15‏/08‏/2008

أجابك الوطن.


هل ماتت زينب؟
ستموت ...و لم أقتلها...أنا... عبثا.



أه منك يا ولدي
لن تركب الخيل و لن تفرح أبدا
أنت للبحر لن تكن سوى الزّبدا
و البحر لن يكون لك سوى القبر
أن شأت فأغرق.....
ستيأس و ترمي بنفسك بحرا.

بين أنياب كلاب البحر تموت كالحوت مفترسا.
أنت يا ولدي طعم الطغيان و الرّفس.
أنا الوطن ...ظلاما...ظلما ... يحدثك
ليس لي ما أبيع ....سواك... يا بعظا من زادي و من زبدي.
ولدت شتاءا ...زائدا ...لم أنتظرك ربيعا ...ولم أفرح بك ...أنا في حلّ منك يا كبدي
أفهمت ما معنى أنك لا أهلا و لا سهلا.
أبيعك علفا ...للمصانع... للمزارع
للشوارع ....لفروج الشقروات.
أبيعك بأرخص الأثمان.... أنت يا ولدي

كالأعشاب الطفلية ...لا حاجة لي بها
و أن عكست ...أشتري بها
بعظا من مسيل دموع الأمهات
أو أرمي بها في حدائق صنعتها من أجلها
سجونا تنعم في قلبها.

أنت يا ولدي شيئ جئت من عدم
من جرد نطفة تخرج بين الصلب و الترب
لا شيئ ...يعني أنت ...لا تعني لي شيئئ
إما البحر و إما بحرا من ظلمي.

يا ولدي ...أنت ...إخترت البحر ...لا...بل إني سخرت لك البحر
لأبيعك جثة .....حتى و إن قطعت ...حرقت الحدود و إنصرفت.
أني إخترتك يا ولدي
طعما ....لمحاولتي وصول القمة في القهر.
أظن ...أنك لم تفهم شيئا
ففلسفتي صعبة الفهم و القلم.

إخترت أنك تهجر ...بيعا ...هيهات أن تفهم.
إخترت أنك تكون النار و الحطب
و أنك الطّعم و الزّبد
أماالزبد :
على أرضك لا تعني لي شيئا
كنت على خيل أو على جمل.
و طعمـــا:
فأني أمتص جميع ما أهدته لك شقراءك من عمل.
في الحقيقة أنت تباع و تشترى كالعبد.
مكمما عندهم و عندي كالخيل في اللّجم.

إرحل بعيدا ....إرحل عني و أغترب للأبد.
سافر تجد عوظا عني و عنك و عن الفرس.
وطنك جيبك يا ولدي
غير أنك لم تفهم أنك أصبحت
دون وطن ....دون جيب
ما في جيبك أصبح في جيبي
أشتري به مسيل الدمع ..
لأصنع ثورة الخبز
و أرمي بالرفاق في السجن.
و هكذا أصبحت لي عبدا دون علم.
غبي أنت يا ولدي حين إخترت أن تهجر بعيدا عن القصر.
كان أولى لك أن تفهم أن الحل يكون خارج البحر
ولكن ذهبت بعيدا في البحث لي عن مخرج من سجني.
شكرا يا ولدي ....أنت هذا المغفّل
في كلا الحالتين أنقذت الظلم و ما يسمى بالوطن.
شكرا يا ولدي
يا مدّي و يا جزري.
يا منقذي من قبظة الأسد
زدني من جيبك زيدني
فإني في حاجة لتجديد ألة القمع.
زدني من حبك زدني
فأني بحاجة لتوسيع شواطئ البحر.
أفكر في بيع ما تبقى من النهر
هل تشتري مني قطعة أرض ...كانت لك كالوطن؟

لماذا ؟

عيب عليك أن تهجر ...و عيب علي أن لا أكتب.
عيب علي أن لا أقول و عيب عليك أن لا تفهم.
أنا الوطن اللذي لا يرحم و أنت الولد الذي لا يعقل
من أين و كيف تبدأ الثورة.

يا ولدي أنت لا تعرف من زينب و لا تعرف الغضب
فشلت في رحلة البحث عن زورق ينقذ ما تبقى من الوطن
فركبت ظهر البحر على ظهرألة القمع.
فشلت في البحث عن مخرج ...فركبت طريق ثورة اليأس.
دون جدوى مضيت تبحث عن أرض ... وراء بحر من الظلم.

انا الوطن يحدثك ...أنا قاسم أحدثك عن قلمي
و عن رحلة الألم ..عن زينب أمك ...عن زينب حبيبتك و عنـــي.
أقسم أنك تعود لي عبدا و تركع
أقسم أنك لم تفهم كيف انك لم تفهم
بهجرك أصبحت ألة القمع لما تبقى مما يشبه الوطن
أقسم لك إني أبيعك للمرة الخمسين
حيا كنت أو ميتا.
أقسم لك
لا حاجة لي إلا بما في جيبك
لأشتري لزينب أمك المقعدة ...بعض الحشيش
لتنسى أنها أنجبتك مكبّلة

قاسم يبلّغك السلام و يقول لك
لك زينب و كل الكلام
هل أبلغك البحر ما أبلغني النهر؟
عن ثورة الحيتان

غريب أن ...و كيف يثور القرش
و لا تثور الرجال؟
ألم تنجب زينب فارس هذا الزمان
بلى قد أنجبت
و لم تنجب من قبلها النسوان
غير أن البحر كان دوما لها بأول سلطان
أفترس الأبن و الشقيق و الخل و حتى سورة الرحمان

لماذا؟

لماذا هاجرت الرجال ؟
لماذا سافر أبن خلدون عبد الرحمان؟
لماذا غادر حنبعل عليسة و السلطان؟
لماذا هاجرت كل الرجال؟

عانسة بقت حبيبتي زينب كأيها النساء
في زمن الرّق خادمة للسلطان.
عارية الجسد ...حافية القدم ..دون فارس أحلام
أتكون أنت فارس هذا الزمان؟
kacem kacem


ليست هناك تعليقات: