20‏/10‏/2008

ندوة حقوقية للتضامن مع ضحايا الرديف تنتقد النظام التونسي



حذرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان الحكومة التونسية من مواصلة ما سمته تجاهلها ملف حرية الرأي التي وصفتها بالمقموعة في تونس، وعدم كشف حقائق وملابسات أحداث مدينة الرديف في محافظة قفصة المعروفة باسم "الحوض المنجمي" جنوبي غربي البلاد في مطلع هذا العام.
جاءت تلك التحذيرات في ندوة عقدتها اللجنة أمس بجنيف لمساندة ضحايا الحوض المنجمي شارك فيها إعلاميون ونشطاء من المجتمع المدني التونسي، وشهدت إقبالا واسعا من الإعلام الدولي بنادي الصحافة السويسري بجنيف.
عبد الوهاب: على الدولة أن تشكر النشطاء الذين كشفوا الحقيقة بدلاً من تقديمهم للمحاكمة (الجزيرة نت)احتجاج لا شغب
وقال منسق الندوة هاني عبد الوهاب للجزيرة نت إن تكاثر عمليات قمع السلطات التونسية لحركات الاحتجاج الاجتماعي في منطقة "الحوض المنجمي" مؤشر خطير، ولاسيما مع اقتراب موعد محاكمة 38 ناشطا ساهموا في الكشف عن ما حدث فيما يعرف بـ"أحداث الرديف".

وقال إن على الدولة أن تشكر نشطاء المجتمع المدني لكشفهم تلك الحقائق التي كانت غائبة -حسب قوله- والتي لولاها لما اتخذت الرئاسة قرارات مهمة مثل تغيير المدير العام لشركة الفوسفات ووالي المنطقة ولما التزمت بتنميتها.

ورفض عبد الوهاب توصيف الحكومة التونسية للموقف بأنها تعاملت مع "أحداث شغب"، مؤكداً أنها كانت "سخطا شعبيا واحتجاجا سلميا على الأوضاع المعيشية السيئة، في منطقة هي رابع منتج للفوسفات في العالم".

وأشار إلى أن السلطات التونسية حظرت على الصحافيين الدخول إلى المنطقة أو الحديث عن ما حدث هناك، كما قامت باعتقال نقابيين وتوجيه تهم غير صحيحة لهم، عل حد قوله.

واعتبر عبد الوهاب أن التحركات الشعبية في المنطقة كانت لأسباب منطقية، مستدلاً على ذلك بتصريحات للرئيس التونسي زين الدين بن علي أثناء خطاب ألقاه في 16 يوليو/تموز الماضي قال فيه إنه "يتفهم تحركات الشبان ومظاهراتهم في تلك المنطقة" ما يدل على أن لتلك التحركات مبرراتها، حسب رأيه.

وأوضح أن علاج هذا الوضع يكون في إتاحة الحرية الإعلامية لتغطية الموقف وتقديم الواقع، والسماح للكوادر النقابية المتمرسة بممارسة دورها وتحويل هذا الغضب الشعبي إلى مطالب معقولة يمكن التفاوض بشأنها، والتفاعل بينه وبين القوى السياسية على اختلاف أطيافها ولا سيما تلك الوثيقة الصلة بالقيادة السياسية في البلاد.

خشانة: يشير إلى تجاهل الصحف التونسية لمشكلة الرديف (الجزيرة نت)مأزق حقيقي
من ناحيته قال رئيس تحرير صحيفة الموقف التونسية المستقلة رشيد خشانة للجزيرة نت إن تونس تمر بمأزق حقيقي بسبب رفض النظام السياسي ظهور أي وجهة نظر معارضة في وسائل الإعلام، رغم تفاقم العديد من المشكلات وضرورة مساهمة كافة تيارات المجتمع في البحث عن حلول لها. واعتبر خشانة أنه نتيجة لذلك فقد غابت التعددية والمصداقية عن مؤسسات الدولة، التي –حسب قوله- لم يتم انتخابها بشكل حر ولا يمكن للمواطن أن يبدي برأيه في أدائها أو مصيرها.

وأوضح أن الإشادة بأداء الحكومة التونسية من دول مثل فرنسا أو غيرها "يجب ألا يعمم كموقف أوروبي" إذ تحرص دول المتوسط الأوروبية على مصالحها الاقتصادية، في حين أن موقف الاتحاد الأوروبي واضح من ملف الحريات في تونس".

من جهة أخرى اتهم رئيس تحرير صحيفة لا برس اليومية القومية الناطقة بالفرنسية مولدي مبارك نشطاء المجتمع المدني والندوة بالمتاجرة بحقوق الإنسان، مؤكداً أن حرية الصحافة "متوفرة في تونس بدليل وجود ثلاث صحف مستقلة ليس عليها إقبال، وأن النجاح الاقتصادي الذي تشهده البلاد لا يمكن أن يحدث في أجواء قمع وكبت".

المصدر:
الجزيرة


تعليقات القراء

ليليانا الطرابيشي
نحن أما وضع صعب ومعقد في تونس معارضة وطنية رصينة ومتفتحة.. مجتمع مدني وجمعيات مثقفة وواعية بحقوقها وشعب طموح نسبة الشباب فيه عالية أمام نظام بوليسي قمعي يرأسه جنرال ووزير داخلية سابق لا يعرف الا لغة الأوامر والحزم والانظباط والطاعة ولا يفهم معنى الحريات وحقوق الانسان والأخذ والعطاء مع المعارضة بل يستعمل منطق الاكراه والعنف بدعوى فرض هيبة الدولة واحترام القانون.

عباس عباس

الحقيقة أن النظام التونسي احترف القمع والقتل دون رادع بل يجد التفهم والدعم من الغرب الذي يغدق عليه الهبات المالية والاستثمارات حتى يستمر في قمعه وتنكيله بالشعب التونسي الذي يستحق قيادة مثقفة ومتفتحة بدل الزمرة المتحجرة التي تحكمه بالحديد والنار من 20 سنةولازالت تطمح للمزيدفي 2009 من خلال حملتها الانتخاببة التي بدأت من الان في قالب احتفالي فلكلوري بائس وخال من كل مضمون جدي عدا الوعود الكاذبة والتي لم تعد تقنع حتى القطط

حسام الطرابلسي قرطاج

من المؤكد أن النظام التونسي سيرد على هذه الندوة بحملة اعلامية مضادة مفادها أن هؤلاء المجتمعين هم أشخاص مغرضون ويستقوون بالأجنبي الذي لا يروق له الاستقرار والازدهار الذي حققته تونس على مدى20 عاما من حكم سيادة الجنرال ووزير الداخلية الأسبق السيد زين الدين بن علي ..أغرب نظام قمعي شهدته تونس على مر العصور..حتى فرنسا الاستعمارية لم تفعل بنا ما فعله بن علي بالتونسيين

عماد الطرابلسي

أغرب ما وقع اثر قتل شباب لمتظاهرين وجرح اخرين في الرديف من طرف قوات القمع خروج وزير العدل عبر وسائل الاعلام واسفه عما جرى..فهل تحول وزير العدل الى ناطق رسمي باسم وزير الداخلية أم أنه مجرد شاوش عند سيادة الوزير؟النظام القمعي في تونس هو الأسوأعربيا ودوليا منذ تولي الجنرال بن علي السلطة سنة87
تونس السجينة.

أصبحت تونس كلها ضحية لنظام قمعي بوليسي ديكتاتوري يتجمل أمام الخارج ويظهر وجهه البشع في الداخل ليقهر الشعب ويقمع كل صوت حر. شكرا للجزيرة ولكل وسيلة اعلامية حرة مستقلة توضح ما نعيش فيه من كرب وهم فلا يغرنكم ما ترونه في الإعلام الرسمي فالواقع مزري ولا حول ولا قوة إلا بالله.


مرحبا بكم في شبكة الجزيرة.نت

ليست هناك تعليقات: