06‏/11‏/2008

حكاية ارق الرئيس على الطريقة الخيامية (2)

الجزء الثاني


خرج الرئيس بعد العشاء وبعد ان تناول جرعات الهرمونات التي تؤمن حياته. اراد التمشي في بهو القصر وحدائقه, تذكر ايام حمام سوسة وكيف كان يتمشى مع المنصف الى المقهى الوحيد بالقرية ايام فرنسا, فيلعبان الورق, ليلة بعد ليلة بعد اخرىـ ضحك قليلا عندما تذكر كيف اعيدت كتابة تاريخه, وقال هامسا ـ نضال الشكبة ضد الفرنسيس ـ
لكن نشوته راحت حين تذكر امره المحزن. ذلك الامر الذى يخشى حدوثه بعد مماته. يقلقه ذلك الامر الى درجة نسيانه او تناسيه ما حدث على مائدة العشاء. تلك العائلة الملعونة السوقية التى تقاسمه القصر. امي نانة وتدخينها المسترسل اثناء الاكل, وعماد الذى لا يفض فوه عن بذيئ الكلام وان الحسن الذى لا ينفك عن طلبه منذ ايام بان يبيعه شركة الخطوط الجوية التونسية بمساندة من ليلى ـ مسكين وخي هلكوه بالكنكيرونس ولاد الحرام متاع التينيس أر . كان ما تبيعلوش كارطاقو تفلس راهوـ
لماذا يحبها, كم تسائل من مرة عن سبب حبه لتلك المرأة التى خذلته وعائلتها عديد المرات ومع ذلك يحبها بجنون وزاد حزنه لما تذكر ان امره السرى يتعلق بها


تجاوز جل الحديقة الفائحة بروائح الخزامى التى امر بزرعها بعد الانقلاب على الزعيم في كل نواحي القصر مكان الياسمين وحذر لما وصل الى مكان اتخذته امى نانة لاقفاص ام البويا التي تحضرها من المغرب والسنغال. ووصل اخيرا بعد مشى متثاقلة الى ملحق للقصر كان ايام الزعيم اسطبلا للخيول التي يهديها له عظماء العالم,واصبح بعد السابع من نوفمبر مكان خلوة الصانع المفضل يقبع فيه ممارسا هواية الالكترونيك المفضلة عنده بحسب قنات سبعة التي دخلت المكان في ذكرى التحول المشؤوم ذات عام, لتبين ل التونسى ذكاء رئيسه


وقف امام الباب برهة والتفت الى حارس قريب من المكان وقال بحزم ـحلي الباب عيش ولدي ـ هب الحارس لامر سيده وارتسمت على وجه ابسامة سريعة لم يراها الزين, فقد تذكر تسمية الحراس في ما بينهم لالمكان ـ ستيديو ماك غايفر ـ كم من حريق سببه المعلم هنا وكم من معدات باهضة اتلف
ولج ابن علي اسطبله ـ اقصد مختبره. كم اشتاق لهذا المكان العزيز لم يدخله منذ يقين مرضه كم عاش من احداث سعيدة, هنا اختبأ عندما كان صديقه باراك يصول غير بعيد لقتل ابي جهاد, هنا تخلى عن الحبيب عمار والهادى البكوش وهنا ايضا كان ما كان مع ليلى


ـ سكر الباب عيش ولدي وما تخلي حد يقرب ـ حاضر سيدي الرئيس ـ
توجه الصانع الى الهاتف الوحيد بالاسطبل ونفض الغبار عنه وركب رقما لندنيا صفر , صفر , اربعة , اربعة, اثنين , صفر , الخ


توت توت اربع مرات اجاب بعدها صوت وقور نزل على الزين بردا وسلاما فعرف انه سينزع عنه الحزن بعد المكالمة. عادت ملامح البهجة الى وجهه الدميم واستقام في جلسته مستعدا لبسط سبب ارقه وسماع الحل لمعضلته من صديق عمره ورفيق دربه وسبب وجوده وبقائه . انه الشيخ راشد الغنوشي على الخط.

Tunezine

Ibnou Irroumia

12-07-2205

ليست هناك تعليقات: