"الوطني" علي بن نصيب في الحضن الأمريكي!
الصحبي صمارةمنذ أسبوع واحد رَمرَم علي بن نصيب بعض العبارات على قناة الجزيرة ليدين أفضل الأقلام التي عرفتها الصحافة التونسية، المواطنة الحرّة نزيهة رجيبة ﴿أم زياد﴾، التي تكتب بحبر الحبّ والحرّية، واعتبرها غريبة عن الصحافة فيما نسي هو أنّها قيمة ثابتة لا تحتاج إلى شهادة طيور الظلام.إذا كان الهجاء يسمح بدخول البعض إلى تاريخ الأدب من الخرافة إلى الرواية العلميّة فإنّي أعتبر هذا النصّ رثائية في وطنّية أصبح دعاتها وممثّلوها بن نصيب وأمثاله حتّى لا يحصل لهم شرف الهجاء.
المقامة الرثائية في دعاة "الوطنية"شوهد ليلة البارحة "علي بن نصيب" الذي يعدّ إحدى "الأيقونات" الجديدة الناطقة باسم السلطة في تونس وأحد "رموزها الشامخة" في علياء الوطنية، في رحاب السهرة التي دعت إليها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بإحدى نزل ضاحية قمّرت.علي بن نصيب لمن لا يعرفه يتصدّر إحدى صفحات الجرائد الصفراء في تونس، وهي مع الأسف كثيرة جدّا، ويستعملها منبرا للعن المعارضين والحقوقيين. لا أحد يعرف من أي بؤرة أتى إلى مشهد إعلامي ضحل ليزيده ضحالة ويتحوّل فيه إلى ناطق شبه رسمي باسم السلطة ليترجم، كأشباهه، رغبة ملحّة لدى النظام في القضاء على كلّ نفس تحرّري وكلّ قلم يرسم الحلم بولادة تونس حرّة من براثن الاستبداد والظلم والفساد والفقر والوهن والعطالة.رأيته البارحة، لم أكد أصدّق نفسي عندما لمحته يتسلّل بين الحضور، وهم مئات من الشباب والنشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، حضروا تلبية لدعوة السفارة لقضاء الليلة الأخيرة في نظام بوش الابن والجمهوريين من وراءه ومشاركتهم ساعات الترقّب لنتائج انتخابات تمارس عبر الصندوق لا عبر شراء الذمم.
كان- على ما يبدو- من أوّل الوافدين الذين شبعوا ممّا قدّمته السفارة من طعام وشراب، يزمّ شفتيه معلنا عن فراغه من التهام الوليمة على نخب الوطنية. ولم أكن أعرف أنّه من الذين يتغدّى عند النظام ويتعشّى عند السفارات بل كنت أتخيّله يرتدي جبّة الوطنيّة ويحتضنها في الليل باكيا على ما يعانيه أبناء الحوض المنجمي في السجون وما يضيع من أعمار شباب البلاد الغارق في البطالة والفقر.كنت أظنّ، وإنّ بعض الظنّ إثم، أنّه سيرسل يوما دبّابات لتسحق جميع السفارات التي امتهن لعنها ووظّف لينتهك أعراض من يدخلها، عدا مؤجّريه طبعا، أصحاب التقارير الرسمية والمواقف الرسمية الذين يراقبون ضمائر الناس ويقيّدون حياتهم ولا رقيب عليهم ولا حسيب.لم أكن أتصوّر أنّ الوطنية تحوّلت إلى مصطلح سياسي يحتمل الكذب والنفاق أكثر ممّا يحتمل الثبات والمبدئية ولكن لكثرة جماعة "بن نصيب" وسياسة "اليانصيب" أصبحت أشكّ في كلّ شيء.قرّرت شقّ الصفوف للوصول إليه والتقاط صورة له وهو يتمطّى فرحا بعشاء مجّاني على مائدة الديمقراطية الأمريكية التي لا تحسم نتائجها إلاّ بعد الفرز النهائي لجميع الأصوات على عكس الديمقراطية التونسية التي لا تحتاج أصلا إلى أصوات.
ورغم وعيي بأنّ الهدف من الدعوة التي وجّهت إلى الشريحة المعنية بالشأن السياسي في تونس وخارجها تتضمّن رسالة إلى جميع التونسيين ليواكبوا الأسباب العميقة التي ضمنت للولايات المتحدة الأمريكية طيلة عشرات السنين قوّة وتفوّقا ونجاعة اقتصادية وسياسية فإنّي لم أعر اهتماما للدرس الأمريكي ولا لكلمة السفير بل كنت مع "بن نصيب" أحاول فكّ اللغز وإزاحة اللبس بين "الوطنية والعمالة" في زمن الديكتاتوريات اللّزجة التي حوّلت طلاّب الحرّية إلى لعنة تلوكها ألسن المتسلّقين واللئام.في نهاية المطاف توصّلت إلى قناعة أنّ جماعة بن نصيب مستعدّون لبيع كلّ شيء بدءا من أقلامهم وصولا إلى دلالات الكلمات التي يكتبون وهم يعيشون مثل "المكدّين" بين وليمة وأخرى وأنّهم نتاج لحالة مرضيّة على مرّ التاريخ كما هي الأعشاب الطفيلية التي تترعرع في تربة مهملة لكنّ الطفيلي يبقى طفيليا
غير معروف ....
و ناس ملاح
هناك تعليق واحد:
J'ai aucun commentaire sur le contenu de l'article, comme d'habitude des articles reflétant une culture riche et une éloquence politique remarquable.
The only strange thing about this blog is how isn't censored yet.
...Anyway, I hope it doens't happen ever and you already have my vote. ^^
, I think people don't comment on your articles due to the fear that you are affiliated with the the government....
إرسال تعليق