كان شعار المرشّح باراك أوباما : نعم نحن نستطيع - yes we can
انظر الآن ما الذي يصيب هذا الشعار وهو يعبر البحر المتوسّط ليرسي في تونس.
لا، نحن لا نستطيع ...شيئا ضد لعبة مصادرة سيادة الشعب سوى المساهمة فيها.
لا،نحن لا نستطيع...التخلّي عن وهم إصلاح الدكتاتورية من قبل الدكتاتور نفسه.
لا ،نحن لا نستطيع... التوحد على برنامج سياسي هدفه رحيل الدكتاتور ومنع تجدد الدكتاتورية عبر سابع جديد.
لا ،نحن لا نستطيع...الترفّع عن حساباتنا الشخصية والحزبية .
لا، نحن لا نستطيع...تنظيم المقاومة المدنية .
لا ،نحن لا نستطيع.. أن نقبل ثمن الحرية .
لا ، نحن لا نستطيع...أن نواجه... وأقصى ما يمكن أن نراوغ وأن نراوح.
لا ، نحن لا نستطيع إلا التسول والرجاء والتعويل على الظرف الدولي ، وعش يا فؤادي بالمنى.
لا ، نحن لا نستطيع ... شيئا ضدّ الفساد والكذب والتزوير والقمع باستثناء الأنين والشكوى.
لا ،نحن لا نستطيع.... تصوّر أنفسنا أحرار.
الداء الذي ينخر اليوم في العقل السياسي التونسي، سواء على مستوى النخبة أو على مستوى الشعب هو تفسّخ العزيمة، تحلّل الإرادة، استشراء الإحباط، انتشار اليأس، تغلغل احتقار الذات والآخر، انهيار الثقة في القدرة على أن نفعل شيئا.صحيح أننا أمام آلة قمع استطاعت أن تفعل بنا كل هذا في أقل من ربع قرن .صحيح إنها آلة في منتهى الخبث، ومنتهى الفعالية ، ومنتهى الإصرار على المضي قدما في خطتها الجهنمية لتجعل منا غبار أفراد لا حول لهم ولا قوة.لكن نعم نحن نستطيع تدميرها ، بل وبأسهل ما نتصوّر .لقد قال الشعب الأمريكي الكبير لا لعراب الديكتاتورية التي سنت قانون الإرهاب في 2003 ليكون مكملا لل Patriotic act الذي كبّل به الجريات في بلاده قبل أن يزيد من تكبيلها في العالملقد قال الشعب الأمريكي الكبير لا للتعذيب بقوانتانامو الذي كان المبرر الأكبر لعودة التعذيب في بلادنا .كلاب السيد بوش على امتداد العالم العربي والإسلامي في أزمة ومهمتنا نحن اليوم أن نقول نعم نستطيع التخلص منهم لاحتلال مكاننا بين الشعوب والأمم المتحرّرة .الدرس الآتي من أمريكا اليوم، بجانب درسها العظيم في الترفع عن العنصرية ، وقدرة الشعب على الإطاحة بسلطات وضعت نفسها فوق كل القيم، أنه لا شيء يتحقق بدون الجسارة التي تنبع في القلب والتي تقرّر أنه بوسعي أن أكون وأن أفعل.نعم تستطيعون أنتم أيضا أيها التونسيون . ...شريطة أن تريدوا وأن تعملوا.فإلى الأمل وإلى العمل إلى أن يتحقق هدفنا أن نعيش في بلد شعبه سيّد نفسه ودولته شرعية ومواطنه كريم ...كل هذا فعلا ، لا قولا.هنيئا للشعب الأمريكي الكبير وهنيئا للرئيس أوباما والعقبى لتونس والتونسيين
الدكتور منصف المرزوقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق