لا

أن تستسلم يا ولدي للقهر و الظلّم، يعني إنك لم تعقل في حياتك شيئ إلى حد اليوم ! وأولى بك أن تفكّر في الموت لا بالحياة! فقصة الحياة شاقة و خطيرة ولا تخظوها إلا رجالا أبت إلا أن تعيش فوق القمم! أما بناءك لمدرسة الأستسلام ! فهذا أمر خطير جدا ! حيث أردت بأستسلامك أن تنشر الخوف و الأنتحار، الأحباط و ثقافة الأفلاس ! معتمدا على بعض نصوص إبن خلدون ! متناسيا الشابي و ما أدراك!!! إنت يا ولدي فشلت في رحلة العلم فشلا ذريعا ! فكيف بك في رحلة التفّسير ! لا مفهوم للحياة خارج الحرية و الكرامة، بل لا مغزى لها خارج حلبة الصّراع من أجل بقاء الخير على الأرض! أنت لم تكتشف الخير في نفسك ! لذلك لا تستطيع إن تكون ناشرا له ! و فاقد الشيئ لن يعطيه ! يا ولدي لقد إنتصر عليك الأحباط والعجز و لم يترك لك شيئ سوى أن ترمي بالمنديل ! و رميت بالمنديل و على الهواء مباشرة ! فلماذا تريد مني أن أركع للسلطان ؟ أ أركع للأستبداد! و الغورة و الدّسيسة ! أأركع للرّذيلة و النسيان! لأنك لم تنجع في مسعاك ! فقدت الثقة في نفسك ! لأنك دخيل على الحرية ! لأنك دخيل على هذا الميدان ! أسست إذا مدرسة الأستسلام!لن نركع و لم نتوب حتى تحمرّ الأرض ! حتى يعم العدل ديارنا ! و الرّب لن نستسلم و إن إستسلمت جميع شيوخ العالم ! و لن نستسلم و لو رفعتم الفرقان على رؤسيكم ! لن نركع يعني لن نركع يعني لن نركع ! و لو خرجت جميع المساجين ! و لو زوّجت جميع العوانس ! و لو عادت جميع العرب لأوكارها ...و لو تابت الأرض على الدّوران!قل لسلطانك أن يجعل من المساجين ! أن يجعل منهم قديـــــــــــدا مالح! أن يصلبهم كالعراجين ! لن نصالح ! قل لسلطانك أن ...على الأرض و العرض يغور ...قل له لن نصالح ...سنحرمك من بناء مدرسة الأستسلام ! لن تدخلها ! لن تفرح بالتدريس فيها ! لن تطلي جدرانها ...سأحرقها ....يا ولدي ...سأنسف سورها حتى ! و لن تستسلم لك الطيــــــــــــــــــور! أقص إجنحتها إن مرّت بوادك ! أن كان لك واد هنا واد الغضب ! لا مكان لك ! إتجه غربا! إتجه شرقا ! ...لقد قال النخيل ...لن نصالح ! و قال الزيتون لن نصالح ...و السماء قالت لن نصالح !!!!!! و الأرض كانت كما كانت شريفة ! تصّلبت ، غصّت بها القداسة ! لا ارض عنك ! لا زيتون عندي ! لا عنب في إنتضارك ! أنت تحرم من الأرث الأن .....حالا ! قبل موعد ...قبل الرّصاصة التي ترديني شهيدا

!قاسم