فيما يسارع واحد مثل برهان بسيس الى اعلامنا عبر صفحات تونيس نيوز بموعد أي حلقة من حلقات ذلك البرنامج الذي لا يهم ّ أحد ا و الذي اشترت السلطات التونسية مساحة بثه على قناة " ا . ن .بي " اللبنانية الخاصة من مالنا العام ، حتّى تسمعنا رأيها و ..... رأيها غير الاخر ، لا يسارع أحد الى اعلام أحد بموعد بث حلقة هامة من برنامج عنوانه" حدا يسمعنا " على قناة " نيو .تي. في " اللبنانية الخاصة أيضا ، شاهت بالصدفة اعادتها في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء ،وتعميما للفائدة هذا عرض بعض ما ورد في الحلقة .فقد ناقشت الحلقة من خلال عدد من الكتاب و الصحافيين العرب الذين استضافتهم موضوع " أي علاقة لنا العرب بأمريكا " ، و كان من ضمن ضيوف الحلقة زميل صحفي تونسي ربطتني به وشائج ودّ وطيدة في سنوات 1999 و 2000 و2001 ، ثمّ انقطعت عني أخباره فجأة و لم أسمع عنه شيئا الى أن رمتني الصدفة في " أحضان " شاشة " نيو. تي. في ." مساء الثلاثاء ، لأجده مشاركا بارعا في البرنامج حيث علمت من تقديم المذيعة له أنه هاجر منذ سنوات للاستقرار في لبنان و انضم الى الأسرة الصحفية لجريدة لبنانية . الزميل الذي أعنيه هو محمد المنصف بن علي الذي اشتهر بأنه من غير السعداء بالتشابه الذي بين اسمه و اسم شخص عرفتمونه جميعا ....
و حتى لا أطيل عليكم ، أفيدكم بأن تدخّل الزميل محمد المنصف في الحلقة كان رشيقا للغاية في مناسبات عدة ، و من أهم ما يستحق الذكر أن لبنان لم تنس صديقي ، قضايا بلده ، و أهمها قضية الحريات السليبة في تونس ، فانتهزمحمد المنصف فرصة البرنامج ، ليسمع كل العالم تفاصيل المظلمة المتشاكلة الألوان التي اقترفها نظام بن على في حق فارس الحرية محمد عبو ، كما أنصف المنصف في أكثر من تدخل قضية قمع الصحافيين في تونس و هرسلة الحقوقيين و منحها حقها من الضوء .
لكن المثير أكثر في مشاركة محمد المنصف في البرنامج ، هو تقديمه لوثيقة هامة على حدّ علمي تذاع لأول مرة ، فيها يعترف قائد أمني سام في وزارة الداخلية الايطالية في معرض حديثه عن علاقته بالراحل " كراكسي " ، بأنه توجّه معه الى تونس قبل 7-11-1987 لينسّقا مع الجنرال بن علي مباشرة عملية الانقلاب على بورقيبة و أضاف في الوثيقة أن قرار ذلك الانقلاب لم يتّخذه بن علي كما قد يحسب البعض و انّما أجهزة مخابرات غربية عدة و بالاتفاق ، منها مخابرات بلده ايطاليا و أيضا المخابرات الأمريكية
. و قال ذات المتحدث في الوثيقة ذاتها انّ أجهزة مخابرات هذه البلدان انّما أقدمت على مساعدة بن علي في الانقلاب الشهير لا نكالة في نظام بوقيبة أو اختلافا معه و انما لعلمها بنهايته وضرورة أن تتدخل لتحميه من النهاية التي لا تناسب تحالفها معه ، و ذلك من خلال تنصيب فرد من أفراد نفس النظام يكون له نفس المنهج في تنفيذ الاملاءات الغربية عليه ، و الوثيقة ، بقدر ما أنها لم تأت بجديد كبير باعتبار أن هذا الكلام تردّد ما يشيهه سابقا في عديد الأوساط ، الاّ أنها تستمدّ أهميتها من كونها أول وثيقة تضمّن هكذا تصريحا رسميا لمسؤول ايطالي بهذا الحجم يقرّ فيه بكلام خلناه سابقا من غير دليل ، كان راج عن علاقة وطيدة لدكتاتورنا الكريم بمخابرات الامبريالية العالمية قبل حتّى صعوده على رؤوسنا منذ 7-11-1987 . حتّى لا تأتي صحافته المأجورة الان بعد 19 عاما من فرضه علينا بسلاح الحديد و النار ، لتزايد على شرفاء تونسيين و تتّهمهمبما تسميه ب " الاستقواء بالاجنبي " و كل ذنبهم أنهم أوصلوا قضية الحريات في تونس الى منظمات دولية حقوقية تتبع الأمم المتحدة و لا تتبع مخابرات زيد أو عمر كالتي أتت لنا بالدكتاتور....و للحديث بقية
.سليم بوخذير – صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق