مع المنادي ! إشكونو هلي نادى على أمو من السعودية ...كان جاء قريب إنقولو ...أما سفرة متع ثم ثمة....طرح البيلوط ما صارش منو ...فد و هز روحو ...خلط عليه الشيخ : عماد حبيب ...

- ما هو لاباس ...؟ إش بيك ماكش قد بعضك ؟
- نادى المنادي
- إشنوه ....لاباس ...إرجعت للأسلام ؟
- لا لا أمي ...نداها المنادي ؟
- كيفاش
- حلمت !!! به ...بمكّة قالت
- أش عملنا توه ....؟ قللها مل ثمة شيئ من الحكاية ...هذاك حلم
- إسمع مع العزوز ما إنجمش نعمل حتى شيئ !!! لازمها محرم ...
- قول زوز ...قولي نمشي معاك للسعودية ...إنولو حجاج و الجماعة تضحك علينا
- شوف يا حبيب ...الجمعة الجاية ...إتحظر روحك للسفر !!!
- قولي نمشو حارمين ...باش إصّورونا الجماعة ...و إنولو كاركوز
- لا لا لا ...نمشو في إتجينات ...سيب علينا ...
- نعرف كيفاش ...برى إشري التذاكر ...

ملاحظة : 1- المــطّوف عمروش في إتظار الحجيج بمطار جدة الدولي (ههههههههههههه)
2 – سايسو على النــــــــــــاقد ...راهو مازال حاجتي في البلغة المرزوقية ..




kacem kacem kacem

الأستاذ ناجي عاشور و عماد حبيب في الشيخان

أخراج قاسم قاسم قاسم

المقدّمة

الحمد لله اللذي هدانا لهذا و ما كناّ لنهتدي لولا أن هدانا الله ( صدق اللّه العضيم ). ..كان ربي هداني للصّبة ...يا سي الناقد أحسبني صبّاب و كان ربي هداني للمواجهة الحقيقة و على أرض الديكتاتورية فمرحبا بالمعركة. إعلم سيدي الكريم ! أن الشك طريق اليقين ! و لك الحق في أن تتساءل : من هذا القاسم اللذي قسم إلا أن ينتصر و علىزين العابدين بن علي نفسه و في قصره! إعلم جيدا ، أيضا ، إني محقنن ضد كل الكلام و ضد كل الشكوك و ضد قلمي نفسه ، أن لم يكتب الثورة !!!! و إن لم يجدها سألقي به في البحر ! أما إن خان الشعب التونسي فإني إغرسه في قلبي قبل أن يكتب مدرسة الأستسلام و الخديعة....سيدي الكريم لم أأتي ألي التدوين صدفة ولم يؤتي بي ...بل أتيتكم متحديا ...و أكتب من لا يتجرّأ احدا على كتابته و باللّغة التي يحبذّها الشعب التونسي....الّفن السابع و المسرح في أن واحد : هكذا سيدي الكريم أتواصل مع الناس ...لقد سئم الشعب التونسي ...لغة التّزربق و لغة تسمي زين العابدين بن علي بعمـــــــــاّر : أيها المدونون ...أيها المدونات ...إما أن تواجهو هذه العصابة و إما فمألكم السكينة ...كانت هذه المقدّمة و خصصت بها أساتذنا الكبير الناقد...
سيّداتي سادتي ...أوجيد لغة الشارع ، فقد تخرّجت منه أولا و عدت أليه لأكتبه بكل صدق ! لكني أقسمت على عدم إستعمالها ، إحتراما للشعب التونسي بأكمله ...و أحتراما لزوجتي زينب. ..هذا في ما يخص بعض التعاليق التي تريد أن تذهب بنا ألي مرّة أخرى ألي الحضيض....سأقف بالمرصاد لهم و لكل من تجرّأ أن يقترب من الشّرف ...لي طرق أخرى بسيطة جدا و لكن ثاقبة ألي حد العظم ...سأخوضها معركة جديدة أخرى و على الهواء مباشرة و أمام الجميع...ضد لغة الهدم ...ضد لغة الحقد ...ضد لغة العجز.
عندما عجز بن علي و عصابته على إقناع الشعب التونسي بأختيارته ! نصّب نفسه وصّية على تونس منذ عشرين سنة ، مستعملا ..لغة الحديد و النار ...و أقلاما : إشتد بها العقر ، أرادت أن تجعل من معركة الحرية و الكرامة ! معركة بين الحداثة و الدين !!!! هاؤلاء اللذين يفتعلون مشكل الحجاب و البرنوس ، يختلقون عدوا وهميا للشعب التونسي ، حتى يتكمن صانعهم من دواليب الدولة ....غائرا على العرض و الرّزق ...ينفذون الأعدام كما شاؤو و أمام جميع الناس ...يفتعلون في الرجال ...كما في الناس ...شماتة و حقدا .
تسقط قرطاج للمرّة الأف ...و أعلن الحرب على جميعها ...و الله أكبر
قاسم قاسم قاسم

الأستاذ عاشور ناجي يزور مكة المكرّمة

النص الصحيح ، أصلو ا ! لسي الوزير متع التربية الأسلامية : ألخزوري ! و قاسم عارف بالي عماد الحبيب و سي الناجي شدين قــــول ....في الدّورة ! للمتحجبات و للي موش متحجبات ! و أنا عارف و إنت عارف يا سي الناجي أصل المشكل ...موش في الحجاب و ألا في السترينق!

كان شوفت عماد الحبيب ، سلّم عليه و قوقلو ...راهو قاسم مستعد باش إخلص عليك عمرة ! أما إنت سي ناجي ...كي نقرالك إنخاف ...لا أطيح علي ّ السقف


سلامتك يا ناجي



و بالك جد عليك ألي إنت وزير؟ بالله قولي إشكون عطاك الأمر باش تحكي في مواضيع صعيبة على مخك و تفتي و إنت على علم كامل بالي الحجاب فرض ؟ المصيبة الي إنت يا سيدي الوزير باش يستعملوك كبش فداء جديد. الفكرة هذية و إلا العملية هذية ما تتفهمش من الناحية الدينية أبدا و لكن تتفهم إلا من الناحية السياسية. الشيئ ألي أتحب أتقولو إنت سي الوزير هو الأتي بالظبط: و بما أنو النظام التونسي إنقص إسانس م ما عاش فيه باش إدور الجماعة قالولك قول الكلام هذايا باش إشرشو شوية إيسانس على حساب الديانة الأسلامية بالطبع ثلاطش قرن حظارة و معرفة إتحبو تستعملوها بأر لتمرير مشاريعكم و دوامكم في الحكم و لو كان حتى باش إتسقطو القرأن و السنة. سيدي الوزير ما هندك في السوق ما إتذوق و كلامك هذا إدل على سوء النسية السياسية بالشعب التونسي و بالدين متاعو الي إرتظاه منذ قرون. اليوم سيادك وليتلي إتحب تفتي ...وينك البارح و قبل البارح وينك ما خرجتش على الساحة الثقافية ...نزل عليك العلم وقت الي وليت وزير.؟ توه كلام هذايا يتقال و إلا حتي يتنشر.

يا جماعة الراجل هذا حاب إبدل موضوع النقاش و حاب بكل الوسائل و الطرق يخرج من المواجهة الساسية و من الكلام على مشاكل البطالة و مشاكل السكن و مشاكل الفلاحة و الصناعة و الصحة باش إدخل البلاد في حكايات أخرى بعيدة كل البعد على المشاكل الصحيحة الي ما هوش قادر لا باش يحكي فيها و لا باش إيحلها.

إختار النظام الكلام على الحجاب و كأننا ناكلو في الحجابات و نغطو فيهم و نقرو عليهم و إنتفرشو فيهم. و تتحجب و إلا تلبس قلصون اش دخلك إنت يا سي الوزير في خصيات النساء. أش قولك مالا كان إنسموك وزير الحيض؟ يعجبكش الكلام هذايا؟ بالطبع إتموتو على كلام الأرهاب و القاعدة و السلفية و الشيعة و السنة باش تلقاو علاش تركزو و إتزيدو في التنكيل متعكم بالشعب التونسي. إنعم الحجاب متعكم يحجب النويا الفاسدة متاعكم و ماهوش الحجاب الي لابساتو مريم و إلا زينب. هات الصحيح يا سي الوزير و خطاك من الكلام الفارغ و الدوه الفاسدة. ماعاد مخبى شيئ و الناس هزت إيدها منكم تتكلم في الأسلام و إلا خارج الأسلام. إنتم ناس ضيعتو خطاويكم و لا عرفناكم مسلمين و إلا من جماعة كسيلة الكذاب. تتطاول على القرأن الكريم باش إتشككك الناس في أرواحها و تظمن تواصل القبيلة متعك في الحكم. الأسلام إجرمكم سيدي الوزير و يتحدتكم في نفس الوقت في أياته الكريمة الي هبطت على رسول كامل صاحب أكبر قورة على وجه الأرض ...اليوم سيادتك وريت الظروح متاعك الكبير امام مليار من المسلمين الي إيحبو نساهم متحجبات و اش دخلك إنت؟

قاسم قاسم

26‏/08‏/2008

حجابك أصبح اليوم سلاحي

ألي مديري المدارس الثانوية
هذا قصيدي لزينب و فاطمة و حليمة
اللّواتي ستدخلن لفصولهن هذه السنة الجديدة
فحذاري ....ثم حذاري
أن تطرد أحداهن من القسم أو من الساحة أو من أمام المدرسة
و أن وقع هذا الأمر فأني سأشن حربا عليكم
واحدا واحدا


تحجبــــــي زينب ...تحجبي
فأني أعشقك للرب ساجدة
خاشعة... قمرا ...تصلي ...لخالقها
تحجبي حبيبتي ...و أحفظي شرفي
فأني أموت فيك على السجاد جالسة.

أزينب
و أني قاسم المخمور..نبيذا
لصلاة الفجــــر أوقذك
لتصلي و تدعو لي الرحمان....أن أتوب

أزينب و إني قاسم ...المجنون حبــــا
للكعبة أخذك ..و تزورين البيت المعمور
سأجلس وإياك ...حبيبتي ..في الرّوض ....في قلب المدينة
يدا عندي وأخرى أخذة بمحراب الرسول.

أزينب و إني قاسم ..بعينيك المفتون
لآجلس إليك طفلا صغيرا
لتمسحي على رأسي بطرف حجابك المشهود
و أطلبي مني ...زينب أن اموت حبا فيك شهيدا.

أزينب ....يا محجّبي ...إني أعشققك
و أعشق فيك لله تسربلك
أزينب ....يا فاتنتي
لا تنزعي حجابا ...من أجله كنت في قلب ذاكرتي


قاسم قاسم

خنـــــــــّارنا و خلو عزاها سكات


إنعم سيدي

جمهوريتي ! أشرّفها و تشرّفني ! أتحدى بها السلاطين و العسسا ! أكتبها على شرفات منازلنا ! من فوق سطوحها ! على خدود الصّبيا ! أكتبها كما أراهــــــا ! كما تحلو لي ! تكبر كل يوم معي ! تتسّع لكل الناس ! للعالمين .! و ما زلت أكتبها حتى أنصهر داخلها ! أما أن تأتي علـــــــــيّ و إما أن أتي عليها ! إذا ! الفن السابع له لغته الخاصة التي قد تتجاوز كاتبها نفسه ! سيدي الكريم ! أنا في كل مرّة أحاول ! و في كل مرّة أريد خلق الجديد! بل أغامر حتى ! و لن أكتفي بهذا ! بل سأطلق العنان لفرسي و خيالي حتى يثور كل يوم من جديد ! لا أكتب دون الثورة ! و لا لغيرها أنا بكاتب ! إن شأت فهمت و أن لم تشأ فلك ذلك !

بن علي يزي فك ؟ أو الفرض السادس

قبل أن ندخل في موضوع الفرض السابع ! دعنا نتحدث عن الفرض السادس للشيخ الهادي بريك ! و أعني به مضاهرة ...يزي فك ...! هل تواصلت هذه المضاهرة الأفتراضية ألي يومنا هذا ؟ لا أبدا ! لأنها لم تكن نتيجة طبيعية لتراكم نضالي طبيعي ! بل جيئ بها عبر قنوات الدكتاتور لتجهض الحراك السياسي لا أكثر و لا أقل! و كان ما كان ! و أنتهت كما أنها لم تكن ! أفلست إذا المعارضة السيبرية ! ألم يكن من الأجدر في ذلك الوقت تجميع القوى الفاعلة ! هيكلتها و بناء عمود فقري للمعارضة الوطنية عوض فرض... يزي فــــــــــــــك ! ...أرى ...نقصا فادحا في سديد النظر ! و هذا يعود أساسا إلى فقدان المعارضة لمشروع وطني أولا و ثانيا لرجل تلتقي حوله. سقط إذا الفرض السادس ! وكانت خيبة الجميع !

حركة الثامن عشر من أكثوبر

في نفس الوقت ! كانت مجموعة الثامن عشر بصدد الأعداد لأظراب الجوع ، إن لم تكن كانت قد دخلت فيه ! أين التنسيق بين المعارضتين ، الداخلية و الخارجية ! لم يكن ...أبدع مخرج إظراب الجوع ! و أخفقت يـــــــــزي ! في نفس اليوم ! إذا لا وجود لمعارضة خارجية كما تقولون ! و إن وجدت فهي للدّعم فقط !

وأخفقت كذالك هيئة ثمنطاش أكتوبر ! لأنها لم تستطع التوصل إلى إيجاد سبل نظالية جديدة و فقدت الدّعم الداخلي و الخارجي في نفس الوقت ! اليوم ، إستوفت الهيئة ما عندها ! و ذلك بدخولها في حوار تحضيري للمشروع الوطني التونسي ! اللذي لا يمكن أن يكون في ظـــــــــــــل دكتاتورية قمعية ! ذالك الحوار تسبب في تمزيق الخارطة السياسية المعارضة ....و تعددت الأنشقاقات و سقطت المعارضة مرّة أخرى بين براثن الدكتاتورية !

عندما جثمت النهظة بأسطولها على الهيئة ! إختنقت هذه الأخيرة !!! و إشتد الحصار مرّة أخرى على المعارضة بأكملها ! إنسحب اليسار، ثم دبّر ، ثم فكّر ، ثم أصبح له مشروع أخر ....و أصبحت تونس تعيش وهم ديمقراطية المشاريع ! ! ! أليس هـــــــــــذا ما يريده النظام ! وهم الناس و العالم أجمع ! و لا بديل غيره ! أليس هذا بتسّرع الأسلامين مرّة أخرى و غباء اليســـــــــــار للمرّة الخمسين !

و جاء الفرض الســــــــــــــــابع ! بعد فن الممكن ! برمي المنديـــــــــــــــل ! للمرّة الألف ...

إعلم سيدي الكريم ...بأن المعارضة التونسية أهدت بن علي الحلقة الخامسة و الأخيرة ....وكان التتويج عبر الأسلامين في مناسبتين ! الأولي كانت عبر الدكتور النجار ...و الثانية عبر الدكتور محمد النوري !

سبعة نوفمبر سيكون قبل موعده هذه السنة ! تفظــــــــــــــلو سادتي بمراسلة رئيس الدولة ! طالبين العفو و المغفرة ....جهّزو أنفسكم لبـــــــــــــلاد الفرح الدئم ! إبتسمو أنها تــــــــــــــــــونس ترحب بكم يا أبطال القراءة و الكتابة !

قاسم قاسم



العودة ألي المدرسة



الرّديف قالو بطلنـــــــــــــا من القراية
بنزرت قالت يزي


*
وزراء...أتقول ....ذر ...صغار... يلعبو في الـــكوره
كي الشّبكة ....إمرّقعة ...عصبانة ...عندنا الحكومـــة
راسين في شاشيــــــــــة ...إتشرّكت تونس المرحومة .
دزني و إدزك ...حكايتنـــــــــــــا قافلة بخصومــــه!

*


أه كلام ! خارق للعادة ! الرّاجل إحـــل في مدرسة للمـــــــرا عندو و إيزيدها مليون دينـــــــار و من الجهة الأخرى إطرد في الأساتذة من مدارسهم ! الفلوس الي إمدّعم بيها مدرسة قرطاج للغطرسة هاكي فلوسكم يا مطرودين ! كل شيئ مربوط ببعظو ...شهرياتكم جات في قفلة الميزانية ! فيقو على أرواحكم و إلتحقو بالمعارضة الديمقراطية ! أه كلام ! الراجل حال لنسيبو تلفزة و الأخر حلـــــــو إذاعة ...و العيلة الكل حجّجها على حساب الشعب التونسي ...مدرسة بوعبدلـــــــي سكّرها و حتى من التلامذة خطفوهم و الأساتذة كذلك ...جمهورية أخر زمان يا جماعة ! قالك عدل و إطمأنان و طمأنينة و الصّحافي متع الوسط مـــازل إقول على طريق الأصلاح و التصليح ! راهو شيئ إهبــــــــــــــل ... إحب إغطي عين الشمس بغربال ...يا راجل أكتب الصّحيح و يزي من الترّقيع !

العزوز هازها الواد و إتقول العام صابة !!! شوطي كان جابلك راس ! و كان عندك ريح ذريه ! يا خي تفهمو و إلا ما تفهموش ! الحكاية هذه فيها واو و ثم برشة إتكنـــــبين في الحكاية ...متع الشيخة سلوى هذا ! إشبيها خرجت توه على الساحة وين كانت التحفة هذه ؟ إشبيها ما قالت حتى كلمة على الحرية و الكرامة ..لا قالت أنا إنقري و إنتم دبرو روسكم ...ما خلينا إندبرو على روسنــــــــــــــا !!!!

إظراب عام في قطاع التعليم لازم يركب في رمضان !!! و خليها المرميطة إتشيــــــط كما إتحب ! نقابة التعليم الثانوي لازمها إتخيطو الكبوط و في القريب العاجل ...و خلي الزيتونة متع إنسيبو إتجود سورة يـس! و تلفزة الشابع من نوفمبر ترفع الأذن بالأذان على إظراب عام يشمل جميع القطاعات !

غورة ولات في البــــــــــلاد ...بالك حاسبها بلا أهل و إلا رانا كارين عند السيد الوالد ...يا مواطنين يا شعب ...جاء الوقت باش كل يـــد إتشد إختها ! الظرب إوصل العظم ...و كما ظربو العبدلي و الأساتذة ..راهم الطبة و الفرمليّه و المعلّمين ...و الخدامة الكل جايهم الطش !

المكينة هذه ...راهي ما هيش باش تحبس إلا بثورة كبيرة من شمالها لجنوبها ....إحل زيتونة و إلا نخلة ...هذا أمر ما إهمنـــــــــــــاش لا في خبزنا و لا في شعيرنا ....الراجل إحب بالسيف ...إخلي المشكل ديني في تونس ...أبدا المشكل راهو سياسي ...حقوقي ...إجتماعي ...مشكل تصّرف في مؤسسات الدولة ....المافية إتمكنت من الأقتصاد الوطني ! من الجامعات ! من المدارس من كل شيئ ...إنعم اليوم المافيا إتلوج على فرض إنكم ترظــــو بالواقع ! و الي شاح يلبس ! المافيا ماشيا في عملية توريش الشعب التونسي للعائلة الحاكمة و لقبيلة بني هــــــــــــــــلال !

بابا عندو بــــــــوه ! و الي عندو بحر ، إسيب عشرة ! و أحنا وراكم و الزمن طويل ! لن يستتب لكم أمـــــــــــــرا و لا حكما و لا نوما إلا يثور الشعب التونسي ليلا نهـــــــــــار ....الثورة المستديمة ...ألى ما لا نهاية !

يا إساتذة تـــــــــــــونس إتحدو !!!!! يا معلّمي تونس إتحدو ...يا عمّال تونس إتحدو ...و إلي الأمام !

رئيس الجمهورية
قاسم قاسم

halima


Bras ouverts et yeux fermés
Halima vient de naître, c’est la fille de mon ami Anis. Aujourd’hui il est trop heureux, j’ai vu les larmes dans yeux, il m’a dis qu’il est devenu responsable d’une famille. Je disais : hier tu n’étais pas, merde. L’être humain doit être engagé de sa naissance même sans famille, sans fille. Je disais encore oublis ses mots et reste soit même avec tes idées, tes convections, tes principes et ta joie, mais non il disait : aujourd’hui j’ai ne peux plus aller plus loin avec toi, avec tes idées rebelles, toi tu cherches l’impossible, tu cherche la liberté, tu cherches la dignité, je ne peux plus t’accompagner. Laisses moi nourrir Halima et sa mère, j’ai peur de tous ceci. Je n’aime pas les cellules et j’aime pas que Halima soit orpheline, je suis venu, te passer tes livres, tes poèmes, les voilà et merci pour tout. Hier ce monsieur avait les mêmes idées que moi, hier il demandait la paix pour les ouvriers, hier il vendait les roses pour les étudiants, hier il parlait si fort, il était un grand parleur. Hier mon ami aujourd’hui tu es encore. Je n’arrive pas à comprendre comment se changent les hommes aux yeux de leurs enfants, aux yeux de l’histoire. Ils ont eu peur de la famine, ils sont malades du prestige, ils sont malades des cravates et des costumes. Hier ces gens portaient des principes nobles, ils portaient des casques d’ouvriers, ils parlaient la liberté, la démocratie, ils parlaient justice. Ils ne sont pas de traîtres, mais ils sont mal formés. Ils n’ont pas aimé la vraie vie. Ils n’ont pas vu des grandes histoires d’amour, ils ne savent pas aimer ni les femmes, ni leurs enfants, alors comment ils peuvent aimer leur pays. Comment ils peuvent aimer les autres, donner aux autres, comment ils peuvent faire justice. Comment mon cher ami va expliquer à sa fille le taux de chômage? La criminalité?, La liberté? Les principes? Les idées? La lutte et l’évolution de la société?. Je ne sais pas qu’est ce qu’il va dire à sa fille quand elle voudra travailler sergente ou faire le bénévolat pour le sondage de la population. J’aimerais voir mon ami à l’age de 55 ans privé de toute dignité, comment il va se sentir? Toute sa vie l’a gâché pour quelques médiocres dinars dans la banque. Je veux vous dire avez vous une raison de vivre? Un rêve? Un projet noble? Je crois que vous allez me dire oui, nous travaillons, nous mangeons, nous baisons et nous attendons la mort, je vous dis que vous êtes déjà morts. Les grands disent que la beauté est la réalité. Alors pourquoi vous vivez sous une pression féroce, avec des masques incroyables, vous les portez chaque matin, devant vos femmes, devant vos enfants et devant l’histoire. Comme si vous étiez comme de passagers à travers ce pays, à travers votre vie et travers vos rêves, laissez moi vous dire que vous n’avez pas vécu. Halima a déjà 15 ans. Elle est belle comme une fleur. Elle est souple à la souplesse de mes rideaux blancs, charmante comme une petite chatte. Halima est fière d’elle-même, de son corps de jaguar, de ses yeux kayak, elle aime la vie. Halima porte des lunettes noires et sombres. A ma jeunesse j’ai n'ai pas vu des filles comme elle, je disais que pense t-elle de moi, le vieux à barbe blanche non encore marié, dans son vieux pantalon noir, avec des lunettes sales à lentilles concaves. Je vois ma jeunesse qui passe devant moi, mes années, mes jours, mes soirées, mes bouteilles du vin et la lune. J’ai eu peur de parler avec-elle, j’ai même dépêché pour qu’elle ne me parle pas. Quelques pas de plus et sa main me touche me rend fragile et froid, elle court devant moi et dit attrapes moi, vas y attrapes, je ferme mes yeux, j’ouvre mes bras et je marche comme un fou du village. Elle rigole, elle rit, elle court, elle danse de devant, je continue à marcher les yeux fermés, elle me touche de mes doigts pour me conduire devant ma porte. J’ai vendu mes cameras, j’ai vendu ma grande maison, j’ai plus des amis, j’ai plus des invités, j’ai plus de femmes, j’ai plus de livres, j’ai plus de plans de coupe, j’ai plus de scénarios, j’ai plus de scènes à monter, ni des films à habiller. Halima est parti sans dire bye bye, je me trouve alors sur mon lit totalement épuisé, fatigué, je suis dans la merde de vieillesse. Halima à déjà 17 ans, elle n’est plus enfant, elle marche comme les femmes avec souliers pointus. Elle porte des robes larges à fente entre les cuisses. J’ai vu Halima porter la plus belle robe soirée au mariage d’un de mes voisins. Elle était ce soir la reine, la plus belle de toutes les filles, son sourire est calme, ces lèvres à faible touche de rouge à lèvres font danser les jeunes autour d’elle. J’ai vu aussi son père ce jour là, il est devenu plus vieux que moi, mais il se tient encore debout. Il m’a dit que Halima veut faire le cinéma. Je disais merde, qui la fait savoir ce monde de fou, c’est toi le malfaiteur, il m’a dit non. Elle a vu tous les films que nous avons fait ensemble, elle ne dort plus, elle veut que j’achète une caméra, la perche et la table de montage, peut tu m’aider à faire rêver ma fille. J’aime pas qu’elle rêve, j’aime qu’elle fait sa vie loin des livres, loin des principes, loin de la liberté, loin de la dignité, loin de moi, sa vie va se gâcher. Attention monsieur, elle doit faire comme son père, elle doit couper si vite, si non elle n’a plus d’avenir. Mon ami me dit, c’est toi qui parle comme ça ou quelqu’un d’autre, alors quoi, tu coupes toi aussi après voir faire nourrir Halima avec tes images, tes plans de coupe, tes scénarios ou quoi. Je veux qu’elle fasse le cinéma, qu’elle découvre ce monde, je veux que ma fille soit réalisatrice.Halima arrive, toute souriante, fragile, charmante, ses yeux sont devenus plus grands, j’ai vu la décision, j’ai vu un regard digne de respect. Je disais : Halima soit prudente avec tes choix, la vie n’est pas des roses, la vie n'est pas des images, la vie n'est pas un plateau de tournage, tu risque de passer toute ta vie à recherche d’un plan de coupe, tu risque ta vie à la recherche des beaux yeux comme les tiennes.Halima disait : maître, je suis prête. maître, je veux terminer le chemin de mon père qui a coupé si vite. Il t’a laissé seul à imaginer tes histoires, mon père n’a pas vécu, moi je veux l’être. J’aime caresser les caméras, les films, mes personnages, j’aime mon plateau, j’aime la fiction. Je veux faire les nécessaires et plus pour que mon film soit le plus simple possible et le plus touchant. J’ai déjà le sujet, l’idée a bien circulé dans ma tête et autre mes yeux. Je voudrais faire un film ni fiction ni documentaire, un film flottant entre la réalité et l’imaginaire, mes personnages sont là, la musique aussi. Je veux que tu sois mon Héros. Le film sera au nom de Barra Hakkeka. Je veux te filmer, je veux que tu me raconte tes histoires, tes voyages, tes femmes, tes amis, tes livres, tes sacrifices et tes aventures. J’aime te découvrir, je veux t’explorer, je veux te gagner, je veux t’ouvrir à tout le monde. Je disais laisses moi partir, mais tu peux commencer à tourner immédiatement. Il faisait 2h de matin, j’ai envie encore de rester seul, j’aime le silence, j’aime la nuit. J’aime mon lit. J’ai beaucoup de chose à écrire, mais les lignes me paraissent longues. Je ne sais pas quoi écrire, alors que j’ai envie de le faire, les mots ne veulent pas sortir de ma gorge. Je suis à la recherche de mon texte, je ne peux pas écrire le simple et beau comme les autres, je suis comme ça. J’aime écrire à ma façon, comme d’habitude hors sujet, et pourquoi? Ma vie était hors sujet, mes études étaient hors sujet, ce monde est hors sujet. J’ai une très bonne idée dans ma tête, j’aime bien écrire un scénario d’un film, je voudrais le nommer SENS INVERSE. Je continue à marcher, je pensais à ces images, alors que Halima tourne un autre monde, elle me cherche, alors que je suis toujours ailleurs. La rue de ‘saline’ commence à se vider de marchants ambulants, les saletés sont partout, les papiers, les pierres, les restes de fruits dominent la petite place. Un petit restaurant encore ouvert, celui qui est juste en face de la place de monnaies. Un homme à l’âge de 55 ans (c’est moi, mon image) à larges épaules, habillé en costume noir, sort du restos et se dirige à droite, il marche vers la rue de saline amenant à Bâb Elkhadra. Brusquement deux hommes, plus jeunes et plus rapides sortent entre les ruelles et se placent derrière Kacem, ils s’approchent très vite de lui, de l’arrière. Ils s’accolent à son dos …et disent : Continue tout droit, marche, ne retourne pas. Il répond en toute confiance, en disant mais Qui vous êtes? Nous sommes l’état, nous sommes la justice, ils parlaient comme s’ils étaient programmés à dire ses phrases, avec un ton si fort, et rythmé, ils continuent le questionnaire: Où est Ammar, il doit être avec toi aujourd’hui, je répondais mais Qui, Ammar, jamais vu. Je voyais Halima, me filmer. Elle se fatigue à chercher un plan en marchant. Elle court devant moi, mes yeux se ferment, j’ai l’habitude de marcher les yeux fermés, j’aime pas voir les faux regards, les mauvais yeux, les bouches bées et mes voisins. Ils disaient le pauvre vient de rentrer, totalement ivre comme d’habitude, ils jetaient les restes de leurs tables devant ma petite maison à chambre unique. Les filles disaient à leurs mères, pourquoi le vieux supporte nos ordures ? Pourquoi, il ne parle pas? De quoi parler? De vos ordures, de vos restes, de vos saletés, de vos livres quoi. Pardonnez-moi, mais j’ai rien à vous dire, quand vous avez déjà perdu vos références, alors que vous cherchez vous-mêmes chez vos voisins(immigration), vous êtes qui vous êtes? Halima continue à danser avec la caméra. Elle me demande de s’arrêter pour parler devant son appareil fixe sur les trépieds, j’ai vu ma tête en grand plan au centre du cadre. Elle voulait me faire un grand plan, peut-être qu’elle voulait lire mon visage, mes regards, lire mes idées à travers mes moustaches et ma barbe blanche. Halima, me dit : Vas-y parle, dis n’importe quoi, parles avec tes lèvres, parle, vas-y… je t’écoute. J’ai plus de force de parler debout. Je m’assois accroupi, je peux plus vous parler debout, j’ai pas le visage de faire ceci, devant le monde tout entier, vous m’avez fais de moi un karakouz. Pour vous parler, j’ai dois avoir l’autorisation de tous les ministères y compris l’autorisation de vos bêtes. Pour vous parler, il faut s’asseoir accroupi, ou totalement à plat ventre, avec un seul œil ouvert. Vous avez fait de moi impuissant de parler et même d’écrire, alors pourquoi vous demandez ceci de moi? J’ai ne plus rien à dire sauf pourquoi vous êtes encore de vie. J’ai vu comment Halima a coupé de tourner. Elle n’a pas voulu filmer ces mots, elle a voulu que je parle du réalisme social. Halima est assise encore devant moi, les mains sur les joues. La camera était arrêté. Ses armes aux yeux. Elle n’a pas pus me filmer. Elle n’a pas aimé le discours. Elle voulait écouter mes voyages, mes histoires d’amour. Alors que chez moi, tous passes par ma tête, et peut être sauf mon corps qui voyage, après avoir que j’ai déjà tous vécus à ma place. Mais, le plus beau, qu’après mon discours, j’ai senti comme si j’étais assis devant mes commissaires, mes yeux pleins du sommeil, alors qu’ils me questionnent pourquoi tu n’as rien à dire? Pourquoi tu connais pas l’histoire de tes relations avec la liberté, la dignité? Pourquoi tu voyages beaucoup? Pourquoi tu marches les yeux fermés? Pourquoi tu ne travailles plus? Pourquoi tu te rappelles de rien? J’ai leur demandais de me laisser dormir, j’ai plus de forces pour parler, pour répondre aux questions si bêtes. Ils m’ont injecté un médicament contre sommeil, j’ai senti comme si du courant électrique se propageait dans tout mon faible corps. Mes yeux s’ouvrent, j’ai senti l’énergie de l’enfance entre mes épaules, dans mes jambes, j’ai demandé alors un verre d’eau. Un verre d’eau glacé avec un petit morceau de lemon était immédiatement commandé par l’un de commissaire. Je disais alors, monsieur, d’où voulez-vous que je commence? L’un m’ordonne de commencer par mon dernier voyage. Je disais, si Halima était à coté de moi, elle doit se préparer pour chercher ses plans de coupes. Mais quand même je voyais la fille bouger sur le plateau, vérifier ses artistes, maquiller ses figurants, chuchoter dans les oreilles d’ingénieur du son, j’ai vu comme si elle embrasse la perche. Elle disait : attention, silence je tourne. J’entre au plateau, ma valise, à la main droite, je faisais la queue comme tous les passagers. Je tenais entre mes dents mon passeport, comme un chien. En voyage, je ne parle pas beaucoup. En voyage j’écoute les histoires des autres, En voyage j’endosse l’expérience. Me voilà alors assis dans ma place sur l’aile droite de cet appareil volante, le moteur en marche, bientôt on décolle. Je n’ai pas encore parlé, j’attends ce moment, j’aime le décollage et j’aime les pigeons. L’avion est à 5000 mètres d’altitude (je suis pas Taliban). Nous avons déjà 30 min de voyage, mon voisin ouvre sa veste et me montre ses papiers. Il me regarde froidement dans les yeux. Il place sa main sur ma cuisse, comme s’il me tranquillisait en disant, cher monsieur, je fais partie de ta liberté, de ta dignité, je serais ton accompagnant dans votre mission de recherche de soi même. Je suis le commissaire qui s’occupe de toi depuis votre naissance. Je serais toujours présent aux réunions, aux dîners, aux soirées, et même entre tes dossiers, ma mission est de tenir pour toi ta plume, alors j’aime que tu te force à être tranquille. Halima, n’a pas aimé la présence sur son plateau de ce commissaire de crotte, elle arrête le tournage, elle s’adressant alors à lui en disant : Écoute bien n’approche plus de mes artistes, laisse les libres de s’exprimer, j’ai besoin de leurs vrais visages, de leurs vrais vie, de leurs vrais sourires, de leurs vrais émotions, ici on fait pas du cinéma, ici on tourne, ici on fabrique des rêves pour tes enfants, écoute moi bien : Ta présence m’énerve, me gêne, me fait perdre la tête, je peux plus travailler, alors quitte moi. Elle demande encore une autre fois aux assistants de tout refaire. J’assois à ma place encore une autre fois, je ferme les yeux, je continue mon voyage. Je voulais changer ma place, mais c’est impossible, mon voisin s’endort et la rêve de liberté me tient, je ne suis plus suivi, je suis libre, je peux rêver pour quelques minutes. J’ai senti comme si je suis l’agent du bord, le plus libre dans cet espace volant. Je marche entre les rangs du salon pour faire servir les voyageurs. Me voilà assis accroupi à une dame de 40 ans, la Dame est trop belle, elle a envie de fumer, je disais alors puis-je allumer pour vous? avec sourire elle me disait : bonne présentation, mais avec plaisir, elle fait sortir une cigarette, l’introduisant entre ses lèvres Fragiles, la faisant tourner puis elle l’a sucée comme un bonbon. J’allume mon briquet et doucement ma main se déplace vers ses lèvres, vers le bout de cigarette restant à l’extérieur, le filtre a totalement disparu dans la salive, j’approche ma main tranquillement, mes yeux fixes entre ses seins, elle a déjà fait éteindre le briquet, en soufflant, son parfum me place en parfait déséquilibre pour tomber entre ses jambes, c’est là où je voulais continuer mon voyage. Deux jambes en marbres me tiennent pour que ma tête tombe sur ses cuisses. Là j’ai fermé mes yeux, ses mains me caressaient comme si j’étais son bébé. L’éclairage est trop forte, la lumière me fait mal aux yeux j’ai demandé d’arrêter le tournage. Halima, se met à pleurer, comme si elle disait : Je veux encore tourner, la scène est la mienne, je me sens là dedans, elle se met à genoux et peut-être, elle a senti la jalousie de la femme aux jambes en marbre. Halima n’a jamais voyagé, elle ne savait pas que la femme est aussi un commissaire. Elle se met debout pour dire aux techniciens que le tournage est fini. Elle pleurait comme une gamine, son film est mal conçu, ses artistes sont mal choisis. Les deux commissaires en face de moi n’ont rien compris, ni le début, ni la fin, ni madame le commissaire d’où vient-elle. Il n’on pas compris qu’un artiste est assis devant eux. Ils demandaient que je dois tout répéter tout en illuminant les détails. Je disais : je ne peux pas tout recompter sans dire le moindre détail, sans s’arrêter à toutes les stations de mon voyage, je vous parle de ma vie, de ma femme, de mon cœur, de mes forets, de mes jardins et même de mon lit. Ils m’on fait une autre injection contre sommeil, cette fois ci, eux aussi ils sont fatigués, ils ne peuvent plus suivre l’histoire de mon voyage, Ils me demandent de nommer les gens, ceux qui m'ont invité, je disais: Mais oui, laissez moi vous dire comment j’ai terminé mon voyage. Halima n’a plus de force de tourner, n’a plus les forces de réorganiser son décor, ni de chercher ses plans de coupes, la voilà assise à coté de moi pour écouter mon procès. Mon procès ne doit pas être filmé, mais plutôt gravé sur les murs de nos villes et nos villages, un film n’est que quelques plans de l’histoire, la camera ne peut pas capter mes pensés, mes idées et mes rêves, Halima voudrait tourner la liberté. Halima veut tourner la dignité, c’est bien beau sa volonté, mais comment le faire aujourd’hui. Le voilà a mon coté pour m’écouter devant mes commissaires. Je ferme mes yeux, mes lèvres commencent la dicté, le commissaire rédacteur n’arrive pas à me suivre, je lui demande d’écrire et décrire mes lèvres, mes yeux, ma poitrine, mes mains, et surtout les yeux d’Halima, comment ils réagissent aux mots, aux idées, je voudrais avoir un témoin digne d’y vivre, alors me voilà je me dévoile : Né depuis l’éternité, entre les arbres fruitiers, sur les montagnes, aux champs de blé. Entre les agriculteurs et les ouvriers, aux lèvres des enfants et sur les toits de mon pays. Moi je suis la liberté elle-même, je suis la dignité aussi, j’ai lu tout ceci dans les livres de mon grand-père. J’ai écouté tous ceci dans les histoires de ma mère, aux nuits d’hivers, aux champs des oliviers. J’ai appris la liberté sur les branches d’arbres, avec les oiseaux en pleine forêt. La dignité était ma première leçon de la vie sur cette plage. J’ai vu la dignité sur les vagues de la mer se déplacer, pour s’aplatir à mes pieds. J’ai vu la dignité chez les pierres de notre maison. Ces pierres ne sont jamais tombées à cause des pluies, d’orages et du vent. Elles sont toujours là, à leurs places comme mon grand-père les a placées, il y a plus de cent ans. Vous monsieur, vous faites procès pour la dignité et la liberté, dites-moi donc que voulez-vous de moi, je suis né libre et digne, je suis comme ça. Je suis contre la loi? Est-ce que la loi m’interdise d’être digne? Pourquoi vous voulez que tout le monde soit à vos ordres? Pourquoi voulez-vous faire de moi un homme sans espoir, sans rêves? Est-que vous n’avez rien à faire sauf s’occuper de moi? S’occuper de mes écritures? Pourquoi, je dois tous vous dire? Je ne suis pas venu ici pour demander votre subvention, je ne filme plus, mais écrire, je ne peux pas m’arrêter. Laissez-moi partir, j’ai envie de dormir, Halima, n’a plus de force pour vous écouter. Les deux commissaires dormaient, ils n’ont plus de forces même pour me donner mes papier, je suis sure qu’ils ont mal de leurs mission impossible. Médiocre procès, minables commissaires, mauvaise écriture. Halima, n’a rien compris, ses yeux sont pleins de sommeil, elle n’a pas cru ses yeux comment elle sera bientôt suivie, invité, mal traité par des commissaires d’état, qui veulent tout savoir même les plans de coupes. Je disais à Halima, tu peux inviter ses gens là pour filmer, tourner le cinéma qui leur convient. Moi non, je peux pas écrire pour eux, je peux pas lire pour eux, je peux pas filmer pour eux. Toi Halima, tu dois choisir entre les deux camps, si tu veux filmer alors vas dans leur camp, si tu veux mourir sans monter, sans plaisir d’habiller ton film, sans nourrir ton bébé, prends ta place à coté de moi. Ne me filmes plus, tu risque ta vie, tes rêves, ta raison de vivre. Écoutes moi Halima, chez nous l’être humain n’est pas considéré comme citoyen, il est plutôt un animal domestique et parfois sauvage. Chez nous ma petite, l’être humain est tué. Alors tu peux changer tes sujets de tes films vers les animaux, vers les forêts, vers les dunes de sable. Ne cherche plus à comprendre, pourquoi ceci, pourquoi cela. Avec leurs télévisions, leur cinéma, leurs films et leurs journaux ont fait perdre ce peuple ses points de références nobles, comme ça ce peuple ne sais plus quoi faire, quoi choisir. Chez nous, l’être humain nécessite toute une procédure de renaissance. Halima marche a coté de moi, sans parler, sans faire des commentaires, je savais qu’elle pense si loin de moi, je savais qu’elle m’écoute pas, Halima a décidé de s’écouter. Je me suis arrêté de marcher. Je ne peux plus, alors qu’Halima continuait à marcher en avant. En face d’elle m’apparaît un nouveau sujet, un nouveau homme, une nouvelle histoire. Elle n’a même pas retourné pour dire à bientôt. Je veux qu’elle marche, je vais qu’elle continue, je ne suis plus son héros, je ne suis plus son personnage préféré. J’ai fermé mes yeux donc, ma dernière image était ces longs cheveux avec qui le vent jouait, les basculait à gauche et à droite. J’ai imaginé alors le prochain héros d’Halima. Il faisait froid à Tunis ville, Halima à déjà quitté la petite ville de Sud, pour s’installer définitivement à la capitale, je voyais comment elle traversait le grand avenue, pour entrer à l’hôtel Africa. Je savais pas pourquoi, mais je suis absolument sure qu’elle cherchait le héros…..qu’elle cherchait à parler avec son héros, qu’elle suivait son sujet. Halima était et reste avec une extrême patience dans sa recherche. La réception de l’hôtel est tout en vitre, je voyais la réalisatrice assise en face d’un jeune homme à son âge. Halima a déjà 25 ans. Totalement libre de l’autorité parentale, je ne crois même pas que son père pouvait dicter quoique ce soit. La fille avait une telle confiance en soi-même que je ne peux plus vous le décrire. C’est vue de la façon comment elle marchait doucement, c’est vue de la façon comment elle s’assoyait en face d’un homme, la confiance dont je vous parle dépasse mon imagination. Dos parfaitement droit, poitrine parfaitement gonflée, cou dressé, lèvres presque immobiles quand elle parlait. Sa jupe en plis, blanc, parfaitement propre, parfaitement dressé que vous ne pouvez plus le distinguer d’un miroir en rais. Le héros est assis devant cette magnifique créature la bouche bée. J’ai vu comment il tremblait, comment il cherchait l’allumette dans tous ses poches, un sueur épouvantable qui coule partout, sur sa poitrine, sur son dos. Ses yeux jouant partout dans la salle, il cherchait à fixer ses idées. Il ne se trouve pas nulle part, à sa place je quitte ma place. Je laisse ce monstre me chercher partout. Il se tient encore et encore, Halima n’est ici pour le-séduire je crois. Le voilà qu’il bouge ses lèvres en disant j’ai ne rien compris de qui tu parles mademoiselle, je suis pas héros, je suis un simple gars qui cherche à travailler au gouvernement, je veux la tranquillité, le silence, je cherche rien moi sauf tes yeux si tu m’accepte. En versant de l’eau dans le verre d’Halima il fait tomber le sien. Le héros d’Halima est totalement en désaccord. Il sait même pas servir une femme, Halima savait les trucs des tables, des restaurants et des grands dames. Je vois bien qu’Halima ait déjà décidé que ce monsieur ne peut pas être son héros. Elle se met debout, juste devant ses yeux, on lui donnant dans la main une papier mouchoir. Le jeune se tranquillise juste à la sortie de la plus belle-fille de Tunis. A vrais dire ce monsieur n’est pas être Héros, Le héros comment vous le savez déjà, doit être acceptable physiquement, je voyais pas des grands yeux, des vrais regards, je voyais pas une large poitrine, ni un grand visage, le caméra doit détecter les mouvement des lèvres, des sourcils et pourquoi s’il faut le battement de son cœur, ce monsieur à l’air poli, mais il n’admet pas une large poitrine là ou Halima peut s’atterrir. A sa place je ne prendrais jamais ce type pour Héros. Je ne crois plus dans l’existence de ce héros là à Tunis ville. Je disais même que Halima n’a plus le goût de balayer la ville chaque jour à la recherche de quelqu’un qui peut jouer le rôle d’un grand homme de politique. Le héros d’Halima doit changer le monde pour vous. Il doit mener deux révolutions successives. Une révolution culturelle, ainsi qu’une révolution économique. Je commence à douter dans toutes les démarches de cette jeune fille. J’ai posé le question à moi même 1000 fois, pourquoi ne pas choisir une femme comme héros. Une femme aussi peut faire l’affaire, ainsi elle peut mener deux révolutions, il suffit de modifier le texte du scénario. Halima a beaucoup cherché mais elle n’a pas remarqué qu’uniquement elle-même peut nous conduire là où il faut avec une seule révolution. Ici j'ai demandé, mais pourquoi le scénariste veut deux révolutions, en même temps. Nous on peut pas supporter deux révolutions en même temps, je crois que ce monsieur va trop vite. Nous n’avons pas pu supporter une politique, alors comment y faire avec deux chocs. Ah le voilà avec un autre Héros, ils traversent l’avenue pour entrer au café Tunis Club. Cette fois ci je prendrais une place juste à leurs coté, je veux voir ce monsieur de prés. Le serveur se penche vers elle, alors que le nouveau héros bouge ses fesses sur sa chaise en fer. Il tient le dos totalement droit en croisant ses jambes sortantes de dessous de la table, le monsieur ne peut pas se tenir en face d’Halima. Je vois que ce monsieur est très impoli, de plus il se croit trop confiant en lui même. Halima commence le sujet avec une large sourire, en faisant attirer ses sourcils en hauts et bougeant ses épaules en arrière. Halima lui demande : Tu es bien dans ta peau toi? Tu es à l'aise? L’héros répond : Oui, je suis parfaitement tranquille. Halima lui demande : Mais tourne-toi pour être en face de mes yeux je veux voir les tiens, tes regards, je veux lire sur tes lèvres les mots. Concentre-toi avec moi, je veux te connaître, tu seras peut être mon Héros dans mon film.Non, Non je suis toujours avec vous mlle, je m’excuse de ne pas assieds correctement, j’ai peur de tes yeux si brillantes, s’il te plait ne me fixe pas comme ça, tu peut demander tous ce que tu veux, mais je veux te dire une chose, je suis ton Héros. Halima, lui répond : Un héros timide c’est pas ehmmmmmmmmmmm, mais continus parles, je veux t’écouter …parles, oui j’aime écouter tes histoires, tes aventures. Il se met débout (1.85m), un homme plein de 200 livres ou plus, il tourne la chaise avec une telle rapidité et une telle vigilance, sans aucun bruit, comme si rien ne s’est passé, il croise ses bras sur la table, le dos de la chaise est dans son ventre. Il dit : Moi je suis artiste de naissance, mais je n’ai pas eu ma chance, je savais pas qu’il y a un monde si vaste et si puissant, c’est ma copine qui m’a parlé du cinéma…, Halima lui demande comment est-elle? Est-elle belle? Il ferme ses yeux et dit : absolument belle, absolument charmante, absolument gentille, je disais, elle fait tourner la terre, c’est elle qui fait danser tous les jeunes de l’école. J’aime cette fille plus que le cinéma. Halima dis : Si je te demande de me faire le Chameau immédiatement ici, juste au café, fait ceci pour elle. Il se met débout en plein café, il applaudit deux, fois, que tous le monde se retourne pour lui, Il commence a faire tendre son cou, tellement loin de ses épaules en mâchant ses mâchoires à gauche et à droite, que tous le monde se met débout, ainsi il écarte ses jambes et se penche en avent et commence à reculer en arriére..a vrai dire je voyais un chameau, pas un être Humain. Halima prend quelques notes, elle se met débout comme tout le monde et commence à applaudir. Je disais le voilà, le vrais héros. Halima n'est pas encore satisfaite, elle lui demande de faire le Coq. Il inspire trop fortement et demande une blouse du garçon, on voyait alors une blouse rouge qui se jette du fond du salon pour qu’il l’attrape comme ci il jouait au Volet-Ball. Il met la blouse se penche, croise ses bras en arrière du dos, rassemble ses lèvres pour former le Bec du Cop et commence a sauter dans la salle en criant Coooooooooooq Coooooooq Coqq Coqqqq Coooooqqqqqqqqq, tous le monde s’assoit devant cette créature d’Halima. Halima n’a pas bougé, n’a rien dis, le chef du rang arrive au centre du salon et dit : Il te reste encore un test à passer, Halima les bras croisés : Quoi donc. Le chef du rang dit : je veux qu’il danse en demandant avec sa main droite à son garçon de faire fonctionner la musique. Une chanson de Kazem essaher : Ye sakina Hayinna….L’héros commence à danser, je croyais que c’est une femme, et avec une geste rapide invite Halima, la belle est au centre du Café pour danser avec son Héros, tout le monde autour commencent à applaudir la danse et chantant la chanson d’amour….c’étais beau vraiment ..nous avons des Héros, reste uniquement à les découvrir. J’ai vu alors Halima sortait du café, en basculant sa tête à gauche et à droite, elle est fière d’elle-même. Je crois qu’elle à besoin un peu de repos après ce fameux casting. Notre héros est encore debout au centre du salon, il balaye avec ses grands yeux tous les coins du café, mais ses regards ont perdu la gazelle, qui la fait naître en lui- même une grande estime. Il sort du café en courant à la recherche de la réalisatrice. Elle n’a pas laissé ni son adresse, ni son téléphone. Le monsieur s’arrête en plein rue, comme ci il est devenu fou. Les voitures s’arrêtent pour klaxonner derrière lui. Il frotte ses mains, puis ils les ouvrent largement pour crier : je suis L’héros, je suis l’Héros…j’ai trouvé moi-même, je trouvé moi même…..Merci Isis….merci Halima…. Une réalisatrice folle peut-elle changer ce monde? Ce centre ville en studio de casting. J’ai quitté le café comme si ne j’avais rien vu. La rue est pleine du monde. Les couleurs sont très agréables, il y a le rouge, le jaune et peu de blanc. J’ai constaté qu’il y a beaucoup de gens portaient le noir. Les jeunes sont trop nombreux, les filles sont tellement belles. Ils marchaient tranquillement comme si le temps n’existait pas pour eux, les jeunes garçons draguent les jeunes filles avec des mots inconnus pour moi, les jeunes ont eu leur propre langage. J’ai compris que je suis ainsi dépassé par les évènements. Ils parlent déjà une autre langue, ils marchent autrement, ils aiment autrement, j’ai plus de place entre eux. Ce monde là est totalement désorienté. Je continue à marcher vers la gare du Nord, évidemment sans but prédéfini à l’avance.Je ne prendrais pas le train de 18h, la vie est aussi belle à Tunis ville. À la gare et juste à la grande place des voyageurs, j’ai vu Halima.Je disais, il faut ne pas s’approcher d’elle, elle est en train de chercher, mais non, de chasser un visage, un personnage, soit un héros. Halima est à la pêche. Moi je serais pour elle l’apprenti d’excellence.Des gens, des femmes qui entrent, qui sortent, des garçons des filles, des enfants comme ci c’est la fête. Halima est trop chanceuse d’avoir tous ces visages devant elle. Ces yeux, ces regards présentent pour elle le plus vaste champs de recherche. Cette forêt d’hommes et de femmes ne me dis rien, tous simplement je vois rien sauf leurs masques. Y-a t-il parmi tous ces gens là quelqu’un qui peut jouer un rôle : un homme à la gabarie de Gandhi. Je ne crois pas, mais nous avons entre nos yeux une grande réalisatrice. Le voilà qui s’infiltre entre les hommes pour faire sortir, arracher un homme de sa femme, il a 40 ans ou presque. Ils marchaient vers le petit jardin en face de la gare. Sa femme s’arrête de marcher, elle croise ses bras sur la première marche des escaliers de la gare. Je vois bien qu’elle n’a pas accepté la situation, elle est même jalouse, mais je vois aussi qu’elle est impuissante devant ce monstre. Halima a le droit d’arracher les hommes de leurs femmes et les femmes de leurs maris. L’art, le cinéma ne fait pas de compromis. Halima et ce monsieur, que je vois engagé politiquement s’assoient tranquillement sur un banc en bois. Laissez moi vous dire, pourquoi j’ai compris que ce monsieur est politiquement engagé. Ce monsieur porte un costume vert foncé, en plus il est barbiche. A vrais dire il porte les contradictions sociales et politiques en même temps, je vois qu’il va tout mélanger dans la tête d’Halima. Me voilà alors pour vous imaginer l’histoire de second héros d’Halima. Vous pouvez donc allumer une cigarette, j’aime que vous disposer un peu du temps pour ne pas avoir mal à la tête. Moi j’ai déjà allumé. Ce monsieur à barbiche semi-blanc né au Sud dans les années soixante, il a la peau au couleur du blé( c’est moi encore une autre fois). Sa femme qui est entré dans la sienne est totalement nouvelle dans sa vie, c’est pourquoi, qu’il n’a pas hésité d’aller avec Halima pour la moindre invitation. Ce monsieur était marié ...(A suivre)
Kacem