10‏/11‏/2008

دهــــليــــــــــــــز ...إنطــق


تعليق فوري على الشهادة الميدانية لمرسل الكسيبي في أعقاب

زيارته التاريخية الى بلده تونس بعد غربة دامت أكثر من 17 سنة

-حللت، حسب شهادة الزور، بأرض البقيع فلما العودة إلى دواميس ألمانيا إذا؟ إن استعصى عليك أمر الإقامة في جنة بن علي و صحبه فإني مستعد، في إطار المبادلة (كما يقع في سلك التعليم) أن أتنازل لك عن موقعي مقابل خندق في بلاد إقامتك مع تمتيعك بعمولة قيمة، مع العلم أني جامعي و أتمتع بخبرة تفوق 27 سنة في المجال الهندسي و لا أنتمي الى أي حزب (إشهار مجاني ). -و في الأخير، مع الاعتذار لقراء تونس نيوز على الأسلوب البرقي المعتمد غالبا في المنتديات (الموصدة أو المتلفة من قبل صانع المعجزات) لهذه المداخلة –لضيق الوقت-، سؤال أريد أن أطرحه على كل من خولت له نفسه في الانسياق إلى هذه اللعبة السخيفة و الانفصام التي تجعل من المرء بوقا لطغمة ظالمة، فاسدة و جاهلة مع التنكر و التشهير برفاق و إخوة النضال (مهما كانت قيمته أو مرجعيته) تجعله في وفاق مع آدميته و إنسانيته :
ما الفائدة التي سيجنيها نظام حقق كل ما تصبو إليه النفوس من منجزات اجتماعية و اقتصادية (بشهادة موثقة من منفيين و معارضين قدامى) بكوادره و هياكله من توسيع رقعة الكفاءات إلى مجموعة (الونيسي، المناعي، الحمروني، النمري، العمري، بو عبد الله، الحامدي، شوكات...) ظهر بالكاشف أنها لا تختلف في شىء عن الحشد العرمرم الذي صقل هاته المعجزات من حيث اللهث وراء منافع مادية آنية بطرق مجردة من الأخلاق (كذب، تدليس، تزييف، نفاق و خاصة قلة الحياء) و رفع شعارات يدحضها الواقع (تونس لكل التونسيين، تونس بحاجة لكل الكفاءات...) كما يدحض شهادات هؤلاء السواح الذين اكتفوا بالفرجة دون السعي إلى استقراء المعاناة التي يتلظى بها سائر مكونات المجتمع و على كافة المستويات (حريات، ظلم، ظروف معيشية، تفشي السرقات و الجرائم، تدني مستوى التعليم و الخدمات الصحية والإدارية، انحطاط أخلاقي، ...) ؟
و ليعلم أصحاب شهادات الزور هذه أني لا أنتمي لقائمة الحاقدين و الحاسدين (و أتساءل عن ماذا) ولكني، والحق يقال، ولست الوحيد أخجل من نفسي ومن جيلي (أصحاب الخمسين و ما فوق) لاستكانتنا و جبننا و سكوتنا، بتعلات شتى، عن الوقوف في وجه عصابة آلت على نفسها، و نجحت و للأسف الشديد، أن تجعل من هذه الأرض الطيبة ريعا للتخلف الفكري و الفساد و الدجل يستحي من الانتماء إليها كل وطني حقيقي مع أن كل المؤشرات كانت تؤهلنا، منذ عشرين سنة، للاضطلاع بدور بارز في المنطقة على نخب الديموقراطية و الانعتاق. وفي نفس الوقت، و عند الاطلاع على هذه الشهادات، أشعر بهدوء نفسي نسبي و أحمد الله أني، و رغم سلبيتي، لم أساهم في يوم من الأيام في تزيين الباطل و تقديس الطاغوت. ولا يسعني في الأخير الا أن أشد على أيدي زمرة المجاهدين (لرفع الالتباس، بطرق سلمية) الذين ذاقوا الأمرين، في بيئة طغى عليها الظلم و النفاق و التكالب على الدنيا، دون التخلي عن مبادئ بناء وطن يستقيم فيه العيش ويفتخر به كل أبنائه (مساجين الرأي بمختلف مرجعياتهم، الشابي، المرزوقي، الطريفي، الهمامي، الغنوشي،عزيز كريشان، بن سدرين، أم زياد، العداسي، النصراوي، المعطر، العيادي، عبو، الجبالي، العريض، الزواري، الدايمي، مبارك، بقة....).
دهليــــــــــــــز

المعذرة إن التجأت، مرة أخرى و حتى ما يخالف ذلك، الى توقيع رمزي خوفا، خاصة على عائلتي، من بطش سلطة نقر لها بتقدمها و حداثتها و نجاعتها في ... طمس الحقائق و كبت الحريات و توظيف االآليات المعلوماتية في تتبع النشطاء الوطنيين.

ليست هناك تعليقات: