03‏/08‏/2008

الأنسة هـــــند الهاروني 1

جمهــــــورية قاســـــــــم تقدّم
الأنسة هـــــند الهاروني
في الشريط السنمائي الطويل


ما قيمة الكتابة حين تكون خارج موضوع الكرامة و الحرية ! ما قيمة الكتابة حين تكون خارج إرادة الشعوب ! ما قيمة الفن ! ما قيمة السّنما إن لم تكتب أهات أبناءنا و بناتنا ! ما قيمة المثقّف حين يكتب الهراء ! حين يغنى في صف الجبن و القذارة ! ما قيمة القلم حين لا يكتب الثورة ! حين لا يرسم طريق النجاة ! طريق الأمل ! طريق الفرح ! ما قيمة الحياة نفسها خارج الدّفاع على الأخرين ! ما قيمة الحياة دون عطاء ! هل لديكم شيئ طعتونه ! نعم لكم كل شيئ ّ كلمة حق في حق هذه المساجين ! في حق أطفالهم ! في حق مستقبل هذا البلد اللذي تربعت على عرشه الشماتة ! أأنتم أحياء ؟ أبناء وطني ! أم مات الحب في قلوبكم ! لماذا لا نبحث عن حبات الخير فيـــــنا؟ لنكتبه فنسقيه ! فيكبر كالحلم على الأرض التي أبت أن تتجدد تحت أقدامنا ! لماذا لا نغرس الياسمين على حدودنا، لتمتلئ بيوت الأخرين بالنسمات العليلة !

*لم تكتب السنماء التونسية المرأة ، إلا في بعض الأحيان ! و كانت قدّمتها أحيانا عارية و أخرى راقصة و في أغلبها فريسة العلب الللّيلية ! و رغم أن هذا البلد تأسس على يدي أمرة و لكن لم نراها على الشاشة و لو لبعض دقائق ! و كأن هذا الشعب لم يعد له ما يقدّم من جميل سوى إمرأة في شكل الحبيبة مسيكة ! و هل تمثل هذه المرأة شيئا في تاريخ جراح هذا الوطن ! لربّما ..كانت أمي تراكي إحدى النساء التي وضعت أصبعا لها في صقل شخصية المرأة في حد ذاتها ! و لكن لم تتجاوز هذه الأخيرة حدود واقعية العائلة التونسية ! اليوم خرجت علينا نساء ! يعجز القلم عن كتباتهن ...إني أحدثكم على السيدة الأولى ...الأستاذة نزيهة بن رجيبة ! أحدثكم عن الأستاذة سامية عبو ...أحدثكم عن الأستاذة راضية النصراوي ...أحدثكم عن الأنسة هند الهاروني ! في هذا الفلم أريد أن أكتب نساء هذا الوطن الآواتي أبين إلا دخول التاريخ و بصم ساحة النضال بدموعهن و أحيانا بأجسادهن الصّغيرة ...سأكتب بكل بساطة و بكل بحب ...و ما نحن إلا بصدد كتابة الواقع المرير الذي أردت أن أجعل منه فرحا ! إذا أصف المرارة بالعســــل ! و أكتب الثورة بالياسمين ! إلى هنا ، أكون قد وصلت إلى نقطة الأرجعة في هذا المشروع الصّغير ! حفل زواج الرّفيق كريم الهاروني ! أكون قد وصلت إلى منزله ! كما كنت فاعلا حين كنا زملاء في قاعة الدّرس و فرقاء على الساحة السياسية
! *من أين أبدأ ؟ من التناقض طبعا ! و ماهو التناقض في هذه القصة الجديدة ! موضوعنا بسيط جدا في بساطة الماء و الخبز و قد لا يدعو إلى تفسير ممل ! نحن بصدد تزويــــــــــــــج شخصية تونسية مناضلة لا أكثر و لا أقل ! إذا لا بد من إيجاد من يخالف هذا الزّواج ! من لا يرتضي السعادة للأخرين ! أي كتابة سنمائية تخلو من هذا التناقض تسقط في الدّقائق الستة الأولى من التصّوير و تبقى في أرشيف وزارة ثقافة الأثقافة! ستنكتشف إذا من مع و من ضد عقد قـــــــــــران أحد فرسان الحرية
! *
أحيانا لابد من وصف كل شيئ و خاصة العالم الخارجي ! أين تدور القّصة ! أما اليوم فالمدرسة الأمركية للسنما تقول بعدم القبول بالقيود ! حيث يكون الممثل سيد الموقف في أكثر الأحيان ! لذلك نرى كيف أن السينارويهات تكتب للأشخاص ..و أعني للممثلين ! أما في المدارس الواقعية فكاتب السيناريو مقيد بوصف كل شيئ و حتى حركة أوراق الشجر ....و هذا يعني إكتشاف و إبراز العالم الدّاخلي و إسقاطه على العالم الخارجي ! فخشخشة أوراق الخريف تعني بالظرورة غظب في الطريق ....سأحاول تزويج المدرستين في نفس الوقت حتى تكون التجربة أكثر جدوى و الفلم أكثر تأثير ! تكتب النصوص السنمائية لعالم من المشاهدين ! لابد من إستقطابهم ! و هذا كل السّر ! كيف يصل المخرج إلى شد المشاهد منذ الدقيقة الأولى ! إن أخفق هذا الأخير ! كان الفيلم عقيم كما أي إمرأة لا تنجب ...عاقر تماما كما البغلة!
تبقى الصّور الفوقية ذات جمالا خلاب ! حيث تكون بعيدة على عين المشاهد فيبقى يترقب نزول العدسة على الوجه البشوش ! على البطل في حد ذاته ! في هذا الفلم لن يخرج البطل لا من الوهلة الأولى و لا حتى في النهاية ، فالبطل في السجن يستحيل تصويره بداخله ! فلم بدون بـــــــــــــــطل ...لا بد أن يكون بحثا قبل تصوير سنمائي.
! *حوش عربي ...أبيض ...إتقول قلعة في وسط الفظاء متاعو ...من فوق ما تعرفش وين إنت ! في تونس و إلا في صفاقس و إلا في سوسة ...المهم الكرهبة الي داخلة للحومة ...بدات إمعبية بالقش ! إتقول واحد إمروح من أوربا ..الكرهبة تمشي بالشوية ليل ماسة الأرض ! أولاد الحومة الكل تجري وراها ! ثم واحد جديد داخل الحومة ّ ّّّ ...وقت الي قربو من الشبابك متع المرسديس !!! الأولاد ما عرفوش إشكون بداخلها ! شخص غريب على الحومة ...بعدت الأولاد و سيبو الكرهبة. ....وقفت قدام الباب ! كلاكسونا الشوفيـــــــــــــر ! ما خرج حـــد من الحوش ! كان الجيران ...الناس خرجت لأكتشاف إشكون جاء ها العشوية ! و لكن و لا واحد قرب و لا واحد قال نمشي إنشوف ! الناس خايفة ....راجل إنادي في مرتـــــــــو ...أدخل أش إهمك في إشكون جاء و إشكون مشى ...العائلة هاكي مشبوه فيها ...خوانجية ...إخطينا من المشاكل ! ولدهم في الحبس ...أرهابي قالو ! شد عندك
! إشكون الشوفيـــــــر متع المرسديس ! سي الدكتور عبد الحمد العداسي ! مازال ما إنزلش من الكرهبة ! و لكن ما عاودش باش يكلاكسوني !!!! إحداق غارقة ! وجه كبيرة ! عيون تاعبه من السّفــــــــر ...إشوف في الريتروفيزير !!!!! جات بنت الكلب ...كرهبة الحرس الوطني وقف وراه ! بالظبط ....فاق من فرحة العودة إلى الوطن على سيارة الحرس الوطنــــــــــي ! أش إقول

• إستر يا ستار ...إنشاء الله الكرهبة ما فيها شيئ !
• إنزل سي الشباب ّ .........خلينـــــــــــا ، إنشوفو الكرهبة أش فيها ...تترفكس من جديد توه !
• هاهي أوراق الديوانة ! عديت الديوانة ....•
لا ....كان لازمك إتروح لداركم ! أش جابك لدار الهاروني ...وين قاصد إنت ؟ ثم واحد إخلي دارهم و ينزل في ديار الناس كان إنت .إنزل و هات المفاتح !
• حاضر ...هاهم المفاتح ! فركســـــــــــــو كما إتحبو !!!!
من الباب خرجت هند إخت كريم الهاروني ...أخت العريس ! مازال ما نطقت بحتى حرف و الحرس ! بنزرة عطس عليها
• شد داركم ...الخروج لا ...سكري الباب
• خليني إنجيبلو كاس مـــــــــــــــاء!
ّ• قتلك لا ....شد داركم ! أحسن ليــــــــــــــــــــك
سكرت البنية الباب ...و قعد تخزر من النقبة كي القطوسة ! ...الحرس إفركس ! الدّبش متع العروسة حطو في القاعة ...الفاليجات الكل إتبعثرت ...و القضيات الكل دخلت بعضها ! هذا الكل أمام أعين الناس الكل و أمام الشعب التونسي الكل ...سي عبد الحميد العداسي ياكل في بعظو ...قريب باش يطرشق ...الشعب هذا أحلّ دم أهلو و ناسو ...و دم و مال الخوانجية حــــــــــــــلال على الكلاب ! هذه هي حقيقة الشعب التونسي ! الي يرفضها لازمو يرجع للمدرسة ! من المان ...من تالي خـــــــــرّج واحد من الحرس كارتابلو ...و جاء بيها يجري لسي عبد الحميد !
• هاك ....إمدخل مناشيــــــــــــــر يا سي الشباب ...هاذا علاش إلّوجو إحنــــــــــــــا !
عبد الحميد ...مريض بالقلب ...من الفجعة ....طاح على بلاسطو .....خرجت ...هند من الباب ...بكاس الماء


قاسم قاسم

ليست هناك تعليقات: