عشية رجوع محفوف بكل المخاطر إلى تونس ،
الدكتور منصف المرزوقي يضع على موقعه آخر طبعة لكتاب "الرحلة" باريس 20 أكتوبر 2006
تحية أخوية ونضالية وكل سنة وأنتم بخير
تحفظ ذاكرة المثقفين الصرخة الشهيرة لوزير دعاية النظام النازي Goebbels : "لا أسمع كلمة ثقافة إلا وأشهرت مسدسي". لا غرابة في الأمر والثقافة منذ الأزل القلعة الحصينة التي يلتجئ إليها الفكر الحرّ في أوقات العسر.. والتي ينطلق منها لإعادة تشكيل المجتمع الحرّ في أوات اليسر . لهذا شكّل ضربها ،أو ترويضها ، هدفا استراتيجيا لكل دكتاتورية . فالاستبداد لا يحقق مراميه إلا بالأمن الثقافي الذي يضمن له التحكم في الأفكار والقلوب، بموازاة مع الأمن البوليسي الذي يضمن له استكانة الأجساد. ولمثل هذه السياسة ثمن، هو مضمونا، التصحر الفكري والفني ، وأسلوبا تفشي القبح والبذاءة والرداءة.
يكفي أن يقرأ المرء الجرائد التي يتحكم فيها نظام العصابات المسلط على تونس ، أو ما يسمح ببثه في الوسائل السمعية البصرية ، ليقيس مدى الانحطاط الحضاري الذي أوصلتنا إليه الدكتاتورية في أقل من عشرين سنة ...و الظاهرة للأسف عربية وليس فقط تونسية . ومن ثمة استبطنت منذ بداية التسعينات، أن الحرب ضد هذه الآفة والعاهة ، لا يمرّ فقط بالدعوة لقيم العروبة والإسلام والمشرّع العالمي، أو بالعمل المتواصل على بناء الجمهورية والنظام الديمقراطي، وإنما بالمساهمة في الإنتاج الثقافي بما هو جزء لا يتجزّأ من المقاومة. من هذا المنظار، اعتبرت دوما كتبي الفكرية والأدبية البعيدة عن المجال السياسي مثل "الرحلة" من قلب النضال السياسي ،خاصة وأن لهذا الكتاب قصة طويلة مرتبطة أوثق الارتباط بهذا النضال . فقد أصبحت بعد خروجي من السجن سنة 1994 معزولا في بيتي تحت المراقبة اللصيقة للشرطة ، ومعزولا عن العمل الطبي بعد حلّ قسمي، ومحاصرا في الكلية ( التي عزلوني منها نهائيا سنة 2000 ) ، وممنوعا من السفر ومن الهاتف . هكذا أمكنني، من باب مكره أخاك لا بطل، التفرغ للتفكير داخل ما كنت أسميه السجن على نفقة السجين. لم تكن لديّ أدنى رغبة في مواصلة الكتابة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان . أما برنامج متابعة الكتابة الطبية بالعربية فقد توقف بحكم منعي من العمل الميداني الذي كنت أجرب فيه أفكاري واستقي منه نظرياتي . أضف إلى هذا الإحباط الشديد الذي أصابني بعد أن أعدم الدكتاتور سنة 1991 الألف نسخة التي طبعتها مؤسسة البحث العلمي من " المدخل إلى الطب المندمج ". وهذا كتاب في ألف صفحة استغرق عشر سنوات من العمل المضني وتحصل على جائزة المؤتمر الطبي العربي سنة 1989 تسلمتها من الرئيس الجزائري آنذاك الشاذلي بن جديد. ربما كان هذا الحادث بداية تأجج رفض عميق لنظام ورجل ينتقم لنفسه بتدمير كتاب علمي كان بداية مشروع إنشاء سلسلة من الكتب الطبية بلغة الضاد ، وكنت وزعت مواضيعها على مساعدي وبدأ العمل فيها في بداية التسعينات. لكن إرادة الدكتاتور الذي يتحكم لليوم في رقابنا شاءت العكس وأجهضت المشروع الضخم. قلت لم لا أجرب الكتابة الأدبية ،التي لم أغامر يوما بدخولها، لمجرد الترويح عن النفس والتفريج عن الكرب الشديد الذي كنت أعاني منه نتيجة وضع الوطن ووضعي الشخصي .
أذكر اكتشافي متعة الكتابة الأدبية لأنها تعفي من ضوابط الكتابة العلمية الصارمة ومن عصبية الكتابة النضالية . أذكر دهشتي وأنا أكتشف مخزونا هائلا من المشاعر والأفكار والصور تراكم على مدى نصف قرن و كانت الذاكرة تفيض به وبأمس الحاجة لشيء من تنظيمه ، كما هو الحال تماما عندما تتراكم الكتب والمجلات في مكتبك وتأتيك يوما رغبة تنظيمها على الرفوف. والحق يقال أن تدبيج " الرحلة" شكّل مغامرة فكرية ، بالمعنى الأصلي للكلمة ،لأنه كان توغلا دون رؤية واضحة في مناطق مجهولة داخل ذاتي وبلا أدنى علم أو تقدير حقيقي للصعوبات التي تنتظرني. كان الطموح عند انطلاق العمل صيف 1995 كتابة سيرة ذاتية ، والنموذج " الأيام" لطه حسين الذي قرأته عددا لا أحصيه من المرات. لكن العمل تحوّل تدريجيا من الإشكالية الخاصة إلى الإشكالية العامة، أي من تفحص تجربتي الشخصية، بما هي تجربة شخصية، إلى تفحصها كما يفعل عالم الأعضاء عندما يدرس بدقة جسما بشريا واحدا لاكتشاف النموذج العام الذي بنيت عليه كل الأجساد. ربما كان سبب هذا التحول تشبعي بالمنهجية العلمية التي كنت أدرّسها في الكلية وعمق تأثيرها في تناولي للأشياء ، حيث لا قيمة للشيء إلا في كونه الدليل على ظاهرة عامة تتجاوزه والمؤشر على عمل قوانين سرمدية تحركه واكتشافها هو الأهم . هكذا تبلور شيئا فشيئا هذا النص الذي لن يكون من السهل تصنيفه. هو كتاب قد يقبل به الأدب أو الفلسفة أو حتى العلوم الإنسانية ... وقد يطرد من كل هذه الميادين باعتباره جنسا هجينا لا ينتمي لأي حقل معرفي محترم ومعترف به .
إلا أن الكتابة لم تتطور في برج عاجي، ولو كان محروسا من طرف سيارات الشرطة الرابضة ليلا نهارا أمام بيتي. فالنضال السياسي لم يتوقف من خروجي منذ السجن صيف 1994 إلى خروجي من تونس شتاء 2001 . هكذا تعددت في هذه الفترة الإيقافات والمحاكمات، خاصة بعد تأسيس المجلس الوطني للحريات سنة 1998، والمؤتمر من أجل الجمهورية سنة 2001.أضف إلى هذا التهديد المتواصل بالقتل ،مثل المرة التي وضع فيها مجهولون غرابا مذبوحا على مقدمة سيارتي،أو تنفيذهم للتهديد عندما خربوا سنة 1999 محرك سيارتي لتشتعل فيه النار وأنا على الطريق إلى قريتي دوز. هذا ما أعطى للكتابة صبغة استعجالية كأنها لا تتحمّل لحظة واحدة من التأخير لقرب نفاذ الزمن. كنت أغتنم كل الفرص لتهريب نصوص شبه جاهزة مثل "الاستقلال الثاني" و"الخراب والتأسيس" ليؤمن توأمي هيثم مناع في باريس ظهورها للنور. وفي مثل هذا الجوّ المشحون بالأخطار والمصاعب هرّبت الصيغة الأولى للرحلة عشية أزمة خانقة بين المجلس الوطني للحريات والنظام سنة 1999 انتهت باختطافي من الشارع من قبل البوليس السياسي وإطلاق سراحي بعد يومين من الاحتجاز في حفرة نتنة في أقبية وزارة القمع والتعذيب. وقد غامرت دار الأهلي في دمشق مشكورة بنشر هذه الصيغة المختصرة في جزء واحد هو الذي كتبته بين 1995و1997 لكنني لم ألبث، وقد فك الطوق حولي نسبيا، من العودة إلى الكتابة وقد أصبحت مفتونا بضخامة العمل وآفاقه الشاسعة وتحدياته المخيفة ،وكانت الكتابة تتواصل أحيانا إلى الفجر... ولا معين سوى القهوة وموسيقى باخ وشوبرت . هكذا توسعت المخطوطة الأولى بين 1997 و2001 إلى خمسة كتب ( الإحرام ، العالم ، الذات ، الآدميون ، الآدمية ) تمّ تهريبها لهيثم عشية الحكم عليّ صيف 2001 بسنة سجن مع وقف التنفيذ، و نشرتها الأهالي كاملة في 2003. وفي أواخر سنة 2001 ، اضطر الدكتاتور تحت ضغط الرأي العام الوطني والدولي للسماح لي بالخروج إلى المنفى. آنذاك أعدت قراءة المخطوطات المنشورة ، فلم ترضني في شيء، إذ تضافرت الكتابة السريعة مع انعدام مراجعة جدية للأخطاء ، لتصدر النصوص بكيفية بدت لي مراجعتها ضرورية. أضف إلى هذا أنني رجل من طبعه ملاحقة مخطوطاته بالتنقيح حتى والمطبعة على وشك الانتهاء من العمل .
ثم هناك النضج والتغيّر الذي يتواصل من يوم لأخر فما بالك من سنة لأخرى . لذلك قررت وأنا أعيش لأول مرّة منذ سنوات في جوّ من الأمان النسبي إعادة مراجعة النص بصفة جذرية وكتابة الجزء السادس( الرؤيا) والشروع في الجزء السابع( الدليل) معتقدا بنوع من السذاجة أنني في مأمن من بوليس الدكتاتور واضطهاده المتواصل منذ قرابة العشرين سنة . وكأنني مصاحب بلعنة متواصلة حيث ها أنا مجددا في نفس الوضع الذي عشته دوما ، أي ها أنا مضطر لوضع الكتاب على الموقع قبل اكمال الجزء السابع والأخير. فقد أعلنت عن عودتي لأرض الوطن يوم 21 أكتوبر لكي لا تبقى دعوتي للمقاومة شعارا أجوفا يطلقه من المنفى شخص جالس على الربوة . وما أن علمت السلطة بقراري حتى بادرت ببعث استدعاء للمثول أمام قاضي التحقيق بتهمة التحريض على ....العنف وإحالتي حسب قانون محاربة الإرهاب والتهمة تكلّف من عشرة إلى عشرين سنة سجن. وبالطبع قررت التمسك بقراري ورفض مرة أخرى التهديد والترويع والإخافة( وهي من التقنيات المحببة بل الوحيدة التي يستعملها الدكتاتور في حل المشاكل السياسية لمجتمع متحضر) والقبول بكل التضحيات من أجل كرامة التونسيين وحرياتهم . ما من شك لدي أنه سيأتي يوم تنهار فيه هذه الدكتاتورية الحقيرة وأنها ستبقى مضغة مقززة في الأفواه وأن كتبي ستعود إلى المكتبات العمومية التي انتزعت منها في منتصف التسعينات، وأنها ستعرض بكل حرية على رفوف المكاتب التجارية دون أن يخشى أصاحبها هجوم البوليس السياسي وتصحيح جبائي . المشكلة الحقيقية أن أم زياد تنبأت لي بعد قراءة المخطوطة أن مثل هذا الكتاب، حتى ولو نشر ووضع على الرفوف، مؤهل لفشل مؤدب ،وان قرّاءه سيحسبون على الأصابع . للأسف أعتقد أنها على حق . فنحن نعيش اليوم في تونس والوطن العربي عصر الصدمة بالصورة، والتجهيل بالصورة و الركون إلى الجاهز والمعلب وسريع الاستهلاك في كل الميادين . حكى لي الأخ حسين العودات الناشر والمناضل السوري أن الإنسان العربي، حسب إحصائيات الناشرين، يقرأ أقل من القارئ الأفريقي ، أنه يخصص عشرين دقيقة سنويا للقراءة، أننا ننتج ونحن 300 مليون نسمة من الكتب أقل ما تنتج اليونان ، أن أحسن كتاب فكري يطبع منه 3000 نسخة ولا تباع كلها. إنها حقا أرقام مرعبة تبعث على الفزع . من أين لنا إنكار أننا أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب رغم أن أول أمر صدر لها هو اقرأ وأن اسم كتابها المقدس هو القرآن. لكن قناعتي أنها مرحلة عابرة، فلا الأمية، ولا التجهيل ،ولا الصدمة بالصورة، ولا التصحر الثقافي الذي يسهر على دوامه من يكرهون الكتاب والكّتاب، قدر الأمة إلى الأبد .
وعلى كل حال ثمة جنس غير قابل للانقراض : القرّاء المهووسون بالكتاب أيا كان العصر والنظام وكثافة المسلسلات في التلفزيون. وفي الانتظار لا خيار لكل الكتّاب التونسيين و العرب غير مواصلة الكتابة حتى ولو بدا الأمر عملا عبثيا. فلو توقفنا جميعا من فرط الإحباط واليأس لازداد الوضع سوءا و لأصبحنا أمة عاقرة بكل معاني الكلمة . لا خيار لنا إذن غير بذر البذور ولو في الصحراء، والترويح عن الكرب بالتشبث بفكرة أننا نكتب للأجيال المقبلة التي نأمل ألا تكون على حال الأجيال التي شكلها استبداد مجرم قتل في هذه الأمة كل ما هو حي وجميل ومبدع وخلاق. وبانتظار تحقيق أمل قد يتحقق ،وقد يذهب هو الآخر أدراج الرياح ، لا خيار لي لكسر حاجز الرقابة وإيصال النص إلى أكبر عدد ممكن من بقايا هذا الجنس غير القابل للانقراض، سوى وضعه في الفضاء الافتراضي عشية رجوع محفوف بكل الأخطار، بنفسية من يرمي إلى البحر برسالة داخل زجاجة. السؤال هل ستصادف " الرحلة" قرّاء يكتشفون فيها سعيهم في الدنيا ولو باختلافات جزئية مع القصة التي تروي ؟ هل ستحدث معجزة التلاقي بين ذاتين تؤرقهما نفس المشاكل وتتبادلان من وراء ستار الغيب إشارات الطمأنة. إنها بعض من سيل الأسئلة التي تلاحق كل كاتب غامر بالكتابة . لكن محكوم عليها أن تبقى مثل كثير من أسئلتنا دون جواب. وفي حالة ضياع الزجاجة في البحر، فلا ندم على الجهد الذي تكلفته ،لأن جهد المهام التي نطرحها على أنفسنا أهمّ أحيانا من لذة كل تحقيق لها ...وإن وصلت قارئا واحدا ابتلي مثلي بنعمة القراءة، ووجد نفسه في عمل طمح ليكون في التفاصيل سيرة ذات وفي الجوهر وسيرة كل ذات ، فإن متعة تحقيق الهدف ستضاف لمتعة الجهد الذي بذل فيه . الأهم من كل هذا أنني سأشعر بأنني دفعت بعض النزر من الفيض الذي أدين به لكل الأحياء والأموات الذين فتحوا بالحرف والكلمة أمامي آفاق الفكر والحياة . فإليهم ، هم من كنتم أدلتي في كل مراحل الطريق ، أهدي هذا العمل عربون احترام شديد وامتنان عميق وإليكم أنتم أصدقائي وقرائي أهدي هذا العمل على أمل أن تجدوا فيه ولو فكرة واحدة تعينكم على صعوبات الطريق. ***
قالوا في الرحلة إنه حقّا لغرور كبير أن يزعم زاعم أنه سيختزل قصة البشرية في قصته الذاتية الصغيرة التي تبدو كذرة رمل في صحارى الوجود اللامتناهية وإنه لتحدّ عظيم يرفعه المرء على نفسه عندما يطمح لشيء شبيه بتفريغ ماء البحر بملعقة صغيرة... لكن المرزوقي يرفع التحدّي ويتجاسر على كتابة قصة الإنسان في ''عالم بكر في كل آونة ولحظة مهما تقادم عمره''، فهل يفلح الرجل في قبض الريح وحدّ اللامحدود؟ وهل يقول كتابه ''الرحلة'' المضاف إلى ملايين الكتب شيئا جديدا للقارئ؟ إن جواب هذا السؤال رهين المستقبل وما ستتمخّض عنه قراءة قرّاء ''الرحلة'' وأرجو أن يكونوا كثيرين وإن رفع المرزوقي لهذا التحدّي في حد ذاته وكتابته لهذا النصّ القويّ ستحسب لكاتبه. نزيهة رجيبة (أم زياد) كاتبة من تونس منهجية "الرحلة" يطغى عليها الطابع التجريبي ربما لأن الكاتب قبل كل شيء طبيب. فهو يستعرض أفكاره منطلقاً من التجربة والملاحظة الذاتية ـ سواء حملت طابعاً ذاتياً شخصياً أو اجتماعياً كلياً ـ إلى النظرية، من الجزء إلى الكل ومن الملموس إلى المجرد، بحيث لا يمكن أن يستعصي فهمها إلا على الذي لا يريد أن يفهم. وقد كشفت "الرحلة" عن قدرات بيداغوجية هائلة عند الكاتب، لكنها ليست سوى إحدى المزايا الكثيرة التي تمتلئ بها رحلته. فشهادة الدكتور المرزوقي على الحياة والتجربة الآدمية للكائن الذي يقيم في أجسادنا منذ "الإحرام والوصول" تتوقد بالإنسانية والسماحة وشساعة الأفق والمشاعر الإنسانية النبيلة والحكمة والعمق الثقافي والنضج الفكري ورقة الروح والجمال، فضلاً عن أنها على مدى أكثر من 800 صفحة لا تترك القارئ وحيداً مع الكاتب بل تعرض عليه رفاق "رحلة" من خيرة وأبرز ما أنجبه التراث الثقافي البشري. فوزي سعد الله ( كاتب من الجزائر) من يقرأ هذا العمل الأدبي الفكري الكبير، من الممكن أن يتقاطع معه في كثير من مفاصله ، ولكنه بالتأكيد لن يجد نفسه بعيدا كل البعد عن حاراته وأزقته، عن فلسفته وفكره، عن معاناته وآهاته، فالنص يمتلك رؤية جديدة ومتجددة للعالم وقادرة ومتمكنة بقوة الصدق والمصداقية على الغوص في النفس البشرية بما هي ذات وحق وإنسان في رحلة نعرف بدايتها ولكننا أبدا لا نملك نهايتها حتى ولو قرأنا رواية عبد الرحمان منيف النهايات أحمد مظهر سعدو( كاتب من سوريا )"الرحلة" - مذكرات آدميل
Doc. Marzouki Moncef