17‏/08‏/2008

رسالة للدكتور سي رضوان عبيد

إنت قلت يا أستاذ :

في الحقيقة، إنّ اللّهجة التّونسيّة-لُغتنا المحكية-هي الّتي تُمثل العنصر الأساسي لهويّتنا وهي الّتي-كما قال هشام جعيط- «تلعبُ دورا رئيسا في شعُورنا بالإنتماء لمجموعة وكيان وشعب وأمّة هي الأمّة التونسية. يتّصل التونسي داخل قطره مباشرة وفي أدنى الفروق بمواطنيه، وفي الخارج وسط نشاز العامّيات العربية الأخرى يتعرّف على أبناء وطنه عبر نبرة أصواتهم وطريقة لفظهم وتنغيمهم، وفي التّلونات الطفيفة الطارئة على عباراتهم الجاهزة ونُكهة عُدّتهم من الأمثال».(6) وإذا ماعرضنا هذه اللهجة على غربال الألسُنية وجدنا أنّها من أصول مختلفة فنجد إلى الجانب العربي الأكبر منها، كلمات من أصل أمازيغي أو تُركي أو أسباني أو فرنسي أو من بلدان أخرى من حوض البحر الأبيض المتوسّط أوحتّى أبعد من ذلك. فلغتنا المحكية هي المرآة الحقيقية لتاريخنا وبالتّالي لهويتنا. ومنذ الإحتلال الفرنسي غزت لهجتنا عديدُ الكلمات الفرنسية وهناك من التونسيين من يتعمّد المبالغة في إستعمال الفرنسية ليبدوَ من الطبقة "المثقّفة".

علاش ما تكتبش بيها ، طــبق قناعاتك يا سي المدير ...أحنا ما نعرفوش نكتبو لا بالعربي و لا بالسوري و لا حتــى بالدارجة . و حكاية الأمة التونسية هذه ، راك بلّــغتلها ياسر ! و كثرّت على ما وصوك ! نقص من القراية شوية ، راهي إظــــر ساعات !!!! تعرف علاش بورقبة متاعك طلع بالأمة التونسية ! لأنو ما إنجمش روحو في الشرق ! في الواثع الجماعة ألي كيفكم ما إنجموش إعيشو الأنترناســــــيونال ! صغار ياسر ! تفكير ظيق ..لذلك ما إنجمو يتحرّكو و يكتبو و يحكمو كان في شوية عباد ...الفضاؤ متاعك يا دكتور صغير ياسر ! ما يقنع كان واحد من تحت أمو ما خرجش . ....حبيت إنقولك : فاتك الربيــــــــــع متع الكبارات !.

قلت : إنّ هذا النوع من الخطاب يُحاول -باسم الهوية العربية الإسلامية- أن يختبئ وراء نقد سياسة دولة الإستقلال ليُشكك في الخطوات التي حققتها تونس على درب الحداثة. إنّ مجلّة الأحوال الشّخصية تُمثل عنصرا من عناصر هويتنا ولا يُمكن التشكيك فيها مهما كانت الذرائع.

على أنا حداثة تحدث سيادتك ؟ على الديكتاتورية ؟ على الحبوسات المعبية ؟ على حقوق الأنسان ؟ على إنتخبات شفافة ؟ علاش تتحدث ؟ الحداثة في مفهومك و مفهوم عرفك هي : العرى و القرى و السرقة و الغورة و الهيبي و دزان النح ...التفزعيك ! الكذب و النفاق ! الغطرسة ! الباندة ! الطحين ! ! الحداثة متاعك هذه الشعب التونسي ما حاجتوش بيها و لا بيك ....الشكارة و البحر !
الحداثة تعني يا دكتور : الحرّية ، الكرامة ، تعني العدل أساس العمران / تعني سقوط قرطاج !

قلت : فقد تَتَوْنَس الإسلام في بلادنا واصطبغ بمناخنا المعتدل وببيئتنا. فالإسلام التونسي إسلام متسامح ومعتدل ولا يُمكن أن نُقارنه بالإسلام الآسيوي مثلا كالباكستاني أو السّعودي أو الإيراني. وأورد هنا خبرا بالغ الدلالة قَرأتُه منذ أسابيع ومُفاده أنّ زُهاء 300 شخص أجنبي أعلنوا إسلامهم سنة 2007 بيْن يَديْ مُفتي الجمهورية التونسية، لقد إختار هؤلاء الأجانب تونس ولم يختاروا أيّ بلد إسلامي آخر، وذلك لبداهة قيم التسامح والإعتدال والإنفتاح في إسلامنا فصار يستهوي الأجانب وقابلا "للتصدير".

هنا بديت إتهز و تنفض كما العادة : المناخ حاجة و العلم حاجة !!!! بحقّك قلت كليمة على جامعة الزيتونة ! ما هي الأصل في الأســـــــــــلام التونسي ؟ ما إتقوليـــــــــش مكة إتجي وين في العاصمة و إلا في القيروان ! الأسلام واحد يا شيخ تــــــــــــــراب / هز و إلا حط \ التجـــــــــوعيب و الهزان و النفضان لا !!!! و كانك ماك باش تفهم توه إنحيلك الدم الفاسد !!!! مفتي الجمهورية متــــــــــــــاعك !!!! قولو إسلّم عليك قاسم ! راهو في الجمهورية متاعي ما ثمـــــــــــــاش مفتي !!!!

قاسم قسام

ليست هناك تعليقات: