والآن ماذا نفعل وقد وقفت الزنقة على تونس ؟وضع الانغلاق وأخطاره
د. المنصف المرزوقي ( بالأحمر)
هل ما نعرف من جمود كل نشاط سياسي الهدوء الذي يسبق عاصفة مدمرة أم المرحلة الأخيرة للتفكك ؟ وفي كل الحالات ماذا يجب أن يكون موقفنا ماذا نفعل وقد اكتشفت الأحزاب القانونية عبث اللعب في المساحة البالغة الضيق التي تسمح بها الدكتاتورية وعبث الامتثال لقواعد هي دوما لصالح الخصم ؟
لا أبدا، سيدي الكريم ! لا عاصفة مدمرّة و لا مرحلة أخيرة للتفكك ، في إنتضار الساحة السياسية ! ما تراه سيدي الكريم ، إنما هو اليـــأس بعينه، فشلت كل الأقلام في تحريك أجرام أقرب للسماوية من الأنسانية ! السكّون المخيم على الساحة السياسية يعود أساسا لعجز المعارضة بكل أطنابها على إيجاد فكرجديد يدمج كل الأطياف في صف البحث على الحقيقة ! ما تراه سيدي إنما يعني في الحقيقة إنتظار الفـــــرج ! كما جلوس القرفصاء في إنتضار قطار مـــــا. قد يمر هذا القطار ! في رمشة عين و تبقى المعارضة فاتحة لفاه خرب من كل أنيابه ! و في كل الحالات سيدي الكريم، إن الأحزاب القانونية لا تفقه معنى الفضاء السياسي أصـــــــلا، أما الدكتاتورية فقد أجبرت الجميع على الأستســـــــــــلام ! لقد إستطاعت إستغلال الفضاء السياسي لتزرع ثقافة الفشل و ما المصالحة التي كنتم قد تابعتم أطوارها على النات إلا نتاج لحالة الأنتضار التي عليها المعارضة بكل أطيافها و حالة الطوراء التي تحكم تونس من ظلام الشابع من نوفمبر ! ألست ترى سيدي الكريم ! أن الشعب التونسي يعيش الهامش تحت سقف حالة طوارء متواصلة !!!
ماذا نفعل وقد قررت النهضة أن تتمسك بمواقف لا تقدم ولا تؤخر.؟
النهضة قدمت الكثير و الكثير ! و لم يعد لها بد إلا من المناورة من وراء أسوار المدينة ! ماذا بقي من النهضة ! و قد أتت عليها كل الفتن! فمنهم من صالح و منهم من يصالح و منهم من سئم الأدارة المركزية ! النهضة كجسم سياسي كان فاعلا في ماض ولـــى لم يعد ذاك الفتى اللّذي بأستطاعتها أن يتبنى مواجهة أخرى ! النهضة بين نارين، نار المساجين السياسين و نار قانون الأرهاب ! و عندما تكون بين نارين فلن تسطيع رأية العدو حتى! أرى النهضة كما رجل أعمى في ساحة الوغى ! لن ينتصر ! و لكن يحافظ على بقائه حيــــــــــا! سيدي الكريم ، إن كنت في إنتضار النهضة فأقول لك سيطول إنتضارك حتى إنقلاب جديد ! يبدو لي ! أن عملية المصالحة الأخيرة كانت في واقع الأمر إنقلاب داخل النهضة نفسها كعملية تحظرية لآنقلاب داخل السّلطة ! حيث لا شرعية ! بدون تزكية إسلامية : هذه أصبحت سنة السياسية التونسية! و حتى و أن طفأت نار الأنقلاب الهادئ بقيادة الهاشمي الحامدي ، فأن الأمور تجري من تحت الطاولات في إتظار تزكية الديكتاتور الجديد! سترى سيدي هذه الحقيقة بأم عينك! على النهضة أن تناور داخل فضاءها ! دون الأقتراب من الجبهة ! فكل إعظاءها مهددون بالعودة للسجون ! لذلك أتفهم موقفهم و حالة إنتضارهم !
أما النخبة التونسية، فلم تسطع أن تحرك ساكن ! و ذلك لعدم ثقتها بنفسها ، كما يجب أن يكون ! لم تتفاني النخبة في الدفاع على الشعب التونسي و ذلك خوفا من أن تعود النهضة للساحة السياسية ! فيفقدو هاؤلاء أمكنتهم ! لذلك نرى كيف أنهم لم يستطيعو حتى أن يتفقو على أبسط الأشياء ! لماذا غادر المختار اليحياوي هيئة الثامن عشر من أكتوبر؟ هل كان ليس مرغوب فيه ؟ هل جيئ بيه عنفا ؟ لماذا أختارت الهيئة أن تمارس الخلط بين السياسي و العمل الحقوقي ! أليس هذا عدم في حد ذاته ! لماذا أرادو جميعهم أفراغ هذه الهيئة من محتواها حتى تصبح خاوية ؟
ماذا نفعل وقد تبين أن دعوة المؤتمر من أجل الجمهورية للمقاومة المدنية كانت صرخة في آدان طرشاء وأنه لا المعارضات ولا الشارع يريد سماع هذه الاسطوانة ؟
سيدي الكريم ! نداء المؤتمر للمقاومة المدنية يعني في الحقيقة صراخ المؤتمر من أجل الجمهورية ! لآنه محاصر أولا و ثانيا أنه لم يستطع خلق فضاء سياسي خاص به ليقترب من الناس! المؤتمر من أجل الجمهورية، حزب جديد ، ليست له تجربة كبيرة في عملية التعبئة الشعبية و لا حتى في المناورات السياسية ! بل أراه واضحا جدا إلى درجة ، إني قد أتوقع ماذا سيصدر في بيان القيادة. سيدي الكريم ...مازال الشعب التونسي لم يعي درجة إذلاله و لاحتى له تصور واضح لما يجري ! هذا الشعب محاصر تحكمه لقمة عيشه فقط ...و مازلت الحرية و الكرامة في مفهومهما لم تصلا إلى درجة الخبــــــــز!
ماذا نفعل وقد واجهت السلطة الطلبات الدنيا لمجموعة 18 أكتوبر بالصد وبمزيد من التحجر والقمع ؟
سيدي الكريم لن يجيد عليك أحدا بشئ ! تفتكّ الحرية و تفتكّ الكرامة !ّ أما ب 18 أو خارجها و ما هذه التجربة إلا محاولة ! و فشلها يرجع أساسا في عملية بناءها المرتجلة ! رغم شجاعتها و إتقان إخرجها ! اليوم ما الجديد ! كيف نبدأ من جديد ! كانت أكــــس ، كانت 18 و ستكون أخرى عما قريب ! و لما لا !!!! لن تعيش الماضي ...بل لا بد من المحاولة أخرى بعد الأخرى لو لم تكن أكس لما كانت 18 و بهما وجب علينا صنع مؤتمر ....!!!!! حاول و إلى الأمام !
kacem kacem
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق