03‏/08‏/2008

ما ينفع فيها كان الضحك ...زهير اليحياوي


الفصل الأول : محل حلاقة ممنوع على الأيتام

عم حمادي الحجام، شلاغمو معنقرين يركز عليهم البرني ولحيتو مسلوتة كي كعبة faïence سبانيولية، نازل على واحد يفركلو في راسو تقول سرقلو الصياغة متاع مرتو وإلا يغسل في زاورة militaire لقاها مطيّشة في الزبلة... وكل وين يزوي الفرّادي خونا يضحكلو ويقولو : "Massage باهيلك للcirculation sanguine ينحي الstress".أربعة كليونات أخرين يستناو في الtournée متاعهم وغاطسين للشوشة في الجرائد متاع قبل التحول تقولش عليهم كانوا محرومين مالمطالعة في Guantanamo... يقوم واحد منهم ويدور لجارو من غير مفتحات ولا حتى amuse-gueule ويسخطو بسوهال يوزن طرناتة : "آش نوّه رأيك في المرشحين للرئاسة؟" يطيّش الراجل الجريدة اللي في يدو تقول مسّو عفريت وإلا poteau ضو في دوار هيشر ويدور للنّسناس ويقلّو : "متاع شنوّه تسأل فيّا ياسي الشّباب، لعبنا البيس مع بعضنا قبل ؟"...الجماعة الكل تقعد ساكتة ومبقرة في بعضها تقولش عليهم اللي يتحرك الأول يخسر...عمك حمادي راسو يدور 190 في الساعة :"زعمة يطلعشي خونا رئيس لجنة الحي وترصيلي في الحبس قالكشي قتلك إجتماع بدون رخصة والقيام بأنشطة مناهضة لجمهورية الغد وما نعرفشي شنوة آخر... لا... لا... يظهرلي اللي سهل بوليس يحب يعرف أحنا معاهم وإلا مع الأخرين... والأخرين الزوز شبيهم ساكتين يطلعوش صبابة متاع شعبة؟..." وفي الوقت اللي عمك حمادي يحرق في réserves المادة الشخمة متاعو يقوم واحد من الساكتين ويقول : "إن شعبنا بلغ درجة من الوعي..." ومن غير ما يخليه يكمّل يلقفو عمك حمادي عالطاير كي القوبنطيني عام 80 : "زايد معاك، شعبنا بلغ هذيكة اللي قلت عليها و انّجمو نحكيو في كل شيء، آش كان عليه كان عطينا كليمة وخذينا كليمة مع بعضنا" ينقز الثالث من بلاصتو تقول بايت يحلم بفرصة كيف هاذي وطاحت عليه مالسماء : "والله قلت الحق ياعم آش سماك ربي، علاه لحمنا بالشوك أحنا وما نضحّيوش، ما عندناش الحق نحكيو في الشأن العام؟" يزيد الرابع يشعل النار :"فرصة لا تعاد يا مادام سعاد".

الفصل الثاني : حانوت حجامة مسكّر كاينّو عمرو ما حلّ في حياتو !
عمك حمادي بعث الصانع متاعو يجيب في قهوة وقالو ما ترجع كان ما يطيح عليك الليل وزاد ردّ الباب بالبلج وسكّر الشبابك و الpersiennes والbouche d’aération و جبد العود متاعو وشعل شيشة مجوركة ولم بيه الجماعة... كي تشوفهم محلّقين في الظلام تقول ربّي يستر من 11 سبتمبر أخرى وبرّه... يقوم صاحبنا الي لاعبها متغشّش قبيليكة وحلّ فازعة في الجماعة :- "أمالا قتلي آش نوّه رأيك في المرشحين للرئاسة، مشات معاك سميهملي واحد وتوه نعطيك رأيي فيهم، توه اللّعبة أمام جمهورنا وإنّجمو نفرهدوا على قلوبنا"- "بره نبداو برئيس العصابة الزين بن علي" عمك حمادي زاهيتلو في النوار ويدندن عالعود :"الزين هذا لواش ؟... الزين هذا لواش ؟...".- "وراس أمي نوارة عيني ياكلّ وين نشوف الزّين في التلفزة نتفقد الceinture de sécurité متاعي من غير ما نشعر، ما نعرفش علاش يذكرني ببوليسية الcirculation والخطايا والشنقال" وتترشق الجماعة بالضحك تقول جاهم سراح شرطي في الجمعة الأولى متاع الرّبطيّة.- "والله قلت الحق كان جات الدنيا دنيا راهو شاد الrond-point متاع الجلاز يتلهمق في قطّة معدنوس وإلا خمسة آلاف فرنك"- "برّه آش علينا فيه، اللي يلقيك زنبيلو عبّيلو كيما يقولو موش غلطتو غلطة التوانسة اللي بالعين السكينة بدمها"- "أيا إقلب علينا الصحن وأخطانا من تخربيش الكرامة، آش نوه رأيكم في البوشيحة توه؟"- "يامرحوم الوالدين ما تقليش حمّه قعدات مرشح للرئاسة؟ خسارتو الساعة صاحب محنة ويلوّح مليح... يا حسرة على أيامات الMalaga وعلى العظم المرمّل"- "والله و من غير محقرانية محمد بوشيحة كيف نشوفو نخاف لا يتقصّ الماء الصالح للشراب على الوطن القبلي جملة، ياخي ما يحشمش على روحو وإلا شنوه، داخل لسوق البصاصين بلاش برنقة؟ آش يفهم فيها السياسة هو ؟"- "آه... الدنيا سعود موش تعرية زنود، بره مشينا طقطوقة ياعم آش سماك ربي"- "علاه تتكيف سيادتك؟"- "ياولدي طقطوقة !!! حويجة مالعتيق، موشّح، مألوف... نانسي عجرم وإلا كارول سماحة بوان كوم"- "تي ماهو فهّمني... كلّمني... السح الدح امبو ادّي الواد لبوه..."- "ونترزّا في عويناتي الزّوز لا عمري ضحكت كي اليوم، يقطعهملكم وين مخييينوا الخنّار هذا الكل، اللي يشوفكم من بعيد وما يعرفكمش يقول تخدموا في مصلحة الوفيّات متاع بلدية تونس"- "بره انشالله في راسك، نخدم في الmorgue متاع Charles Nicolle أنا... وما شربش الشاي أشرب أزوزة أنا".- "بجاه والديكم يزيو مالضّمار راهي أجنابي باش تتكلاطا مالضحك، نرجعوا لموضوعنا خير، منير الباجي حليلتو آش عندكم فيه ما تقولو؟"- "والله نحبو السخطة عندو رصيد نضالي يفتّق... يقتل... وآه آه يا محسونة"- "إكبس روحك ويزي مالتمعجين لا نجي نعملك حاجة خايبة، يعطيك بقلة على لونك" الجماعة شطرها في القاعة مالضحك وزوز شادين الصف قدام الtoilettes باش يبولو على أرواحهم...- "ليبيرالي لين ماخلاش الوحيّد وراس سيديعلي، الله يرحمو، كان يسيبوه يعمل آش يحب ما يلبسcostume rose bonbon ويحط أغاني Freddy Mercury قبل القرآن في التلفزة"- "أيا بره نتعداو للحلواني دالي..."الجماعة شايخة لين ما فماش وإذا بالباب يطير من بلاصتو وهات يا طلايع يا Ninjas و Tigres noirsو فرقة تعاطي المخدرات وعينك ما تشوف إلا النور...

الفصل الثالث : سجن الهوارب يا بو قلب!
- "الله يهديك ياعم آش يقول فمي، هاو صب بينا الصانع متاعك ورصاتلنا في قلبو، زايد ياولدي هالتوانسة ما فيهمش آمان، الخباثة راضعينها مع الGuigoze"- "براس الوالدة أخطاني إنتوما جاتك خفافي عويم إستهلاك وتروّحوا لدياركم، آما آنا هاهم لبّسوني مسك وإستعمال وحيازة... وترويج مادة مخدرة و باش ترصيلي هنا سبعة سنين، وهاك الفرخ الصانع متاعي وراس أمي مانكلم عليه ولد أختي في الأردن يحرش فيه أبو مصعب الزرقاوي يقددوا كي علوش العيد"...
ettounsi de TUNeZINE
15-09-2004

الأنسة هـــــند الهاروني 4

الولد الصّغير من يد ليــــد ! و البكاء و العياط ! و الصياح ! ما هو إمثل المشروع الأسلامي ! خايفين عليه من الهواء ...يستبردشي الولد و يغمى عليه ! و إترصي للخوانجية من سبطار لسبطار و من طبيب لطبيب و الدّواء في تونس غالي و بهاكي الحسبة ...و في الواقع الشيئ هاذا صار الكلـــــــو ! و لكن إعادة كتابتو بالطريقة القاسمية إتسهل الفهم لشكون مازال حال فمو في الأنتاج الخوانجي لمشروع مازال في المهد صبيــــــــــا و فاقد حتى للشرعية في نفس الوقت ! كانت ما كانت الشرعية هذه و لو كان الحاكم نفسو موش شرعي ! ما هي إلا ورقة تثبت هوية المشروع : إشكون بوه و إشكون أمــــــــو ...السنماء ، عندها لغة خاصة ! تكتب للجميع ! واحد يفهم السياسية و الأخر يفهم الخرافة متع قاسم و الأخر إتبع في القصة ! هكذا إنجمو ...إنخلو المتفرّج إخمم في الصّور و ما نلعبوش بالمخ متاعو و ما نحقروهش ! حاولت برشة ناس باش تكتب الرّبيع الأسود و لكن فشلت لأنها ما نجمتش تلقى الطريقة الجهنمية للوصول للمشاهد !

الولد كثر البكاء متاعو ! و كثرت الدموع ! و حتى الماكلة ما عاش ياكل ...الحاج والد العريس ! فد من شـــــــــدان الولد ! و حطـــو على زاورة ...وين ! حطو موش بعيد على الشيخ الهادي بريك في الصالة ...الشيخ مكلّف بمهمة ...البحث على مــــــــــــــــرا للعريس ! الدوسيات متع البلدية الكل قدامـــــــــــــو ...صفر و خصر و زرق ...راشق أركابو في الجراية و قاعد يفرز في الأســــــــــــــامي متع النساء بالواحدة بالواحدة ....كيفاش إتحبو الواحد إلوج على مرا في جمهورية الشابع من نوفمبر...يمشي إبزنس و إلي في ا للأعراس ! البحث العلمي هو الوحيد الكافل للمهمة الصّعبة هذه ! ثمة أربعة إساتذة مــتع رياضيات مع الشيخ ..يحسبو باش إطلعو العروسة !

الولد إعيط يـــاسر و بدى الشيخ الهادي بريك إفد من المشروع الأسلامي ! إقولش كليمة ! يلقى الجماعة في حلـــــــــقو ! حتى من المــــــــرا لازمو يلقاها على مواصفات جمهورية قاسم ! لازم إطلعهــــــــــــــــا ! تطليع ...1.80 الساق ...شعر إمهبهب إتقول مطر خريف ! رقبة جمارة ! ساق مـــــــــرمر ...و الحزام حرير ...الخد تفاح ...و الشفـــــة مفتاح !

وصلتشي المواصفات هذه ! لخالد شيخـــــــــــــات ولد خالت الهاشمي الحامدي ! عجبتو المــرا و نهار و ما طولو شاد الشباك متع الصالة يجّسس على الجماعة إشوفو في تطبيق كراس الشروط الي ضابطهـــــــــــــا قاسم ! شلق بيهم المخرج ! الي هوما يتجسسو على العروسة ...نادى سي عبد الحميد العداسي و طلب منو ...في الحال ...إنقص في طول الحبــــــل الي مربوطين فيه المساجين السياسين !

سي عبد الحميد ...يجبد في الحبل ...و سي الهاشمي الحامدي شاد في الشباك ما هوش حاب إسيب ...إحب يعرف إشكون المـــــــــــرا ؟ طلّع الشيخ المرايات متاعو ...و شافهم ...يسترقون السمع ! شد مغرفة ...صغيرة و على صبيعات الهاشمي الحامدي ظربات صغيرات ...الشيخ ما هو نيخة حتى الظرب ما يعرفش يظرب ....قاسم من فوق السطح ...ربط ساقيه في الحبل و نزل مع الحيط كي الحنش ...راسو اللّوطة و سقيه في السماء ...و بمطرقة على راس الهاشمي و شيخات ...ظربة ..ظربة شعرة لا أنجن الــــــــــــــــــــراجل ....يلقو إرواحهم في حجر سي عبد الحميد العداسي ....أي كل واحد نقصلــــــــــو 2 ميترو في الحبل ..ما عاش يوصلو الشباك متع بيت الصالة ...بعد عليهم ...و بإدو اليمين ....قاللهم : تستاهلــــــــــو أكثر ...على خاطر يعطيكم ميترو إتحبــــــــــتو عشرة ...كثرة المشاكل على سي عبد الحميد ...و زيـــــــــد العرف إعس عليه من فوق ...و الولد إعيط من تحت ....فكّر ثم دبــــــــــــــر ....و قال نمشي نشري ســـــــكاتة ! مصاصة للمشروع الأسلامي حتى يسكت و خلينــــــــــــــا نخدمو ها العرس على قاعدة !

في خـــــــروجو من الجنان ...إتقابل هو و هــــــــــــــند ! أخت العريس ! جات العين في العين !

· إشكون الي رابطينو في الباب متع الجنـــــــــــــــان
· هذاك المكي متع زكية ! رئيس الدولة ...بأمر من قاسم ...ربطو في الباب باش الناس الكل تتفرج عليه و يعمل حملة إنتخابية متع الرّئاسة

ظحكت هند ....كثر الهم إظحك ...و مالقت أش إتقول ...طارق المكي قاعد على صندوق بيرة ، إخمم على مستقبلو السياسي ! مازالو كعبتين في القاجـــــــــــــو ! و اش يبلع و أش إسف ! إتقول برميــــــــــــــــــــل.


· أش حال الي جيتي منهم !
· إسلّم عليكم الكــــــــــــــل ! معنويات مرتفعة ...
· قولتيلو على العرس ! إنشديه على أنــــــــــا مرا إحب !
· ما قاليش قاسم قـــــــــــــــــولو ...ما جبدلوش ! على حتى شيئ !
· العريس أعرّس و المشوم يتهــــــــــــــرّس يا هند
· إنت مشوم معناتهـــــــــــــــــا يا سي عبد الحميد ...خزرتلو من تحت ...و مشات !

من فوق السطّح ..قاسم إراقب في المشهد هـــــذا ...بدات الخيوط ...إتمس في بعظها ! مشهد إعجاب ...؟ قادر أكون ! و لكن مازال برشة خدمة !...دخلت الـــــــــــــــدار بسرعة ! و ما قالت شيئ دون الحديث مع عبد الحميد ...في العادة ...إتقول الســـــــــــــلام عليكم و تنشد / بالكشي ناقصة حاجة و إلا حاجة ...الدالة هـــــــــذه ..شيئ ! و كأنها حاشمة ...و إلا العالم الداخلي متاعها إتغيــــــــــر و رغم الألم ...و رغم الحبس ...و رغم غربة كريم ...و رغم تشرد العائلة بالكامل ...وقت الي تعبات الدار بالعباد و بالحس ...و بالهرج و بالمشي و الجاي ...شعرت بروحها موش وحدها ...و عرفت الي موش هي فقط هازة هم الدّنيا ...إنما برشة ناس من بعيد و بعيد جدا...و عل كل الأصعدة ..إتفكر معاها و لكن بطريقة أخرى ...إذا هل إكتشفت هند الهاروني نفسها كإمرأة ..أم مــــــــذا يحصل مع الكاتب نفسه ! حتى يخرج الشخصية المناضلة عن طريقها المرسوم مسبقا ! هنا أتحدث عن المتامورفوزيا داخل الفلم اللذي كنت أقصده يوم بدأت في قراء رسائل الهاروني عبر النــــــــــات ! تعيش هند صراع داخلي بين مواصلة النظال و الحب ! بين حب الحبيب و حب الأخ الكريم اللذي مازال في السجن ....عكفت هند عن الخروج ألي بهو الـــــــــــــدّار ...أصبحت تخاف عيني حبيبها ...خطواته ...نفسه ...و حتى صياحه ! أكتب لكم الحب الجريــــــــــح وداعته ... عبقه ... و طهارته

غاص الأستاذ عبد الحميد في مشروعه السياسي ! غاص حتى العنق و نسي إنه إنسان ! قد يعشق و قد يحب ! قد يزهــــــــــو و قد يطيب لـــــــــه سماع صوت حبيبته ! يريد رأيتها و لو من بعيد ! يشتاق إليها كما يشتاق العصفور إلى قرينته ! عواطفه ! و مشروعه متناقضان ! النظرة الأولى إليك ...ثلثهما الشيطان ..و زد على ذلك وجود الشيخ الهادي بريك داخل البيت ! بدى الأظطراب واضحا على وجه المحب ...و أصبح كما لم يكن من قبل ...و كانه أصبح هادئا ! و لم يعد ذلك المتشنج ...
إدور ..إدور ...بالدّار ...كما العصفور ..بدون سبب ...و لم تخرج هند اليوم ....و جلس إلى المساجين السياسين حتى يستمع إليهم ! و لكن لا يفهم ما يقولون و لا يسمع ما يطلبون ...الّرجل غاص في الحب ...و كلّما تحرك شباك أو باب إلا و جـــــــرى إليه ...و لكن أين هند؟

أما عن هند فلا أحدّثكم ...جلست إلى غرفتها ...و من وراء الحجاب و من وارء البات تراقب تحرّكات حبيبها ...اللذي لم يعد ذاك الجاد ....قاسم يراقب كل شيئ ...و كثير الصياح ! حب أي حب في زمن زواج السجيـــــــــــــــــن !
قــاسم قاسم

الأنسة هـــــند الهاروني 3


هبط قاسم من السماء ، طاح في وسط الــــدار متع الحاج الهاروني ! شعرة لا سي عبد الحميد دخل بعظو مرّة أخرى ...هند من الفجعة طاحت أرضا ! الحاج والـــــــــد العريس قاعد على كرسي ...ساكت ...باهت و ما إفهمش أش باش إصير و أش صاير في دارو ! ...بدى قاسم إدخل في الدّبش المبعثر في عرض الحوش ! ....أيه سي عبد الحميد ظريبتين بالبدّالة ....توه كل شيئ يصـــــــــفي ...و إتشد بعظها منا لسويعه أخرى ....شمّر على سواعدو ...و قال أنشاء الله إنشوف حاجة باهية في جرّتك يا وجه الشـــــــــــــــر : إنت من فجعة لفجعــــــــــــــة !

دخلنا الفاليجات الكل و حطيناهم قدام الحــــــــــــــاج ...طلب والد العريس من هنـــــــــــد ، تعمل كاس تـــــــــــاي ...إنزل من الكرسي ...و قال فهمونــــــــــي أش تعملو ....و إشنوه المطلوب مني !!!!!
· إشكونك إنت يا سي قاسم !
· يا حاج ...أنا قاسم ...متعهد حفلات ...أعراس !
- عرس أش و إشكون العريس يا سي الشباب !
- العريس ولدك ...كريم ...كنت نقرى أنا و إياه في الجامعة !!!!

( نزلت حارة على خديه ...الدمعات ...تشوي ...و عمري ما عرفت حب الأب لأبنـــــــــــــو كان أمام الشخصية هذه ...غرقت عنيه ...إتنهد ...مرة ...إثنين ...قربت هنـــــــــــد و قالت ):

- فاش قام يا بابا ...البكاء هــــــــــذا ...يزي ...

- ( شدت راس بوها ...و إتخلّطت الدمعات ...و نــــــــــــــــزلت حارقة ...نار ...صهد في صدري ...دموع الصّدق و المحبة ...دموع نار ...حارة ...تشوي الكبد ...كان ما جيتش بطبيعتي شره و صاحب نكتة حاضرة ...راني طحت أمام المشهد هـــــــــــــــذا ).

- شوف يا حاج ....!!!! إنت باش إتنفــــــــذ الأوامر متاعي ...لا أكثر و لا أقل ...و ما مطلوب منك كان حاجة وحدة ....إتقول الله إبارك ! و إنشاء الله الفرح هــــــــذا إدوم بالهناء !!!!

- شوف يا وليدي ....إنت ما نعرفوكشي ! و خليني ..إنوريك حاجـــــــــــــــة .

كشف الحاج على ذراعو الأيميـــــــــــن ...و قالي شوف يا وليدي ...شفت الفرافط هذه ..! إشنوه فرافط ...في كبر حبة الحمص ...عديتهم ..إلقيتهم ...خمسة....قالي ...البارح بعد ما قعدت في البيرو متع كريـــــــــم ...شديت الكتب متاعو و مسحت عليهم ...عاودت رصّفتهم ....و جاء وجهو بين عيــــــــــــــــوني .....طلعت الغصة للحلق ...شديت روحي ....بعدت الشيطان ...إمشيت صليت العشاء ...و رقدت ....حلمت به ...بكيت ....الفرافط هذه دمعات اللليل على وليدي ......يا قاسم ...كيفاش إتحبني ...إنعرّسلو ....! بالدموع ....و إلا بلاش ؟

- صبرا ...يا حاج ...الصّبر ...و إعمل أش إنقولــــــــــــــلك ...راسي هذا متع إتكنبيص و حيــــــــــل متع جنون ! ......
شديتو من إيديه ...و خرجت به البــــــــــــــره من الدّار ......قعد على كرسي ....جاب سي عبد الحميد الولد و حطــــــــــــــو بين إيديه

مشهد من مشاهد الجد و الحفيـــــــــــد ! شاخ الحاج مع خالد بن الوليد ...إتبسّم الولد ...و إتبسم الحاج ....و في الحين ...أصبحو إصدقاء ...كلام الجفون ...كان دليلا على القبول ! ما إنشدش الحاج على قصّة الولد ...و ما جبدش جملة على الحكاية .........و كان إنشد ...راني قتلو يا حاج هذاك ولدي ...المرحومة ماتت و خلاّتــــــــــــــــــــو ...سميتو على إسم صاحبي ...كريم الهاروني ... لو سمع القصّة هذه لأزداد شوقا لكريم ...و لا كان القبول أكثر فأكثر .....خليتو البرى و دخلت ....للجماعة ..

- شوف سي عبد الحميد ...إنت إتنفذ الأوامر و بدون نقاش ...الولد هذاك إنحب غدوة المضمون متاعو ....يخرج من البلدية ...إتقيدو بأسمك ...و بأسم هند ...في إيدك لغدوة نص النهــــــــــــــــــار ...شوفي يا هند ...كيف كيف ...إطبقي الأوامر و بدون أي نقاش ....

- هاك دكتاتور إنت !!!! يا سي قاسم ...ما قلت حتى شي إنت ! و إشنوه الي في راسك ! و علاش قادم ....قول إشنوه الي باش تعملو ؟

- الحاجة الوحيدة الي عارفها ....إنو كريم الهاروني ...باش يخرج من الحبس و عريس في نفس الوقت ....كيفاش هاذا ...باش إصير ....الله و رسوله أعلم ! إذا الهدف متاعي ساهل ماهل ...و لازمني ...ناس إتقوم بالمهمات الي باش إتسهل العمليــــــــــــــة ! الحاجة الوحيدة الي إنتم تعرفوها ....هو الي الــــــــــــــدار هذه ...باش إصير فيها عرس ..لا أكثر و لا أقل ....نفذو الأوامــــــــــــــــــــــــــر !

قاسم قاسم

الأنسة هـــــند الهاروني 2

االكرهبة ! واقفة قـــــــدام الحوش ! الأبواب الكل محلولة و حتى من المـــــــــــــان متاعها ! سي عبد الحميد أغمي علية ...راقد على عين قفاه في وسط الساحة ! هند الهاروني تجري بالكونوليا و كاس الماء باش إتفيق الراجـــــــــــــل ! إرتبثت هند و ما عرفت أش تعمل !!!! الراجل باش إموت بين إيديهــــــــــــــــــــا !!! و بدات إتعيط بكل صوتها ...النجدة ...النجدة ...النجدة !االحومة الكل فزعت و لكن و لا واحد قرب ...الحرس جبد الســــــــــــــلاح و بدى يطلق في الهواء ! وخرت الناس الكل و لا واحد قال نمشي إنشوف أش صـــــــــــــار في البنية !
هزّت الناس إيديها من على جارتهم و خلوها وحدها ...أمام ظلم الحاكم ! المشهد هذا إصّور بالظبط أش صار في الخوانجية عام القفلة ! و لا تونسي قال راهو هذا الشيئ ما إجيش منو ! أبدا ...ثمة ناس إتشفات فيهم ...و زادت على الطين بلــــــــــــــــة ! البلية ولات مضاعف أثنين ...و مشات رجال أبرياء ماتت تحت التعذيب و في سجون دولة الأستقلال ! هذا ما إمنعش الي ثــــــــــمة رجال سيبقى التاريخ يذكرهم إلى يوم الدين ! و على رأسهم الدكتور منصف المرزوقي ! و السيدة الكريمة راضية النصراوي ...و غيرهم تحية إذا لليسار المناضل ، تحية لكم يا رفاقي جميعا ! واصلو البحث ! واصلو الدفاع على كل التونسين كان ما كانت إنتماءتهم السياسية ! تحية لرفيق الدّرب المرحوم : زهير اليحياوي ! تحية لرفيقي الأستاذ عمر الخيام !
إشكون ...إشججع و قال هذا ظلم عين جهـــــــــــار : الشيخ عمر الخيام ! مرحبا ! نقّــــــــــز السور ...و قال يا هند ...هاني جـــــــــــــــاي ...وصل الرّاجل داهش ، إتلقوه الحرس الزوز ! أش إمدخلك ..إنت في الحكاية ! هاذوم خوانجية ! و إنت يسار ...سيب عليك من ها الحكاية ! أش قالو الشيخ عمر الخيام ...هاذوكم توانسة قبل ما إكونو خوانجية ...و الهاروني جاري قبل كــــــــــل شيئ ! هات إنشوف أش مكتوب في المناشير ....خطف الورقة عمر الخيام من الحرس ...إلقاها إستدعاوات للعرس ؟ علاش تفترو على العباد ....وين المنشور الي تحكي عليه ....الأوراق هذه الكل ...على شكل إستدعاء ..لعرس كريم الهاروني !! و هاهو الأستدعاء متاعي أنـــــــــــــــا ...أقرى يا حمار !!!!! الحرس لا يقرى لا يكتب ...حشم على روحو ! خطّف الكرهبة و شد المزّفت .....خرجت كرهبة الحرس ! و حلّق عمر الخيام بسي عبد الحميد ...و إنفخ في فمــــــــو : مرّتين ....فاق سي عبد الحميد ....من الخلعة و ما صّدقش الي كان إنجم يرجع حـــــــــــي يرزق !
غسل وجهو سي عبد الحميـــــــــــــــد و قال لعمر الخيام : يا سي عمر أنا مدين لك بحياتي !!!! قاتلو هند : برى صلي ركعتين ...إشكر العالي على الحياة ....جابتلو الأبريق ..باش يتوضى ....الراجل ما عاد فيه حتى عظم صحيح ! سي عمر الخيام ...شاد الأبريق و يصب في الماء على إيدين سي عبد الحميد باش يتوضــــى ! وقت الي وصل باش ...يستنشق الماء و إمضمض ....إطّعم حاجة موش نورمال !!!!! عاود ...زاد عاود ...إحب يفهم إشنية الطعمة الجديدة الي عمرو ما شافها و لا جرّبها ....ماهو سي عمر الخيام وقت الي إنفخلو الأوكسجين في فــــمو ! كان عامل كــــــــــــــــــاعبات بيرة ! عبد الحميد ما فهم شيئ ...و لكن عمر الخيام ..شاف عيون المصلي في عنيه ...شلق بالحكاية و فهم الي سي عبد الحميد إلوج على رائحة البيرة منين جايـــــــــــــــــه ...حط سي عمر الأبريق و قال ...أي صب على روحك أنا ما إنحبش إتفوتني صــــــــــــــــــلاة الجماعة ....(إه إه أه إه إه إه ) ....سي عبد الحميد باقي ما فهم شيئ ! كمــــل يتوضى ....و حاير في العجب !!!*
سؤال للشيخ الهادي بريك : أش قولك ؟ و عندها الحق المرا باش إتقبل رجل حتى تنقذه من الموت ...هاك علاش عفيت هند من الحكاية باش إنحطك في الّصحن متع الفيلم ....لأنك إنت المستشار القانوني التشريعي لمدير العرس الي هو عرفك قاسم قاسم : أش عملنا في النســــــــــــــاء الي تخدم في الأستعجالي و إتجيها حالة كما حالة سي عبد الحميد ! !!! ما إنحبك تستشهدلي بحتى حديث و لا أية في الوقت هذاك ما ثماش الشيئ الي عندنا تــــــــوه *إنخليك ...إتفكر في الحكاية ...و إحل الكتب الي عندك الكل ...و ما نيش باش إنسلّم فيك كان ما تعطيني جواب مقنع ....يقنعني أنــــــــــــــــا كمدير العرس !*
أنواصلو الحديث متاعنا *
هند الهاروني ...مازلت إتلّوج على دبش العرس متع خوها ...إمفرزع ...في كامل التيـــــراس ! الفاليجات الكل إمبعثرة ...و الماكياج متع العروسة ...و الكولونيا ...و الكساوي ..و االلّباس الدّاخلي ....و التصديرة ...حالة في ها العرس ....سي عبد الحميد ...أقام الصّلاة وحدو ...كبّر ...و سرح في سكرتو مع رب العالمين ...خشوع ...أنا خشوع ! ما ثمة حتى فرق بين سكرات الموت و سكرات العبادة و سكرات عمر الخيام ...إلا أنو عمر الخيام وقت الي يسكر إشيخ بالضّحك و سي عبد الحميد من الخشوع ...يتصبب عرقا ....الرّاجل إصـــــــــــــلي .....واقف ..راسو للسماء ....لكن الشيطان ...أبليس شاد في راســــــــــــــــــو هذه المرّة : عبد الحميد ما إفهمش علاش قاسم وحلو في الكرهبة ...و علاش كتب على الغلاف متع الأستدعاوات ....ممنوع الحـــــــــــــل / باش الحرس يمشي في بالو مناشير و سياسية ....سي عبد الحميد ...تحى و زكـى و جاء بين عيونو قاسم ...المخرج ...و كان جاء في اللّحظة هذيك قداّمو راهو حل بيه الصور متع الهاروني .....إستغفر الله من كل ذنب عظيم ...و قال : لا لا سي قاسم ما يعملهاش ...أنا هو الي حساس ياســـــــــــــر ...و لازمي إنشد روحي و إنتبع أوامر المخرج و إلا إطردني من الخدمة ....أنا السبب نتسرّع فيسع ....و ما نقراش حساباتي من الأول ...باقي راني حليت كل شيئ ...حتى من الفاليجـــــــــــــات و فركست أش في الكرهبة قبل ما نركب فيها .....و زاد ركبو الشيطان مرّة أخرى و إمشي يجري لهند ....بالك حطولي جاجة أخرى في الكرهبة ...ما لقيتي شيئ يا هند ....قاسم راهو شيطان ! إبليس ...يمشي على سقيه ....شوفي ...مليح ....راهي كل حاجة ما تعرفيهاش ...راهي خطر ....هند قاعدة على أركابها ....إشكونو قاسم يا سي عبد الحميـــــــــــــد ....؟ كيفني كيفك ...ما نعرفوش ! قالي إنت إمرّوح لتونس ...الكرهبة هذه وصّلها لجماعة الهاروني ...و رد بالك !!!!!! كلمة رد بالك ما إفهمتهاش ...و حكاية العرس ما في باليش بيهـــــــــــــــا كان بحكاية الأستدعاءات متع وذني ....يا خي إنت في بالك بالي خوك إحب إعرّس ....لا لا لا لا ...عمرو ما قالي ...و عمرو ما جبد ...الرّأجل في الحبس توه عندو عشرين عام ! كيف باش إعرّسلــــــــــو هذا قاسم ؟ ....يا سي عبد الحميد ...قاسم خوانجي ؟ لا لا لا يا هند ....هذا لا هو خوانجي و لا هو يساري و لاهو حتى حتى تونسي ...هذا مصيبة من عند ربي ...ما عاجبو شيئ ...لا الأخوانجية الي إمسميهم حميـــــــــر و لا اليسار الي إمسميهم كــــــــــلاب !!! إقول عندو جمهورية ...و لا واحد يعرفها وين إتجي و على أنا أرض في العالم ! !!!!!! هند ...جمهورية ....؟ جمهورية ...إسمع ...توه تخرج بالكرهبة ...و إتهزلو شلالقو و ملالقو ...و إتقولو سامحنا في تعبك ...خويا ما حاجتو بحـــــــــــــــد ....لا بقاسم و لا بجمهوريتو ....إعفونا يا سي عبد الحميد !!!! خلوني في همي ....ما حاجتي بحد ....الجمرة ما إحسها كان الي عافس عليها !أش ربح خويا ! منكم يا خوانجية ؟ كان العذاب و كان الألم ! شبابو ضــــــــــاع ، مستقبلو ضاع ! أمو ماتت ! أنا قريب باش إنموت ....أش عملتو إنتم للهاروني !!!!!! يا سي عبد الحميد ....سيبونــــــــــــــــا مع إنتضارنا ! سيبونا مع ألامنا ....موش وقتو باش تكتبو الأفــــــــــــــــــلام و تتفيسخو علينــــــــــــــــا ! يرحم ولديك ...الخردة هذه توه تخرج من هوني و ما عادش إنحب إنشوفهـــــــــــــــــــــا !!!!!*سي عبد الحميد ما فهم شيئ ! إتكى على الكرهبة ! و فرك اللّحية متاعــــــــــــــــو ! و شاف بعيد و قال و الله حصلة وحلت فيها الليلة مع قـــــــــــــــــــاسم ...لا إتربحو و عن بو النهار الي عرفتو فيـــــــــــــه ! أش جابني و جابــــــــــــــــو ....!!!!!!• فاصل موسيــــــــقي صغير ...سكوت ! • ولد صغيـــــــــــر ما زال ما عندوش شهـــــــــر ....يبكي ...كيفاش جاء ...إشكون حطو في الكرهبة ! سي عبد الحميد من الفجعة ولات فجعتيــــــــــــــــــــــن ! مع المناشيـــــــر ...زاد غشيـــــــر إفغي ...يا هند منين جاء ها الولــــــــــــــــــــد ..؟؟؟؟ الشيخ راشد الغنوشي هو الي قصلو صرّتو يا سي عبد الحميد ...وليد إسلامي جديد ! إنقذك شيخك يا سيدي الممثل و ما قاسم إلا ليكتب بطريقة أخرى ! هند ما فهمت شيئ ! ولد بين إيديها ...داخت في أمرها ! أش باش إقولو الناس عليها ! و كيفاش خلقاتو ! هذه قصة إتفوت الخيال السياسي لتدخل في الخيال الأنســــــــــــــــــــاني بكامله ! • ولدك هذا يا سي عبد الحميد !
• لا يا هنـد ....عفوا ...حصّلوني مرة أخرى في الحكاية ...و الدّالة ما عاد فيها وين ..باش إهبلني
قاسم !
• جيبتو معاك في الكرهبة ....يا سي عبد الحميد ! و إتقول ما ريتوش !
• الي هو حطـــــــــــــو في الكرهبة و ما قاليش ! وقت الي صبيت الأيسانس ...في الكيوسك متع الحومة !
• صادق ...أش إنقول ....أش إتقول الناس علي يـــــــــــــــا سي عبد الحميد
إذا ...هل تتبرأ سيدي عبد الحميد من المشروع الأسلامي الجنين ! ها قد وضعته بين يديك كما لم تحلم بذلك أبدا ! فماذا أنت فاعل بيـــــــــــــــــه ....أليس للجنين أم و أب ! إنستي العزيزة هند الهاروني ....أعرف جيدا إني قد أكتب شيئ ليس فقط بالمستحيل و لكن لا لغة لي خارج المشهد الطبيعي للأشياء ...أنا أتكلّم لغة أخرى ...لا تعني البساطة و لكن مسائل جدا معقدة قد تصعب حتى على الشيوخ فهمها ! لذلك أطلبك منك الأعتذار أولا و ثانيا ....دعيني أكتب بكل حرية ..دعيني أتألم عبرك و عبر بطلي السيد عبد الحميد العداسي !!!! ماذا أنتم فاعلون بالمسيح الجديد ....؟ هل ستعطونه إسما ؟ من هذا الطفل ؟من أمه و من أبوه ؟ في الحلقة القادمة ....سيسرق الطفل الصّغير بين إيديكم !!! هل ستسترجعونه ! أم إني أراك قد تخلّصتم من مشروعكم السلامي ؟
قاسم قاسم

الأنسة هـــــند الهاروني 1

جمهــــــورية قاســـــــــم تقدّم
الأنسة هـــــند الهاروني
في الشريط السنمائي الطويل


ما قيمة الكتابة حين تكون خارج موضوع الكرامة و الحرية ! ما قيمة الكتابة حين تكون خارج إرادة الشعوب ! ما قيمة الفن ! ما قيمة السّنما إن لم تكتب أهات أبناءنا و بناتنا ! ما قيمة المثقّف حين يكتب الهراء ! حين يغنى في صف الجبن و القذارة ! ما قيمة القلم حين لا يكتب الثورة ! حين لا يرسم طريق النجاة ! طريق الأمل ! طريق الفرح ! ما قيمة الحياة نفسها خارج الدّفاع على الأخرين ! ما قيمة الحياة دون عطاء ! هل لديكم شيئ طعتونه ! نعم لكم كل شيئ ّ كلمة حق في حق هذه المساجين ! في حق أطفالهم ! في حق مستقبل هذا البلد اللذي تربعت على عرشه الشماتة ! أأنتم أحياء ؟ أبناء وطني ! أم مات الحب في قلوبكم ! لماذا لا نبحث عن حبات الخير فيـــــنا؟ لنكتبه فنسقيه ! فيكبر كالحلم على الأرض التي أبت أن تتجدد تحت أقدامنا ! لماذا لا نغرس الياسمين على حدودنا، لتمتلئ بيوت الأخرين بالنسمات العليلة !

*لم تكتب السنماء التونسية المرأة ، إلا في بعض الأحيان ! و كانت قدّمتها أحيانا عارية و أخرى راقصة و في أغلبها فريسة العلب الللّيلية ! و رغم أن هذا البلد تأسس على يدي أمرة و لكن لم نراها على الشاشة و لو لبعض دقائق ! و كأن هذا الشعب لم يعد له ما يقدّم من جميل سوى إمرأة في شكل الحبيبة مسيكة ! و هل تمثل هذه المرأة شيئا في تاريخ جراح هذا الوطن ! لربّما ..كانت أمي تراكي إحدى النساء التي وضعت أصبعا لها في صقل شخصية المرأة في حد ذاتها ! و لكن لم تتجاوز هذه الأخيرة حدود واقعية العائلة التونسية ! اليوم خرجت علينا نساء ! يعجز القلم عن كتباتهن ...إني أحدثكم على السيدة الأولى ...الأستاذة نزيهة بن رجيبة ! أحدثكم عن الأستاذة سامية عبو ...أحدثكم عن الأستاذة راضية النصراوي ...أحدثكم عن الأنسة هند الهاروني ! في هذا الفلم أريد أن أكتب نساء هذا الوطن الآواتي أبين إلا دخول التاريخ و بصم ساحة النضال بدموعهن و أحيانا بأجسادهن الصّغيرة ...سأكتب بكل بساطة و بكل بحب ...و ما نحن إلا بصدد كتابة الواقع المرير الذي أردت أن أجعل منه فرحا ! إذا أصف المرارة بالعســــل ! و أكتب الثورة بالياسمين ! إلى هنا ، أكون قد وصلت إلى نقطة الأرجعة في هذا المشروع الصّغير ! حفل زواج الرّفيق كريم الهاروني ! أكون قد وصلت إلى منزله ! كما كنت فاعلا حين كنا زملاء في قاعة الدّرس و فرقاء على الساحة السياسية
! *من أين أبدأ ؟ من التناقض طبعا ! و ماهو التناقض في هذه القصة الجديدة ! موضوعنا بسيط جدا في بساطة الماء و الخبز و قد لا يدعو إلى تفسير ممل ! نحن بصدد تزويــــــــــــــج شخصية تونسية مناضلة لا أكثر و لا أقل ! إذا لا بد من إيجاد من يخالف هذا الزّواج ! من لا يرتضي السعادة للأخرين ! أي كتابة سنمائية تخلو من هذا التناقض تسقط في الدّقائق الستة الأولى من التصّوير و تبقى في أرشيف وزارة ثقافة الأثقافة! ستنكتشف إذا من مع و من ضد عقد قـــــــــــران أحد فرسان الحرية
! *
أحيانا لابد من وصف كل شيئ و خاصة العالم الخارجي ! أين تدور القّصة ! أما اليوم فالمدرسة الأمركية للسنما تقول بعدم القبول بالقيود ! حيث يكون الممثل سيد الموقف في أكثر الأحيان ! لذلك نرى كيف أن السينارويهات تكتب للأشخاص ..و أعني للممثلين ! أما في المدارس الواقعية فكاتب السيناريو مقيد بوصف كل شيئ و حتى حركة أوراق الشجر ....و هذا يعني إكتشاف و إبراز العالم الدّاخلي و إسقاطه على العالم الخارجي ! فخشخشة أوراق الخريف تعني بالظرورة غظب في الطريق ....سأحاول تزويج المدرستين في نفس الوقت حتى تكون التجربة أكثر جدوى و الفلم أكثر تأثير ! تكتب النصوص السنمائية لعالم من المشاهدين ! لابد من إستقطابهم ! و هذا كل السّر ! كيف يصل المخرج إلى شد المشاهد منذ الدقيقة الأولى ! إن أخفق هذا الأخير ! كان الفيلم عقيم كما أي إمرأة لا تنجب ...عاقر تماما كما البغلة!
تبقى الصّور الفوقية ذات جمالا خلاب ! حيث تكون بعيدة على عين المشاهد فيبقى يترقب نزول العدسة على الوجه البشوش ! على البطل في حد ذاته ! في هذا الفلم لن يخرج البطل لا من الوهلة الأولى و لا حتى في النهاية ، فالبطل في السجن يستحيل تصويره بداخله ! فلم بدون بـــــــــــــــطل ...لا بد أن يكون بحثا قبل تصوير سنمائي.
! *حوش عربي ...أبيض ...إتقول قلعة في وسط الفظاء متاعو ...من فوق ما تعرفش وين إنت ! في تونس و إلا في صفاقس و إلا في سوسة ...المهم الكرهبة الي داخلة للحومة ...بدات إمعبية بالقش ! إتقول واحد إمروح من أوربا ..الكرهبة تمشي بالشوية ليل ماسة الأرض ! أولاد الحومة الكل تجري وراها ! ثم واحد جديد داخل الحومة ّ ّّّ ...وقت الي قربو من الشبابك متع المرسديس !!! الأولاد ما عرفوش إشكون بداخلها ! شخص غريب على الحومة ...بعدت الأولاد و سيبو الكرهبة. ....وقفت قدام الباب ! كلاكسونا الشوفيـــــــــــــر ! ما خرج حـــد من الحوش ! كان الجيران ...الناس خرجت لأكتشاف إشكون جاء ها العشوية ! و لكن و لا واحد قرب و لا واحد قال نمشي إنشوف ! الناس خايفة ....راجل إنادي في مرتـــــــــو ...أدخل أش إهمك في إشكون جاء و إشكون مشى ...العائلة هاكي مشبوه فيها ...خوانجية ...إخطينا من المشاكل ! ولدهم في الحبس ...أرهابي قالو ! شد عندك
! إشكون الشوفيـــــــر متع المرسديس ! سي الدكتور عبد الحمد العداسي ! مازال ما إنزلش من الكرهبة ! و لكن ما عاودش باش يكلاكسوني !!!! إحداق غارقة ! وجه كبيرة ! عيون تاعبه من السّفــــــــر ...إشوف في الريتروفيزير !!!!! جات بنت الكلب ...كرهبة الحرس الوطني وقف وراه ! بالظبط ....فاق من فرحة العودة إلى الوطن على سيارة الحرس الوطنــــــــــي ! أش إقول

• إستر يا ستار ...إنشاء الله الكرهبة ما فيها شيئ !
• إنزل سي الشباب ّ .........خلينـــــــــــا ، إنشوفو الكرهبة أش فيها ...تترفكس من جديد توه !
• هاهي أوراق الديوانة ! عديت الديوانة ....•
لا ....كان لازمك إتروح لداركم ! أش جابك لدار الهاروني ...وين قاصد إنت ؟ ثم واحد إخلي دارهم و ينزل في ديار الناس كان إنت .إنزل و هات المفاتح !
• حاضر ...هاهم المفاتح ! فركســـــــــــــو كما إتحبو !!!!
من الباب خرجت هند إخت كريم الهاروني ...أخت العريس ! مازال ما نطقت بحتى حرف و الحرس ! بنزرة عطس عليها
• شد داركم ...الخروج لا ...سكري الباب
• خليني إنجيبلو كاس مـــــــــــــــاء!
ّ• قتلك لا ....شد داركم ! أحسن ليــــــــــــــــــــك
سكرت البنية الباب ...و قعد تخزر من النقبة كي القطوسة ! ...الحرس إفركس ! الدّبش متع العروسة حطو في القاعة ...الفاليجات الكل إتبعثرت ...و القضيات الكل دخلت بعضها ! هذا الكل أمام أعين الناس الكل و أمام الشعب التونسي الكل ...سي عبد الحميد العداسي ياكل في بعظو ...قريب باش يطرشق ...الشعب هذا أحلّ دم أهلو و ناسو ...و دم و مال الخوانجية حــــــــــــــلال على الكلاب ! هذه هي حقيقة الشعب التونسي ! الي يرفضها لازمو يرجع للمدرسة ! من المان ...من تالي خـــــــــرّج واحد من الحرس كارتابلو ...و جاء بيها يجري لسي عبد الحميد !
• هاك ....إمدخل مناشيــــــــــــــر يا سي الشباب ...هاذا علاش إلّوجو إحنــــــــــــــا !
عبد الحميد ...مريض بالقلب ...من الفجعة ....طاح على بلاسطو .....خرجت ...هند من الباب ...بكاس الماء


قاسم قاسم