الأهداء للدكتورة إيمان
يصارع الشعب التونسي الموت البطئ ! و لم تعد لي صورة أجسده بها ، إلا صورة الجريح الأنقليزي ! يعيش الموت و الحياة في أن واحد ! تحت تأثير المخدّر تتوالى صـــور أقرب ألي الأحلام من الحقيقة. يغوص إذا هذا الشعب في الوحـــل حد العنق ، و أعتقد أنه النعيم فإستطاب العيش فيه ! أصاب الفشل الجسم جميعه و أستلقى في إنتظــــار الموت ! حقنة بعد الحقنة و قد ترفع الدكتورة يديها من تراب قبره عمّا قريب.
جلست إليه للمرّة الألف، جسّت نبضه: قلب ميـــــّت، ينبض بين الحين الحين، شعب دون حرارة تذكر. بارد ، هامد في إنتظــــــــــار ملك الموت. أشعلت النـــّار بالقرب منه ، إحتظنته كما أي إمرأة تحتضن حبيبها : و لا من مجيب...و لا من نصير ! بكته ، ثم سكتت كالسّمكة و قالت : هذا المريض دخل في غيبوبة قد تدوم سنين ! كتبت هذه الوصفة ، أمضتها بقلم الرّصاص ، وضعتها على الجسد الهالك و مضت في سبيلها .
قاسم قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق