19‏/07‏/2008

أنـــــــــثى و ذكــــــــــر



الفكرة متع الفيلم هذا جات بعد حديث أنا سي عبد الوهاب على روائي تونسي طردوه من تونس!!!! علاش ! لأنو كتب رواية كبيرة، الكتاب ما قريتوش و لكن فيه
حكاية الأنثى و الذكر. قلت هاهو نستخابل أش كتب الكاتب العظيم هذا.

و الأهداء باش إكون ليه هو لا أكثر و لا أقل
و أستسمحه في الفكرة و التسمية في نفس الوقت.

أتصورو .. الدكتاتور بن على طاحت بيه...و شد الخلاء ...شد الصحراء
علاش إلــــــــوج؟
إلوج على أنثى و ذكر باش يصنع ديكتاتورية أخرى
و بشكون طاح ؟

هذه، رسالة للسنمائين التوانسة، الي إفيشو علينا بأفلامهم الفارغة و الساقطة في نفس الوقت و لا واحد فيهم قرى و لا يقرى للكتاب التوانسة و إلا إتبع حتى في القصص و الشعر و الأدب التونسي المعارض و الحر. حارة مخرجين، شادين الصّف قدام وزارة ثقافة الخمج باش ياخذو الدّعم لأفلامهم المذرحة و لأفكارهم البسيطة و المشوشة في نفس الوقت، وقت الي السنما حررت شعوب من تحت القمع و من تحت الظلم.

السنماء متاعنا ما خرجتش من المدينة العربي، إلكلها إدور في الفارغ كما فراغ روس ها المخرجين متع وذني، خصارة فلوس و خصارة وقت. مخرج خايف ! أحب أقول راهو كتب فيلم : تاكسي بلوز و إلا فوراست قام ! مناش خايف و أش عندك، إنت حتى باش إتخاف!

السنما التونسية ما عندهاش مفهوم البطل!!!في الواقع ، المخرج هو بالضبط كاتب السيناريو و هو المصّور و هو البطل! معناتها كلمة اختصاص ما ثماش! و لا سمعو بيها ها الحارة و كعبة الي إمثلو السنما التونسية! فقد الموضوع الجدوى متاعو ، هذا إذا كان ثمه موضوع. سنما ما تخرجش البطل على أنو تونسي قادر باش ينجح و قادر باش إقاوم و قادر على أنو يربح ما هيش سينما واعية و تبقى على هامش حياة شعب مازال لم يكتشف نفسو . ...مدرسة متع سينما ماكنتش مجدولة حتى في الميزانية !!!!الشغلانة هذه ولات مهزلة كما جمهورية الشابع من نوفمبر.

السينما التونسية ما عمرها قدمت حاجة أتشرف الشعب التونسي، بل خذات منو مهزلة و خذات منو موضوع متع إتفيسيخ ...سنما خلاّت الشعب هذا إيزيد يفقد الثيقة في روحو ...سينما ما نجمتش حتى باش تنتج أفلام وثائقية ما هيش سينما و يبقى الشعب التونسي كتاب سينارويو أشّرفوه و إشرّفهم.

أنثى و ذكر

كيفاش جات للفكرة الكبيرة هذه للكاتب هاذا، بصراحة عجزت إني نستخايل ولو فصل من فصولها. المشكل أنو ماثماش مادة أولية للفكرة إلا قلم الكاتب هذا. و لكن الفضاء الي داير بيه كان هو المخرج في حد ذاتو ...أتصورو أنسان عايش في الصّحراء التونسية و بالذات في قرعة بوفليجة و حاب يخلق ...إفتش على أنثى و ذكر! علاش ؟ باش يصنع ديكتاتورية أخرى !!!!!!فاش باش يحكم الرّاجل هذا؟ و على إشكون باش إعديها؟ هنا إنشوفو عضمة الكاتب أمام الصحراء ! هنا نكتشفو صغر الدكتاتور أمام الطبيعة و عجز الأنسان على التخلي عن أوهام الحكم و الجيش و البوليس. أنا إضن أنو الكاتب كتب الجزء هذا متع القصة في صورة خيال أو حلم : بحيث خلى الديكتاتور ضايع بين الحقيقة و الخيال و في البحث عن بناء ديكتاتورية سخيفة و لو كانت بزوجين. صراحة !!!! ما نجمتش أني نبني و لو جملة وحدة في الموضوع ....و عبثا سأحاول!!!

و طاحت جمهورية بن على ! في ظرف سويعات! أشكون عمل عليه إنقلاب جابو إلبره من القصر!!! العملية ما فاتتش نصف النهار و خرج على البلاد راجل قرى بيان الجمهورية الثالة و قال أنا الفاتق الناطق من اليوم...و لكن و بنفس النبرة جبد على الرّئيس السابق و بكل عفوية قال : نحن مناش متع شماتة : عتيقتو و عتيقة ربي و طلب من جماعتو أنهم إسيبو الرّئيس السابق و إخلوه أعيش كما إحب و و ينون إحب....ظاقت البلاد بالرّئيس و ما لقى حتى واحد من الجماعة متاعو القدم ، جبدو بيه الكل، واحد إقول يستاهل و الأخر إقول إرحمو عزيز قوم ذل. الناس الي طلّعها بن على على ظهر الشعب التونسي و عبات كما حبّت من جلدو و الناس الي قتلت و شرّدت و ما خلات ما عملت في البلاد بكلها : قالت الرّئيس هذا لازمو أنو إهاجر و يخرج من البلاد و إشد الصّحراء أحسنلو ...الناس الكل تقحرلو من تحت.

الشعب التونسي فيه الرّحمة أكثر من النظام الخامج هذا.... كان على راسو بن على و إلا حتى قاسم...المشكلة في الفضاء السياسي الضّيق الي إتعيش فيه المجرمين الكل...الفضاء هذا فارغ و ضيق و صغير حتى على الدّكتاتورية ...و بما أن الفساد ساهل ..إذا ضاقت البلاد و ما عاد فيها حتى متنفس. كانت جات عندنا حكومة بعقلها و حلّت الفضاء السياسي راهي البلاد في خير، لأنو الفضيلة أقوى و أرحب من فكر ديكتاتورية فاشلة، إطيح في سويعات معدودة. ضيق العاصمة و ضيق المرشي التونسي خلى الناس إتقول في جحيم : حوت ياكل حوت و قليل الجهد إموت.

هنا جات الفكرة يا كاتبي العظيم و سأكتب عكس ما كتبت و عكس ما كنت قد تتوقع و تقصد. إبتداء من الفضاء الرّحب الي خليتني إنعوم فيه وحدي ...جات الفكرة و ركبت تماما كما لم أكن أتوقع من قبل.

خرج بن علي من تونس و قعد داهش في العملة كيفاش صارت و كيفاش بين عيشية و ضحاحها لقى روحو ليــــــــبر ، حـــــر و لا حبس و لا تعذيب و لا حتى إقامة جبرية و لا كلمة و لا محكمة و حتى مشكلة في الطريق...الحرس الوطني و البوليس قاعد إقول : إتفضل سيدي الرّئيس ...البلاد بــــــــــــــــــلادك حتى و إن كنت خارج القصر. إكتشف الرّاجل عالم ما كانش يعرفو و لا حتى يحلم بيه ....الراجل كان عايش في الخوف ....يرقد خايف...أيفيق خايف ...هل كان إخاف من الشعب ؟ لا أبدا، كان إخاف من النظام الي صنعو هو بنفسو و في نفس الوقت المكينة هذه ، هي نفسها الي خلقت بن علي.....


شد بن على الكياس و قال يا قرعة بوفليجة وينك !!!عبى الكرهبة بالزاد و الزّوادة و قال يا ربي لعمل عليك ...تونسي أش قادر باش إفكر أكثر من هاذا...ما صفقلو و لا واحد و لا قرية خرجت باش تعرضو ...مرّ بكل القرى بكل المدن و لا شعرة إتحركت للمواطنين....عرف بن على قيمتو الحقيقية...و سبعين مرة ما عجبوش الجوه و حب يرجع للعاصمة و يعمل أنقلاب أخر على إنقلاب ...طرح بطرح ، و شنوه المانع.

على الطريق الرّابطة بين قابس و قبلي، وقف يشرب في قهوة!!!القهواجي وحدو في ها المحطة الي في قلب الصّحراء، يسكن بعيد على القهوة الي عمرها ما سكرت باب منذ حلاّنها في عام الرّوز. القهواجي حاط أمو في القهوة ، إطيب في الطبيخ و في شوية مالكة صحراوية ( البيتزا = مطبقة). دخل عليها الرّجل، وقفت وراء الكونتوار و قاتلو : على السلامة يا وليدي ...المرا ما إتشوفش مليح !!! ما عرفاتوش و لكن الشاف كان تاعب قعد على طاولة و طلب دبوزة مــــــاء. ...جاتو دبوزة الصافية و معاها قهوة ...و قاتلو إتحبشي تاكل حويجة هاني إمطيبة طبيخــــة، تعجبك إنشاء الله و حتى كان ما عندكش فلوس موش لازم ...هاهو ولدي باش إيجي كولو ما بعظكم، راهي يد الله مع الجماعة ...و مشات المراء باش إتحظر الفطور.

البره عجاج ، طالع للسحاب ، الرّؤية معدومة ، و الشمس و كأنها غابت وراء الغبار الي طالع للسماء...من بعيد القهواجي يجري بالتراكتور متاعو ...جاي عند أمـــــو. ولد أسمر صغير ، مازال في العشرين و إلا حتى أقل ...باين عليه خدام و لكن في وجهو أتشوف و كأن في الخمسين ...حارقاتو الشمس ...العيون الغارقة ، مخبية شيئ عجب....قامتو الطويلة توحي بالرّجولة و الشجاعة ...عندما دخل من الباب ، أضلمت القاعة لقد غطى بجسده كامل الباب ـ بل إنحنى حتى يستطيع الدخول ، سلّم و لقى بنظرة بسيطة على الضيف ....هل عرف ضيفه ؟ و لكنه ألتفت مرة أخرى ...كان قد تأكد منه....نزع عنه العصابة فبان صدر أرحب من الأرض جميعها!!!!دخل على أمـــــه ، قبلّها من عينها و تمتم في إذنها اليســـــــــــرى ، في الزاوية المقابلة كان الفأس يلمع لمعنــــــــا في هذا الضلام...لمح الفأس ...أخذه بين يديه ، مسح عليــــــه ، أمسك به فكان كالقرطاس بين كيفيه....

فلاش باك ......
نرجع الي سنوات الجمــــر، سنوات التسعين، مازال عمـــر لم يتجاوز الخمس سنوات...كان يلعب أمام المنزل ، عندما وقفت سيارة الحرس الوطني ، نزل منها الظابط ، أخذه من إبطه و وجّه المسدس إلى رأسه ....فتحو ثلاثتم الباب بقوة جعلت منه يطير هواء ...في الغرفة جلست أم عمر وراء جوزها ...كانت تصلي وراءه. قبض عليه و ألقي بعمر علي الأرض أمام أمه...

أنتهى الفلاش باك

ظرب عمر بالفأس على الخشبة بقوة جعلت من رأسه يغوص كليا، نظر إلى أمه الأرمل ...عيناه كانت توحي بالأنتقام كانت المائدة قد جهزت ، طلبت أم عمر تقديمها للضيف ...لقاتل أباه.....و جلس أليه !!!!.

أنتهى ....هكذا و بكل بساطة

قاسم قاسم


ليست هناك تعليقات: