12‏/10‏/2008

الشيـــخ القصير

مراجعة تونسية لابد منها
مرسل الكسيبي


الجدل السياسي المحتد هذه الأيام بخصوص المشهد التونسي العام ليس مفصولا في تقديرنا عن حسابات يضعها البعض قبيل سنة من انعقاد مراسم الاستحقاق الرئاسي ...

لا سّنة لا فرض ، باشي في بالك ، أنت و التّجوع بالي الشعب التونسي يستنى في حاجة ! أبدا الناس هزّت يديهــــــــا من بن علي و التّجّوع و الطرابلسية و الخوانجية ألي كيفك ...ألي ركبهم الدّم الفاسد مع برهان بسيس ...إنت تحسب فيها خطاوي ...و الجماعى تجري جري.

فمشهد الانجازات التي حققتها تونس على أكثر من صعيد بات يؤرق بلاشك بعض أطراف الوسط المعارض.

بالك جايب بن علي حاجة من دار السيد الوالد ؟ و إلا إنت جبت حاجة !!!! المشاريع ألي صايرة في تونس ...عملتها المهندسين الكبار ألي ما تعرفش إتهز القفّة ...بن على كتب البلاد بأسم المرا عندو ! شوف بقدّاش دخل عام 87 و شوف اليوم ...الرّأجل يحكي بعشرة مليار دولار !!! و المرا كيف كيف ! بن على هلك البلاد أكثر ما إنفعها ...إمي ألي ما دخلتش الكتاب تعرف تحسب أكثر منك و منو.

المواطن التونسي والمراقب العربي يقف أمام صورة مكاسب تونسية عدة كادت أن تضيع مع ترهل بورقيبة , وجاء الرئيس بن علي في مشروع انقاذ سنة 1987 ليضع البلاد على سكة مشاريع تنموية كبرى لم تعرفها تونس حتى في أوج ازدهار السياسة الليبرالية الاقتصادية على عهد الوزير الأول الهادي نويرة ...

87 متاعك هلك البلاد طول و عرض ، كانت عندنا جامعة ، أتخرّج في الطبّة و المهندسين ، ولآت عندنا كفيشانطة إتخرّج في الرّقصات و البزناسة ...زمبرة إتباعت للصّين باش إكون في علمك ! و البحر للطّليان و الشط للطرابلسية ...و البنوك كيف كيف ...و العرب إلي يومنا هذا قاعدين إنقّرو فيهم في المات و في الفيزيك ....و المشاريع ألي تحكي عليها ...كياس لا أكثر و لا أقل ...رئيس الدولة ما يحكيش يالمشاريع ...يحكي ...إقول عملت قوانين ...قانون الأرهاب جديد ...قانون الرّئاسة مدى الحياة جديد ...قانون توريث الحكم جديد ...قانون تكسير الأحزاب جديدة ...قانون تسكير الجرائد جديدة.

مشهد عدم انقطاع الماء والكهرباء عن مدن وقرى تونس الا في محطات نادرة تتعلق بأشغال الصيانة والكوارث , مشهد لايوجد عربيا الا في تونس وبلاد الخليج , أما بقية البلاد العربية فهي لازالت تعاني من تعطل هذه الخدمات الأساسية في أوقات الذروة ...

كانك على الشبكة ، متع الماء و الضّوء عاملينها المهندسين ، أسيادك ألي ما إدربكوش ...و كانت جات حكومة تفهم رانــــــــا إنصّدرو في الضّوء و نصنعوه من العجاج و لكن أش نعملو كي ربّي صابنا بمصيبة كي بن علي و صحافي معاق كيفك ...هانا صابرين ...ألي إحب يمشي ألفوق ما إقارنش روحو باليمن و ألا بإثيوبيــــــا باش إطيح في الأوطوساتسفاكسيون ...قارن روحك بألي أقوى منّك باش تتقدّم يا أصغر صحافي في العالم....سبب تخلّفنا هوما الناس ألي كيفك ...

هناك ادارة حديثة في تونس وقطاع صحي يحفظ شعبها من تفشي العاهات والأمراض , بل هناك منشات صحية لاتقل تطورا عما نراه في مدن وحواضر الغرب , هناك صروح للتعليم والبحث العالي لاينبغي الاستخفاف بها , علاوة على شبكة مواصلات واتصالات تتطور بسرعة حثيثة , مكاسب لايمكن التبخيس من قيمتها في ثنايا غبار الصراع على السلطة...

ثمّة إدارة مرتشية من أقل حاجب ألي مدير المستشفي و ما هومشي إمخلين الأطباء يخدمو على أرواحهم ...أنا عندي وثيقة إتقول ألي دار مدير المستشفي تنبات بفلوس الصّبطار ...و رئيس الشعبة يسرق في الشباك و المفاتح و السبابل من المستشفيات ...عندنا إدارة إتقول فرانات ...ما هيش إمخليتا نخدمو على أرواحنا و إنقدّمو الخدمات للمواطن التونسي ...ما هي صارت الفيضانات و مات ألي مات و الناس خصرت ديارها و كرهبها ...وينها سدودك وينها كيّساتك الصّقاط ....شبكة التليكوم يا سي الصّحافي ...تتعمل في 6 أشهر على الأكثر ...و ما عاش تدخل في إختصاصات إتفوتك ...ما تفهمهاش و تفقهاش ...كانت جات الدّنيا دينيا ...رانا نصنعو في الشبكات متاعنا موش نشرو فيها من برى !!! عندنا الأدمغة و لكن الحاكم هذا ...حمار كيفك ...

في تونس قطاع اسكاني متقدم ومعمار رائع لاتراه حتى في عواصم أوربية , وأشهد الله على أن سعة منازل تونس وجمالها وجمال حدائقها لاترى له أثرا في أكبر البلدان الصناعية الا في ماقل وندر أو في الجزر المخصصة لرفاهية طبقة الأغنياء ...

بالنسبة للتونسي ، الدّار هي راس مالو و يخدم طول عمرو باش يعمل دويرة بعرق الجبين متاعو ! و ما هوش قاعد إمد في يديه لا بن علي و لا للتّجوع ...هذيكة ثقافة الشعب التونسي ...الدّار على حساب صّحتو و على حساب ماكلتــــــــو و على حساب صغيراتو ...شوف بن علي قدّاش عندو من قصر ! و قداش بنى بفلوس الشعب التونسي ...و حتى في اللأرجنتين ...وصلها ...أطلع بيهم إنت و هو الزوز.

هناك وهناك وهناك ..., ولايدرك قيمة الموجود في وطنه الا من يسافر ويرتطم بمصاعب الحياة في بلاد المشرق والمغرب وحتى في بلاد الغرب ...

البلاد بلادنا ...و احنا ألي خدمناها و لا كلب عندو مزّية على الشعب التونسي ...و الخير إولي خيرين كانت تقلب وجهك إنت و هو ...كان ربي بس يعفينا منك و منـــــــــــو ، توه إنولو إنصّدرو في التكنولوجيا الحديثة ...موش في شقف البول لسنقـــــــــابورا.

اذا لماذا كل هذا البخس لماتحقق في تونس من مكاسب وطنية ومنجزات على عهد الرئيس بن علي ؟ ,

بن علي ما عمل شيئ ....و مطالب باش إرّجعنا فلوسنـــــــــا الكل على فرد فرنك ! و مطالب باش يتنحى جملة و تفصيلا ...و اي حاجة تعملت في تونس جديدة راهي بسلامة الشعب التونسي ألي مازال فيه الخير ...و لكن راهو قريب باش يوفو ...و باش إنبدلوها حجر....أول واحد نرجمو ...إنت يا إصغر من أقل صحافي.

ولماذا تحرص بعض الأطراف على ابراز المشهد العام بكل هذه القتامة ؟

راس المال في تونس هو الأنسان !!!! موش الحجر !!!! و الأنسان هذا ..إتهدّم بالقمع و الخوف و شخصيتو ذابت و ما عاش عارف اش يعمل ...هذا هو السبب ألي الحقيقي لقوّة المعارضة التونسية لأن راس مالها الأنســــــــــــان ، ألي حب إفسّخو بن علي ...و إشككو في حظارتو و دينو و شرفو و الوطن متاعو ....الأنسان هذا ألي يركب في الفلوكة قاطع البحـــر ، هارب من جنّة بن علي ..و ما نجمش إطالب بحقوقو على أرضو ..خوفا من القتل و البطش ...هذا هو راس مالنا ....سندافع عنه ألي ان ننتصر ...حتى و لو تبنات في تونس ..صناعة نووية....إنت ما كش فاهم علاش الناس تظرب !!! نحن نظرب من أجل الأنســــــــــــــــــــــان التونسي ....باش ما عاد يتمس و لا تونسي ...ما عاش يتمزبل ...ما عاش يتظرب ...فاهم يا سي الحمار ...و إلا إنزيدك

نعم هناك في تونس جمال ونماء وتطور سريع وهناك مشهد حقوقي يحتاج الى تعاوننا جميعا بعيدا عن أساليب السمسرة بالموضوعات الوطنية في سوق مزادها خارجي ...

الجمال ينزل من السماء ، كما المحبة أيظا و لم يأتي بيها بن علي و لا التّجوع ...قتلك بلادنا ما زال فيها الخيــــــــــر ...مازالت ناس هازّة الفضيلة في صدورها ...هازة الحق ...ما ثماش صمصرة و ما ثماش سوق خارجيّة ...الصّمصاره الكبار ، إنت و الهاشمي الحامدي ...إتصمصرو بالرّبافيكة يا صحافي روبافيكه و كان عجبك زاده ...باش إنعرّفو بقضيتنــــــــــــا في العالم أجمع ...أه و نكشفو حقيقة النضام الديكتاتوري هذا على المّلآ ....و كان عندك بحر ، إنت و بن علي ...سيب عشرة !!!

مراجعات ومكاشفة لابد منها :

خطاب معارضة المهاجر يحتاج حتما الى ثورة داخلية حقيقة وهو ماجعلني لاأتردد لحظة في انسلاخي من حركة النهضة التونسية سنة 2005 حين أدركت بأن واقعها قد اختطف لفائدة مايسمى بالقيادة "التاريخية" في عواصم باريس ولندن ...

أحسن شيئ عملاتو النهضة ، إنها طرّداتك ..ما إتجي شيئ ...ما تصلح لحتى شيئ ...كان يصلح ما إبيعوه ...إنت باش إتقود ثورة ...مع إشكون و إشكون مازال ياثق فيك ...و إلا حتى إصّدقك ...مهبول إنت ...إنت باش تعمل ثورة ....عمرت جربة و نبحو كلابهـــــــــــــــــــــــا

خطاب "اسلامي" أشعرني بالألم حين باتت هذه القيادات تصدر البيانات لتتحدث عن صورة أخرى لم أعرفها في حياتي عن تونس وشعبها الطيب , اذ اختلطت الخصومة السياسية بالدين وبات الكل يؤصل خطابه باسم الشرع ...

غلبوه في الســــــــــــــــــوق ، رجّع غيضو في الدّار ...كي سيدي كي جوادو ...إنت باش أحسن . ماك كنت معاهم ...و تتبنى نفس الفلسفة ...إشنوه ألي تغير اليــــــــــــوم ...إتحب إتولي أمير ...أعمل إمارة وحدك ...و أنا حاضر باش نكتبلك فيلم .....السراء و المعراج ....كي هجرة الحكيم ....أعطوه حويجه ألكلكها ...ها اللّكلوك وين طحتو بيه ...إصّبرها تونس ...

ماهذا الانزلاق الخطير في التفكير الاسلامي ...؟! , وهل تحول المشروع من أرضية الدعوة الى الخير الى مرحلة تنصيب المحاكم والقضاء حكما على من هو في موقع السلطة ...

عندهم الحق ....ماكش معاهم ...معناتها ضجدّهم ...ناس ماتت ...و ناس إشرّدت ...و ناس ضاعت ..و إنت إش إتحبهم يعملو ...إنحو السروال كيف ما نحيت ...إنت ...

السلطة التي اتهمها هؤلاء بمعاداة الدين أبانت بأنها تقدم خطابا اسلاميا جميلا ورائعا على شاشة التلفاز أكثر من الحركة الاسلامية نفسها , اذ يكفي المقارنة بين دعاة قناة الزيتونة الفضائية سابقا وبين دعاة قناة تونس 7 أو اذاعة الزيتونة للقران الكريم حتى يتبين للمنصف والمراقب العادل حجم الفارق ...

كانك علي ، إذاعة القرءان هاكه لازمها تسّكر جملة و تفصيلا ...ماهي ...غولة يلعب فيها بن على و جماعتو ...باش الناس تنسى القضيّة الصّحية ...الشرعيّة ..متاعو ...و ألنتخابات المزورة ...ما هي إذاعة ..متع سحب البصاط ....موش بالحاق عملها لخدمت الدين ...

اذا الخير موجود في بلادنا والحماسة للاسلام والدفاع عنه وعن قيمه ليست حكرا على حركة النهضة

لا إنت و لا النهضة و لا بن علي ...ما حاجتنا بحتى واحد ...الأسلام ما حاجتوش بيكم جملة !!! إنا نزّلنا الذكر و أنا له لاحافضون. صدق الله العضيم

من هذا المنطلق اخترت أن أكون في هذه المرحلة الهامة من تاريخ بلادنا صوتا اسلاميا معتدلا ومستقلا , واثقا في قيادة الرئيس زين العابدين بن علي وعزمه على مواصلة مسار البناء والاصلاح والتطوير في مختلف أوجه الحياة .

إخترت إنك تكون بوق دعاية لبن علي ...و توه لازمك تبعثلو بجواب إتناشدو باش إيزيد معنا على الأقل عشرة سنين أخرى ...بن على لا يعرف يبني و لا يعرف أصّلح ...لاهي يظمن في الكرسي لنسيبو متع إذاعة الزيتونة ...و يطمن في فلوس المرا عندو ...و بالحرام لا يراك و لا يسمع بيك حتى قرام ...

نعم ان تونس على مشارف الاستحقاق الرئاسي لسنة 2009 تحتاج الى كل أبنائها , وهو ماجعلني أعيد النظر بعمق في تجربة المنفى واليات التفكير السياسي المعارض , بل انني أقول بأن التجربة ولدت لي شعورا بالمرارة في ظل تخلي معارضين بارزين عن قيمهم الوطنية النبيلة وتهافتهم على الاحتماء بالجنسيات الأجنبية من أجل فرض التغيير من عواصم غربية...

أحنا باش إنفـــــــــــــكو الحكم ...و موش لعب ...بالحرام كان ما فك حقي و حق التوانسة الكل !!! وكان نتعامل مع الجنون ....من فوق المريخ ...إطير للسّمــــــــــــاء السابعة ...فتناها المعارضة ، توه إنوتو في أرواحنــــــــــــــــــا باش إنفّكو فكان ...بالحجر بالمقلاع ....بكل الطرق قتلك ...و بالحرام كي إتهبط السطول السادي معاك إنت و بن علي ............أوت ...

نعم هناك في تونس نجاحات حققتها السلطة في برامجها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن يخالف هذا الرأي فهو مجانب حتما للحقيقة , وهذا الانطباع ينقله التونسيون في حلهم وترحالهم كما استمعت له من مئات المواطنين الألمان أو الأوربيين وحتى العرب الذين زاروا تونس , اذ ينقل هؤلاء صورة مشرقة وجميلة عن أيام أو أسابيع قضوها على أرض تونس ...

لكلك و عاود ....


بالأحمر قاسم

ليست هناك تعليقات: