كتب الدكتور خالد الطراولي ما يلي:
جاء في رسالتكم ما يلي : القافلة الصحيحة للعودة، هي قافلة عودة مشاريع التغيير المشردة والمنفية والمغضوب عليها، مع حملتها ودعاتها والمنتمين إليها، دون تمييز وإقصاء، وإحداث مصالحة وطنية تجمع المهجر والداخل في مشهد سياسي حر ومتعدد وديمقراطي.
( إنتهى)
و لما لم تستطرد ؟ قائلا بأن المبادرة البارسية كانت لها أسباب و كانت لها قلوب جاهزة و منادية بها. لذلك و لولها لم يتجرأ النضام بأرسال المسمى بحمادي التونسي يجوب العالم متصلا بالمعارضين و المعارضات لتسوية وضعيتهم و كأنهم متهمين بالمعارضة ...كان يجب عليك أن تقول في المبادرة البارسية بأنها خطوة لى الوراء راد بها النضام التونسي لا فقط بأن يجرم المعارضين و لكن بأستبلاههم جميعا ...و المضي قدما في حقارة هاؤلاء أن كانو قد وجدو في الحقيقة ...هذه الحملة السخيفة سبقتها حملة إعلامية قادتها الهياكل التجمعية بالمهجر على صحيفة تونزين ...كان ذلك منذ شهرين على الأقل. إن كانت الدكتاتورية تحترم نفسها و الأخرين فلماذا لم تقم بهاذا الشيئ على مرأى و مسمع من العالم أجمع و أمام كل صحافين العالم. سيدي يا صديقي إن نفسية الدكتاتورية التونسية مريضة كما نفسية المعارضة نفسها : فهي تود أن تمارس الساسة سرا و بعيدا على الصحف و بعيدا على الفضائح و كأن شيئ لم يكن و كأن شيئ لم يحدث. تلك هي سيدي طبيعة النضام التونسي منذ وجد على الأرض ...( ما را حد ما سمع حد ..سياسة بيني و بينك ...شد يا حمد). أما المعارضة التونسية فقد أصبحت جزءا من المشكل أكثر منها جزءا من الحل و ذلك لعدم تمرسها و لعدم ثباتها و لتعدد زعمائها و برامجها. المعارضة التي رفعت شعار المصالحة مع جلآدها ستكون و ستبقى في إنتضار حل من الدكتاتورية ..عندها ستصبر صبر ايوب ...وعندما يصل بها الحد تنزل إلى اسفل السافلين كما فعل الدكتور البيطري و أرسل برسالة تهنئة بمناسبة السابع من نوفمبر ..غير انها كانت جدا متأخرة. هنا و عند المصالحة بالضبط ..يا سيدي ...يقف و يصبح المعارض البسيط لقمة سهلة و هدفا للدكتاتورية. من عرضه إذا للبيع ؟ الواضح و الجلي إن المطالبين بالمصالحة هم اللذين فتحو باب الميزاد العلني ...كما كنت كتبت في الفتنة الكبرى.
عندما لم يجد التجمع سبيلا أخر للخروج من عزلته السياسية و التنضيمية إلتجئ إلى شراء من عرض نفسه للبيع بمعاهدة المصالحة ...المصالحة تعني في جمهورية قاسم عرض بيع و شراء لا أكثر و لا اقل. لنتدرب معا على المنطق المبسط و البسيط ...حيث و عندما خرج الجبل من سجنه رفع شعارة المصالحة و كنت أعرف حسن نية الرجل و كرامته و لكن كان عليه أن يفهم أن ما يقوله أو ما يكتبه لا يعني الشيئ نفسه بالنسبة لنضام فاقد للشرعية. لقد فهم النضام من وراء خطاب المصالحة شيئ واحد : ألا وهو: طمأنته ....يعني أن الدكتاتورية فهمت وكأن الجبل أراد أن يطمأن النضام واعدا إيهاه بعدم التصعيد. و هنا يكون بيت القصيد...سيدي أنت لا تخاطب ألمانية الفدرالية و لا تخاطب نضام يفهم في أصول الفلسفة و العلم و المنطق ...أنت يا سيدي تخاطب ديكتاتورية لا تفهم ما تفهمه أنت و لا تعتبر حتى بتجارب شعوب أخرى و لا حتى باخطائها...من هنا وجب عليك و علي و على كل من أوتي من علم التحليل من منطلق فهم الديكتاتورية للخطاب السياسي و لا كما يكتب و يقرأ على الصفحة البيضاء التي أنت بصدد الكتابة عليها بكل صدق و أخلاص.
سيدي أعرف أنك تستقرأ واقع السياسة التونسية من مبدأ أخلاقى كبير و من مبدأ المصالحة الواضح في الشريعة الأسلامية ...اليوم سيدي لا أخلاق في السياسة و لا إجتهاد فيها و لا حتى التفكير في قلب موازينها عندما يكون الخصم متربصا بكل من خالفه في أمر الخلافة...هاذا يعني أن المصالحة لا تعني له ما تعنيه لك و أكثر من ذلك يستعملها لتوريط المعارضين و الجز بهم في خندق الأستسلام.
في ما يلي دعني أحلل ...فقد اكون خاطئ ...فلا تبخل بالرّد العاجل
هناك أربع طرق متاوجدة على الساحة ساعطيها أسامي من يتكلم بها و من يرى فيها طريقا و خيارا للشعب التونسي ...الأسماء لا تعني شيئا و لكن الفكر بدون رجاله يعتبر بالنسبة لي ظربا في البحر ...لنظع النقاط على أحرفها و لما لا؟
أولا : الثورة الشعبية و القطيعة الساسية و التنضيمية مع النضام كما يطرح الدكتور منصف المرزوقي....! هل هاذا بحل و هل تريدني أن اقتنع به و أنا الذي كنت في قلب ثورات العالم! من أين تبدأ الثورة ؟ أين الفكر الثوري ليثور به الشعب التونسي ؟ أين العمال ؟ أين الفلاحين ؟ أين الكتاب؟ أين القبادة ؟ أين الطبقة البورجوازية و أين طبقة البوليتاريا؟ الشعب التونسي لن يثور وراء الدكتور منصف المرزوقي و لن يخرج أبدا ....شعب تمرس و تعلم كيف يسكت و كيف يبتلع السكين بدمها ...شعب تعلم الصبر على القهر و الضلم و الفساد و لكنه لن يخرج في ثورة المرزوقي...كان على الدكتور أن ينزل بتنظيره إلى الشعب قبل أن يتوجه ألى رأس السمكة. الدكتاتورية ليست مرضا كما يعتقده الدكتور منصف المرزوقي ، و لن تموت بحقنة واحدة.
ثانيا : التوجه العالمي بقيادة الولايات المتحدة و أروبا لدمقرطة العالم العربي و العالم الثالث ككل..هذا التوجه كان من خيار الأستاذ نجيب الشابي و ما زيارته للولايات المتحدة أخيرا إلا للأ ستفادة من الضعط الأمريكي على بن علي. أما زيارته لأروبا بعد الخروج من اضراب الجوع مباشرة كان دليلا واضحا حقيقة توجهه في إستعمال هذه الضغوط لصالح حزبه اولا و ثانيا لعزلة النضام ...أما الشعب التونسي فلم يكن في مقدمة برامجه. كان على الأستاذ نجيب الشابي ان يزور البلاد من شمالها إللى جنوبها و يجعل من شخصه زعيما يهابه بن علي ....أقول الأستاذ نجيب الشابي فوت على نفسه فرصة كانت هذه الأخيرة. من هنا جاءت كلمة الأستقواء بالآجنبي و أنت تعرف حساسية الشعب التونسي في هذا الميدان...لن يستطيع الشابي أقناع أحد من العمال أو الفلاحين ...الأستاذ حرق نفسه بنفسه داخليا ...أما خارجيا فهذا لن يكون بقصيدي...يعتقد الأستاذ الشابي بأن الديكتاتورية شركة بإستطاعتها الدّخول في رأس مالها ، و ذلك بحاولته فرض ترّشحه للرئاسة ؟ دون التّثبت في قوانين الأنتخاب !!!! حيث لا قانون يحكم البلاد !!! ترّشح الشابي أو لم يترّشح ..الصناديق جاهزة ب 99.99 %
ثالثا : الغنوشي ...لم يعد بجرابه شيئ ...هكذا خرج يوما على الساحة و غادرها مكره أخاك لبطل ...إنشقت النهظة و لم تعد لتفي بوعودها ...تخلت عنها نخبتها ...فرغت كما كان الطبل فارغا منذ الثمانينات. ليس للغنوشي شيئ جديد و لم يعد له حتى الطرح الأسلامي و لا حتى البعض منه ...الدكتور الغنوشي إنتهى سياسيا و لو كنت في مكانه لتخليت على الهظة بمحض إرادتي ......الشيخ راشد الغنوشي ..قدم لتونس الكثير و يتحمّل المسؤولية كما النضام تماما !!! لم يزكي بن علي أحدا غيره !!!!!...و لكن في هذه السنوات لا أضن أنه قادر على تقديم المزيد و لكن وجوده على رأس النهضة سياسيا يعني دعما لبن علي...لا أكثر ...لأن النضام التونسي يعيش على شيئ واح و هو مقاومة ( الأرهاب) المتمثل في النهظة خاصة و على رأسها الشيخ راشد الغنوشي. لذلك لن يخرج الشعب التونسي مرة أخرى وراء الأسلامين أبدا ...لن يفعل و لن يثق بهم إلا ما عفى ربك...تجربتهم السياسية لم تكن مقنعة لهم قبل أن يقتنع بها هذا المواطن البسيط ...تونس لا تمثّل مسجــــــــــدا كما يعتقد الشيخ راشد الغنوشي
رابعا : المصالحة و هذا بابك ؟ ماذا تريدني أن أقول في المصالحة و أنا لا أطيق حتى الحديث عنها لأنها تعني لي بالضبط أن أبيع جزءا من زينب من بيتي من قصيدي و من جمهورية قاسم ..كان عليك سيدي أن تتساءل مع من تكون المصالحة ؟ مع من ينتج أفلام الجنس؟ أو مع من يستقوى بالأسطول السادس...سيدي يا صديقي ...قناعتك بالمصالحة تكون فخرا و عزا لي لو كان على رأس النضام ...حتى أقلهم عدلا و معرفة ...و لكن هيهات يا دكتور خالد ..و كما قال قاسم : صالح لن يصالح و أبناء المساجين لن يصالحو و زينب لن تصالح و صالح لن يصالح. و السماء لن تصالح و الأرض نفسها لن تصالح...و لو رجعت كل حقوق الشعب التونسي
سيدي إلى اللقاء
و اللسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قاسم قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق