بسم الله الرحمن الرحيم
في 20 نوفمبر سنة 2008
سيّدي الرئيس،
قلت لسيادتكم في سابق الأيام من الكلام ما يتطابق في الجوهر و المعنى من الآتي أدناه تحت عنوان: " تحذير للإستفاقة قبل نزول أمر الله و غضبه"
و قد نشرته علي صفحات موقع " تونس نيوز"الإخباري يوم 20 أكتوبر سنة 2005. كما حذرت الدكتور الصحبي العمري، قبل أن يُفتعَل به و يسقط بين أحضان الصهيونيّة المحليّة أثناء إتصاله بي عبر الهاتف يوم 9 ماي من سنة 2006 على الساعة العاشرة صباحا، بأن المدعو حمادي الفرجاوي من رجال الجنرال السرياطي. و إن هناك عملية تُحَضَر في المدى المتوسط للإطاحة بحكم بن عليّ من طرف السرياطي و مجموعته. بالإضافة إلى إتصالي بالدكتور الصحبي من أمريكا يوم السادس أو السابع من شهر جويلية من نفس السنة لإعلامه ببعض الأسماء من المجتمع المدني في الداخل و الخارج المتعاملة سرّا مع السرياطي و المشجعة لما يخطط له. الآن أكرر، بكل ما في الصدق و الإحترام و المحبّة من معاني سامية، هذا الكلام بشكل مختلف من حيث التركيبة و المدلول بالإضافة إلى بعض الجُمل عسى أن أدرك المأمول بعون الله. و أذكركم ببعض قواعد أحد فروع الإستراتيجيا الأمنية في ميدان الذود عن الوطن و السهر على تماسك المنظومة الأمنيّة و في الأساس حسن علاقتها بالسواد الأعظم من الناس
الصنف الأول:
{" لا تُعيّن من لا تستطيع إقالته " -الرئيس ترومان-}
{" لا تُعيّن من لا تستطيع إبقائه " - بيل دونوفان-}
{" لا تجازف في تعيين من أذللته أو من كان مخبرا ضمن دائرة أو خارجها "- نظام الملك-}
الصنف الثاني:
{" لا تُؤمّن من لا أصل له "- العظيم صان تسو- }
{" لا يُؤمّن الجائع بالوراثة أو بالأصل و الفرع على مصائر الناس مهما كانت إمكانياته الفكريّة و العلميّة " - السير فرانسيس ولشنقهام }
الصنف الثالث:
{" الحريّة المطلقة مفسدة مطلقة للنفسيّة العامة في المجتمع و للآلية للأمن القومي"- العظيم بيار لاكوست- }
{" عدم إجازة مكوث قيادي ضمن المنظومة العملياتيّة الأمنيّة أكثر من7 سنوات إلاّ بعد إجراء فحوصات نفسيّة "-السير فرانسيس ولشنقهام }
سيّدي الرئيس،
بقدر ما برّرتم أمام أهل السعاية و المصانعة السيد محمد جغام و الجنرال الدكتور محمد قدّيش في الأيام الخوالي تجاوزات مادية و معنوية لآل الطرابلسي و تسليطهم الأذى على البلاد و العباد، بأنه يكفيهم ما مشوا حفايا طيلة سنوات و عليهم أن يتمتعوا بطيب العيش و نظارة مقام أعيان وأشراف البلاد في القيمة و الثروة. فانكم تبررون الآن (خديعة النفس بالأمر الواقع) بكل قوّة أمام أكثر من جهة وطنيّة و أجنبيّة بارز تجاوزات الضائل الجنرال السرياطي كما بررت في سابق الأيام حزمة تجاوزات كل من السادة الشاذلي الحامي و محمد علي القنزوعي و فرج قدورة و منصف بن قبيلة و السفاح محمد الناصر حلاس وكذلك السيّد عبد الله حمودة. مما أدى إلى زرع عدم الثقة والكراهية تجاهكم و نسلكم في نفوس عدد لا يستهان به من عناصر و إطارات المجتمع الأمني في الخاصة و جل الشعب التونسي الكريم في العامة.
يا ليتكم تمسكتم بترقيّ آل الطرابلسي و بعض الأصهار في سلم الوجاهة و الكمال المادي، و في هذا أخف الضررين على الوطن و المواطن بحكم ان آل الطرابيسي قد وصلوا إلى أحد قمّم الثراء و لا مزيد من الخوف على تونس منهم. و أحجمتم على إطلاق يد هؤلاء شبه البشر ليدمروكم في المقام الأول قبل أن يفسدوا الحرث و النسل و يُبدعوا في تدمير النفسيّة الوطنيّة ليجعلوا من السواد الأعظم من الشعب كالعهن المنفوش على المستوى المعنوي المَنَوِي و المادي. جعل هذا الكائن الحيّ المدعو عليّ السرياطي و بعض الرهط من أركان المجتمع الأمني و العسكري في تونس منذ أوائل التسعينيات يركز على التعذيب بوحشيّة بالغة و تجويع كل من يقع تحت أيدي مختلف فرق الإدارة العامة للمصالح المختصة. و بالتالي يرسخ مبدأ قوم المغول و التتار بعدم إحترام مَجْمَع العسس والخدم (الأمن و الحاشية) للنفس البشرية و الجسد الآدمي .كما بثّ في المجتمعات الثلاثة ( المدني و الأمني و العسكري) بأن كل ما يتّصل بتعذيب و إغتصاب المواطن و إذلاله و تصفيته هو في الأصل تنفيذا لأوامر صريحة من رئاسة الجمهوريّة. ويتعلل بأنكم يا سيادة الرئيس عندما كنتم في أروقة وزارة الدفاع وقع فقدان محفظة جيب احد الضباط فأنزلتم حاجب المكتب أين وقع إختفاء المحفظة ( رقيب أول) إلى مكان معيّن في وزارة الدفاع (لا يجوز وصفه) تّم حقنه في الوريد بمحلول هلوسة خاص بأي عمل إستنطاق نازي حتى يُعرف مكان محفظة جيب الضابط ، الذي تفطن في الأثناء انه قد ترك المحفظة في جيب سترته الذي إستبدلها قبل خروجه من بيته صباحا.إذا، لا يتعدي مقامك عند هذا الضائل و مفسد المجتمع الأمني و العسكري في الوطن على قلم حبر جاف متوسط المظهر و ردئ الكتابة. يُستهلك في كتابة مسودات وعند بداية تقطع خطه يرمى به في سلّة المهملات أو من نافذة سيارة أو من أية وسيلة نقل عموميّة دون معرفة مكان سقوطه. بل يعتبركم ولاعة بخسة الثمن يستعملها في البحث عن شمعة عندما تقطع فجأة الكهرباء عن البيت أو للإضاءة عندما تتعطل إنارة سلّم العمارة و يُلقى بها أينما كان عندما تشتد حرارتها و يتعذر بقاء مسكها أو يصل إلى مبتغاه في صعود السلم.هنا، أذكركم إذا أثقلت مباهج الحكم نفسيتكم و حولتكم نحو مسار الشخصنة المرضيّة و أثّرت عليكم الكتلة بإلتهام مساحة الأرض و الفكر للوطن و أبنائه، أن الشعب التونسي برمته و بدون إستثناء متسامح بالفطرة و مؤمن إيمانا كاملا بأن" سعادة لحظات تنسي آلام سنين" مهما أثخنت رموز القهر و الإذلال و المكائد المقننة من المجتمع الأمني في نفوس و أجساد السواد الأعظم من الشعب التونسي الجراح و القراح.
لا تنفعكم و نسلكم قط القصور المشيدة و لا ثروات طائلة مهما كان مصدرها و حجّة شرعيتها و شرعنة إكتسابها. و لا نفوذ آل الطرابلسي و مختلف مراكز القوة من العسس و الخدم . بل جعلت منكم كل هذه الأمور مجتمعة العدو الأول و الأوحد و الأكبر للشعب التونسي، الذي لا يبحث إلا عن الكرامة و عزّة النفس و قليل من القوت كل حسب مستواه يسد رمقه و أسرته بشرف فوق أرض وطنه كي لا تترسخ عنده مقولة أن الإهانة في الوطن غربة و الكرامة في ارض الغربة زينة الأوطان !!.فخامة الرئيس، خذ نصيحة ممن حماك في الماضي على حساب شبابه وجسده و أسرته و صحة والدته، الذي أكل من فضلاته البشريةّ قسرا بأمر من كل من السادة أحمد بنور و عبد الحميد السخيري على أن يورطك. كما قََبِلَ إهانة و تهديد حاكم التحقيق الرابع و عميد حكام التحقيق و بعدها مدير السجن المدني بتونس المدعو محمود بنواس بإيعاز من المدير العام لإدارة السجون على ان يجعل منكم مادة مقايضة ضد من اصطفاهم الوطن لخدمته من الحكومة الثانيّة للجمهورية الأولى . و بعدها ذاق الأمرين من طرف من اغتصب فكركم و لوّث نفسيتكم و لعب بسمعتكم منذ بداية مباشرتكم الحكم قبل أن يُشرع في إغتصاب شرف و كرامة الوطن و المواطن.
الذي يزيد الآن في الطين بلّة و يفتّت صفائح دمّ السواد الأعظم من الشعب ما هو شديد التداول و الوضوح لدى المجتمع بأكمله و بعض المجتمعات المجاورة، أنكم أصبحتم كالأسد الذي تقدم به العمر و إرتخت عضلاته و أصبح عندما يريد الزئير لإثبات وجوده تنطلق بالموازية كل ما لديه من غازات. و أن الجنرال عليّ السرياطي علاوة على سيطرته على بشر و حجر و شجر القصر الرئاسي تمت السيطرة الكليّة على المجتمع الأمني التونسي برمته منذ زمن. و هو بصدد تنفيذ مخططاته بعد نجاحكم في إنتخابات 2009 للإستيلاء الفعلي على الحكم و إغتصاب ما تبقى من ثروة الوطن و الكرامة الموطن.
لقد فات و ولىّ عصر محمد عليّ القنزوعي و الهادي بلحسين و على السرياطي و كل من تتلمذ على أيديهم و شرب من دلو نفسياتهم المريضة بالرفث المعنوي و المادي و المتشبثة بالتنكر للذات و عبادة الشخصنة!!!.إن لم تسمعون النصح و تدركون الحقيقة سوف تدور عليكم الدوائر و لن تجدوا نصيرا لا من آل الطرابلسي و لا ممن جعلتهم أسياد المجتمع الأمني و العسكري بدون وجه حق و لا سلطان العلم و المعرفة و خبايا السيكولوجية الأمنيّة. فالرجاء محاولة إتمام ما تبقي لك من أيام عصيبة للنفس و الجسد في إنقاذ شرف الدمّ والساعد و جزء من ثروة البلاد في المقام الأول و سمعة الأشراف من أبناء الوطن في المقام الثاني، و ذلك برجوعكم إلى الجادة و الإحتماء بالشعب التونسي و معاملة نُخبه بالصدق و العفاف حتى تتمكنوا من محاولة إتمام ما تبقى لكم من أيام على ظهر الأرض في إحترام و ربما راحة بال قبل فضاعة إنتزاع الروح من الجسد ؟ .
اعذرني على هذه الصراحة أو الوقاحة أيها الرئيس. وتذكروا قول نابليون بونابرت: [ لا شيء تفعلونه لإنقاض الوطن من الجراثيم الحيوانية و البشريّة خارج عن الأطر القانون. و مصلحة الأمة فوق القانون]
الشـــاذليّ العيّــــادي