17‏/11‏/2008

المــــــــــؤّذن



يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
يزد سفاهة فأزيد حِلما
كعود زاده الإحراق طيبا

إرفع الأذان عاليا عاليا ...إلي أن تصّم أذان المنافقين ...إرفع صوتك مناديا عليّ فإني أصلي نائما و العصافير تصلي طائرة ...إرفع صوت الحرية عليا و لا تخف ...إرفعه تحديا للخفافيش تحديا لكل الحشرات المضيئة كذبا و بهتانا...إن الضوء المنبثق منها ما هو إلا إنعكاس لضوء صومعة جمهورية قاسم. لا ظوء لديهم ...و لا بريق في أعينهم..أنهم يخافون صوت الأذان و صلاة الحرّية

قف مكانك ..أدي التحية !!! من فوق المأذنة

لا تغادر و لا تتوخى الهــــــرب ...لا تيأس و لو سكت جميع الناس و حفت كل أقلامهم. أكتب عند الصباح. أكتب فجرا و لو لك أنت فقط. أكتب ما شئت لا كما شاؤوا. أكتب أنك تنتصر. إني لا أعترف بهزيمة من لم يخض حربا من أجل حريته و كرامته و حق الأجيال القادمة في تقرير مصيرها....و حتى الهزيمة شيئ من الصّعب عليهم ...

قف مكانك ...أدي التحيّة

لا تدع أحدا يفكر لك ...أتفهم؟ أتعي؟ ماذا أقول. لا تدع أحدا يملئ عليك الجمل و الكلمات. جمل و كلمات الهزيمة. يا ولدي الهزيمة تزرع في القلب كما يزرع الشعير في الأرض. إن الهزيمة لا تكون إلا داخليا. فلن تنجح أبدا و لن تبني لك بيتا ظريفا إن أنت كنت قد أقتنعت بهزيمتك و أنك لست قادرا على خوض أصغر معركة و أشرفها : معركة شرفك و شرف وطنك.

الرجل يا ولدي من عاش رافع الرأس و مات في ساحة الوغى. الرجل من قال لا للظلم للحقد و للأستبداد. الرجل ليس ذاك الذي حدثتك عنه حبيبتك أن يكون راقصا في العلب اللّيلة.
لا تنافق و لا تكتب الهزيمة حتى وأنك تموت شوقا. أكتب الحلم الذي تشّب عليه الأطفال الصغار فهم بحاجة لمن يبعث فيهم الأمل و النصر و الأنتصار. أكتب الحقيقة التي يجب أن تكون و لا تكتب أنك غدا تصبح مهزوم.
إخلق ...أصنع درعا من حديد من كلمات من جمل لا تبلى و لو عمّ الصديد صناعة هذا الوطن الذي أكرمك حين أنجبك. لا تطلب مني المزيد...غادر ...غب ...أغرب و أبحث لزينب عن حب جديد.

قف مكانك ..

إبتعد ...سافر غربا ...سافر شرقا ...جب لها ...حلة جديدة تكتسيها ليلة العيد. لا تعد ...لست بحاجة لك ...حاجتي أن تأتي لها بمصير...مصير الحرية و الكرامة. إن كرامتك من كرامة زينب و حريتك من حرية زينب.

لم أنجبك لترجع مهزوما أو تجلس بحذو الموقد عند أمك ...أنجبتك لنتشد الكرامة لك أولا و ثانيا لزينب امّك لم أنجبك لتقطع البحر في زوارق الموت ...لم أنجبك لتحبط فتدخل على الأنتحار بالأنتحار. أنجبتك لتعيش حرا أسدا نسرا فوق الجبال ...أنجبتك لتبدع و تكتب ما لم يكتبه أحدا من قبلك....أنجبتك لتأتي بما لم تأتي به الأوائل ....أتفهم ما معنى الكرامة و الحرية. سيفك قلمك ...حبرك دمك ...أبتاك رجل صنديد. لا تتراجع و لا تتوخى الهرب إلا على جثتي إلا على قبري ...إلا على قبر زينب. لم أنجبك عبثا يا ولدي.

سافر...إبحث لك عن طريق ...إبحث لك عن رفيق ...إبحث لك عن وطن شريف... كيف ترظى أن يسجن صالح و إسماعيل ...كيف ترضى أن يسجن ظلما أخاك الصغير. كيف ترضى كيف ترضى كيف ترضي أن يسجن أن يلعن أن يعذب من قال صدقا من كتب حبا من أحب زينب حبا دون مثيل.

كيف ترضى أن تكتب العويل و بعض أوراق ما تبقى في جيبك من دخان. لا تكتب الدخان يا ولدي و لا تكتب بعض الصياح و بعض ما تبقى من أمراض النساء. كيف تكتب الحيض و زينب عاقر منذ زمان. قطع رحمها بعملية قيصرية : سجن الطبيب ألقي به في غياهب السّجون و في غياهب التهجير...قطع رحمها عندما كتب الرّفيق صدقا يقول.

قاسم اللذي قسم إلا أن ينتصر

ليست هناك تعليقات: