14‏/07‏/2008

كلــــــــــو من التفّاح الحــــرام



لا تفشلّّّّ

لقد أرادو منك أن تكون لا شيئ. أن تكبر فاشلا يائسا بائسا بدون أمل . يا ولدي لقد قتلو فيك الفتوه و الشجاعة و الثبات من أجل حياة كريمة. لا تكن مفعولا به كما شاؤو منك أن تكون. لا تتراجع و لا تتوخى الهرب …إنت مقدام كما عهدي بأخيك الذي مات في قلب السجن ظلما و بهتانا. مات من أجل قصيدة في الحب …مات من أجل رغيف شريف أبى إلا أن يفتكه بعرق الجبين. لم ينهزم و لم يمت بين القمامة …جيفة بين الجيف. كيف ترضى ان يفكر لك و يكتب لك ؟ كيف ترضى ان تعيش كالمسكين بين الشوارع ككلاب العسسة؟ كيف ترضى أن يغتصب رغيفك و يكسر قلمك و يستهزأ بك؟ أليست لك أنفة ؟ ألست حرا منذ ولاادتك؟

كيف ترضى أن تربى الهزيمة في قلبك ؟ كيف تعيش مهزوما و انت الفتى الذي مازال لم يخطو خطوة واحدة نحو الحياة ؟ أتلتجأ للسكينة أم ستنادي بالبحر هربا من من لا شكل لهم ؟ ستكون كلاب البحر في إنتظارك و القارب الذي خططت لصنعه سيقلب كما أنقلب الماء على صدر الأرض. أليست هذه ارضك ؟ اليست هذا بيتك ؟ اليس هذا الوطن وطنك؟ كيف ترضى ان تهجّر من منزلك راكعا لغير لله …خائفا من أشباه الرجال.

يا ولدي لقد هزموك في العمق …هزمو نفسك و حبسو نفسك …و فرضو عليك أن تهاجر إلى البحر إلى كلابه…لأنك لم تعد تثق في شيئ إلا في الموت. يا حبيبي لقد قتلو الحب فيك و قتلو الحياة فيك لتصبح كلبا بين أياديهم …إنطلت عليك الحيلة بعد الأخرى لتصبح لهم عبدا …أن حريتك ستوفر لك كرامتك و كرامتك ستوفر لك خبزك و خبزك سيجعل من هذا الوطن أعرض من البحر كله.

لا تكن غبي يا ولدي …تفطن لمكائدهم …لا تقرأ جرائدهم و لا تتابع محطتهم فهم يريدون منك أن تكون راقصا لا غير...هم يريدون منك أن لا تعرف شيئ …هم جعلو من هذا الوطن ضيقا لك…برغم إتساعه لكل الخلق. هم أرادو منك أن تكون جريمة …متهما حتى قبل القيام بها …لأنهم ليسو اهلا لتربية اجيال و أجيال …لا علم لهم ..و لا دراية لهم بجراح هذا الوطن…أرادو منك أن تكون متسولا أمام ديارهم و أمام حزبهم …أرادو منك ان تتورط لتصبح منهم …إذا حقيرا دون إنسانية دون عقل مفكر دون أسلوب دون حب دون شيئ. نعم يا ولدي ما زلت لم تكتف هذا الوطن لأنك عقمت ضده و لم ترى حبه و لم تتحسس طريق الحرية فيه. كل من التفاح المحرم إن كنت ولدي.

قاسم قاسم

ليست هناك تعليقات: