كنت الى حدود يوم السبت السادس من ديسمبر 2008 أحد مغفلي تونس المنطبق عليهم قول الشاعر: فكان ما كان مما لست أذكره // فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر , ظننت خيرا واستمتت في الدفاع عن امكانية وقدرة بن علي على قراءة التاريخ وتهيئة بلدنا لمستقبل أفضل وكنت أرى كل الهم التونسي والعفن السياسي والغير سياسي مصدره أجنحة معينة داخل السلطة ولابد من اعطاء مؤسسة الرئاسة مكانتها وفرصتها لتنظيف وترتيب البيت التونسي بما يتماشى وروح العصر وسكة وأسس الديمقراطية بما يساعد تونس على مواجهة التحديات بسواعد وخبرات كل ابنائها ,كنت كثيرا ما انتقد من ينقد أو يوجه اصبع الاتهام لشخص الرئيس وأتقاسم مع بسيس الاحساس والدفاع عن أبونا وتاج رأسنا بن علي ولنا انتقاد الجميع "إلا هو" الواحد الصمد الصامد . اليوم عرانا جميعا وكشف عن غبائنا فشكرا له واعتذر للد المرزوقي فقد تأكد عمق وصدق نظرته وفهمه ومعرفته بطبيعة نظام بن علي وقد ضحك وبكى علينا كثيرا واليوم وصلت رسالة بل علي عليلة نتنة عفنة لا يمكن لأي تونسي له شيء من الكرامة الا التقيء عليه وعليها والتفكير العملي الجاد في اعطاء الرد المناسب وانقاذ ما يمكن انقاذه فقد آمنت اليوم بما كتب الد المرزوقي : إلى كل القوى الفاعلة التي تسند هذا المتطرف المتشنج الذي يرفض كل حوار وكل إصلاح وكل مصالحة : آن الأوان لإزالته ، أصبح خطر عليكم وهاتوا لنا من نستطيع الحوار معه حول نقلة سلمية للديمقراطية . ولأن ما علمنا التاريخ أن الاستبداد مثل العبودية والاستعمار هو للاجتثاث لا للإصلاح فهلموا للمقاومة ...في كل ميدان ...بكل الأساليب المدنية...من الآن ...إلى أن نتحرر من هذا الرجل المصيبة ونمنع تجدّد أساليبه الخسيسة في التحكّم والتسلّط. يسر هذا الرئيس الكارثة على صنع وتفريخ الارهاب بارهاب شعبه والحقد على شرفاء وعلماء بلده والتنكيل بالقضاة والمحامين والسياسيين والحقوقين والتغول وأكل حتى المقربين منه فلم يسلم أحدا حتى طفل يلعب وأقول لمن يظن ويحسب أنه الحصان الرابح ولو لخمسة سنوات أني وغيري كثير سنقف مع الشعب التونسي وكل القوى الوطنية لكشف الحقائق المستندة الى قرائن لا يطالها شك في ادانة ومحاكمة بن علي وهو واجب أخلاقي وقانوني ووطني . آمنت اليوم بكل شيئ وكفرت بشريعة وتاريخ وجغرافية بن علي فقد سمعت وشاهدت تصريح الد الصادق شورو فبكيت لعالم مثله ولأني لست نهضويا تمنيت تطعيم قصرنا وكوخنا ومدرستنا وجامعتنا بهكذا رجال والاستفادة من الأخطاء واعادة تأسيس بناء وطني سليم يحصن بلدنا ضد التطرف و ضد الفساد السياسي والاقتصادي وحاولت كثيرا مع رجال وطنيين داخل السلطة وخارجها ضمان عودة الد الصادق شورو الى بيته وتقاسم فرحة العيد مع أبنائه وأسرته بعد 18 سنة سجنا ولكن أقولها صراحة بن علي شخصيا ووحده يتحمل الحماقات فقد بكيت عليه اليوم وعلى جهله ولن يزيد ظلمه وعماه الا وحدة القوى الوطنية التونسية بما يعجل بنهاية عهده فالترحل غير مأسوف عليك .
مناضل دستوري