16‏/09‏/2008

لمــــــاذا ألبس قناع

لماذا أيها الثائر الغاضب ترتدي قناع؟

قناع ! لا أبدا، بل لا أوجيد لبس الأقنعة حتى !!!أما، أن كان هذا الأسم ( قاسم) يمثل لك قناعا فهاذا من حق كل قارئ أن يعرف من وراء هذه الشخصية ! في الحقيقة لا فرق بينهما ،بل قاسم يجسد الكاتب أكثر من الحقيقة ! كيف كان ذلك ! سيدتي الكريمة ! قاسم هذا ، أكتشف يوما ما بلاده ، أكتشفتها عبر Tunezine فكان لي أول نــــص، أمضيته بقاسم، و كما سبق و ذكرت ! هذه الشخصية كنت كتبتها في أحد نصوصي التي لم تنشر بعد ، أعجبت بها ، فتقمصّتها كليا ! حين كتب أول نص لي ، لم أنم !!!! شيئ فشيئا بدأت أصارع الخوف....أصارع الرّقابة الذاتية....و بمرور الوقت إنتصرت ! لا يهمنى اليوم من أنا !!!!! و أصبح قاسم ، هذا التونسي البسيط اللذي يمثل الشّريحة التونسية !!!! نعم تعمدت كتابة الأبطال حتى يشعر المواطن البسيط أنه في قلب الحلبة !!! تعمدت كتابة plans de la foule حتى أصف أكثر الشعب التونسي ! عندنا في السنما التونسية لا يوجد بطل ، لم تكتب السنما التونسية أبطالا ، إلا قليلا قليلا ، فذاكرة الشعب التونسي لا تحتوي على أبطال : كتبت إذا : الدكتور منصف المرزوكي في فلم : le congrès de la république ثـــم ، كتبت صديقي زهير اليحياوي في Katizoka ثم صديقي قاضي القظاة مختار اليحياوي في قميص عثمان ، ثم بعض المناظلين في le quatrième pantalon ...و توالت الكتابة حتى أكتب كل من قال كلمة صدق و كلمة حق !!!! و كتبت كذالك أغلب الشخصيات المناضلة في TiTanic ثم في يوم من الأيام كتبت هجرة الحكيم التي كانت سببا في عديد المشاكل !!! المهم سيدتي الكريمة !!! قاسم ليس كما تتصورين بل أصبح للأخريــــــن ....بطــــمان ! لا أبدا


أم هي حزن وشجن لاقترابك من عدوك وعدم استطاعتك النيل منه فيكون حلك النهائي والسريع نسج أغوار القصص والمسرحيات الخيالية أنت وحدك بطلها؟

نعم أنا حزين جدا ! لا عدو لـــي أبدا ! و لم أكتب القتل و الجريمة أبدا ! و لا أريد النيل من أحد أبدا ! أما الخيال سيدي الكريمة فأنه التنبئ بمجيئ المستقبل ! سيدتي الكريمة لقد قتل الخيال في ديارنا ، قتلت أحلام الطفولة في منازلنا ! أليس من واجبي أن أكتب الخيال من جديد حتى لا يموت الأمــــــــل ! سيديتي الكريمة ! قصّة صعود الأنسان للقمر كانت خيالا في أفلام المخرج البلجيكي ...أليست حقيقة اليوم ...إذا الخيال ، سيدتي الكريمة كما الماء كما العشب ، كما كل شيئ للشعوب !!! الشعب اللذي يفتقد هذا الشيئ لن يدرك نفسه ....


أم أنك حكمت على نفسك بالعذاب كمن سجنوه في غرفة دائرية وأمروه بالجلوس في احدى زواياها؟

لم أدخل السجن يوما ، و لم تكن لي تجربة لا مع البوليس السياسي و لا مع القضاة ! و لكن حاولت أن أكتب بعض المساجين السياسين داخل الزنزانات و لكني لم إستطع ! و كنت قرأت عديد النصوص في هذا الموضوع و كانت تجربة الرّبيع الأسود : كتابة الأسلامين صعبة للغاية و أصبحت أخافها منذ تجربتي مع هجرة الحكيم !!!! أخافها ، أن لا أقول الحقيقة ! أخافها من أن أضلم أصحابهـــــا ! ربما لست الرّجل المناسب لآكتب في شيئ لا أعرفه !! و لكن أرى أن على الشعب التونسي أن يكتب سجونه و زنازينه هزائمه و إنتصارته حتى يتخلص من عقده للأبد ....إنتصرت الشعوب عندما كتبت تاريخها ، كان أبيضا أو أسودا ....كيف لا أتعذب ! لعذاب المساجين ! كيف لا أتعذب و أطفال بلادي دون عيد ! دون حلوى ! دون أب ...و ما الكتابة إلا تعبير على عذاب عميق ...قد يمزقني أحيانا فلا أعقل ما أكتب


وأثار حفيظتي أكثر لغة الهمز واللمز التي اتخذتها حوارا لسيناريوهات كتاباتك مع العلم أن الأبطال لا يعيبهم سوى جرأتهم وشجاعتهم وقولهم للباطل كلمة لا.

لغة الهمز و الّلمز ، تعني Symbolisme بصراحة ، ربما دوروس إيزانشتاين ، كانت في الميعاد ...إستاذ الواقعية الكبير ...اللذي جعل من الأواني تتكلّم ...قرات كل دروس هذا المخرج منذ عدة سنوات !


أليس الناس في هذا الكون قسمان: حاكم ومحكوم؟ فهل رأينا من خرج عن هذه القاعدة فما كان حاكما ولا محكوما؟

الناس في هذا الكون حاكم و محكوم ! لكن بالعدل ، خارج العدل أصبح الحاكم ظالم و المحكوم مظلوم ، لذلك كانت الثورة، و لا حل دونها حتى يستتب العدل ، إذا يصبح الحاكم خادم المحكوم !


وإن كان الأمر كذلك فأي الأمرين أحب اليك أن تكون حاكما أم محكوما، فان اخترت الأولى كنت محكوما بأنفة السلطة ورغباتها وواجباتها وإن اخترت الثانية كنت كما أنت مرغما على الطاعة والامثتال؟وإني لمنتظرة جوابك على أن يكون صادقا خاليا من عبارات الهمز واللمز مباشرا كما عهدنا في أبطال المسرحيات وليس مغامرات "باطمان"

لذلك أ سست جمهورية قاسم !!! أنا الحاكم و أنا المحكوم في نفس الوقت !!! بودي أن كل إنسان على وجه هذه البسيطة أن يؤسس جمهوريته الخاصة به حتى يصبح في الأن نفسه سيد القصر و خادمه: إذا سيدتي الكريمة : la question est alors une question de moral.

قاسم قاسم

ليست هناك تعليقات: