13‏/11‏/2008

مؤامرات قصر قرطاج و دخول علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي و إبنه مراد في سباق خلافة بن علي




موضوع خلافة زين العابدين بن علي أو الإنقلاب عليه هو الركن الأساس في السياسة التونسية خلال الواحد و العشرون سنة الماضية. رغم أن جل المهتمين بالشأن السياسي التونسي يعتبرونه أمرا " حساسا " أو " من التبوهات" و يتحاشون الحديث فيه. لكن المتمعن في الأحداث التونسية منذ بداية حكم بن علي، يلاحظ بداهة أن جميع الأحداث تحركها حرب المنافسة و الخلافة على منصب الرئاسة. جميع التعينات هي سلسة من موجات الرضا و السخط على مقرب من بن علي. و هذه الحرب ربحها حتى الآن بن علي أساسا لأنه نجح في غرس في نفوس التونسين قداسة و رهبة حتى في مجرد التفكير في هذا الموضوع علاوة عن سياسة تفريق و إرهاب و الإعتداء على كل من يحاول الوصول إلى مرحلة التنفيذ. الأخبار المتسربة من قصر قرطاج هذه الأيام، تشير إلى تعاظم سيطرة الجنرال علي السرياطي على أجهزة الأمن التي من المفروض أن تكون تحت سيطرة وزير الداخلية الضعيف رفيق حاج قاسم الذي
أثبت عدم كفائه (أنظر هنا) .
فمن هو علي السرياطي؟
السرياطي هو عسكري برتبة جنرال. يعتبر من الرجال " الثقات " الذين تعرف عليهم بين "أروقة وزارة الداخلية" و إعتمد عليهم بن علي للبقاء في السلطة حتى الآن. لا يعرف شيئ عن تكوينه العلمي أو سنوات حياته الأولى. لا يوجد له صور على أنترنات. يبدو أنه نجح حتى الآن في إبعاد الأضواء عنه و الدليل على ذلك أنه لم يرد إسمه في تقارير منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان أو منظمات الدفاع عن الحريات رغم شغله مناصب أمنية عليا حتى الآن. تم تعينه مدير عام للأمن الوطني يوم 18 فيفري 1991 تحت إمرة وزير الداخلية السابق عبد الله القلال. تولى هذا المنصب المحوري حتى سنة 2002 قبل تعين الجنرال محمد الهادي بن حسين محله و هو أيضا شغل منصب قائد جيش البر و يعتبر من الرجال " الثقات ". قبل شغله هذا المنصب كان يتولى منصب المدير العام للأمن العسكري (تم تقليده وسام الجمهورية سنة 1990 و كان يحمل رتبة عميد) . اليوم يشغل منصب " مستشار أول لدى رئيس الجمهورية و مدير العام لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية" منذ سنة 2002 أي المسؤول عن الأمن الشخصي لبن علي. وهو الثاني الذي يتولي هذا المنصب بعد الجنرال عبد الرحمان بلحاج علي (السفير بموريطانيا حاليا و رجل آخر من ثقات بن علي) .تحمله مسؤلية المدير العام للأمن الوطني طيلة من (1991 إلى 2002) تجعله من أخطر المسؤولين عن عمليات القمع و القتل و الإرهاب التي حصلت في تلك السنوات. رغم ذلك لم يثر إنتباه التونسين. و المتأمل في المسؤوليات التي تحملها نلاحظ تتطابقها مع المسؤوليات التي تحملها بن علي : الأمن العسكري ثم الأمن الوطني و اليوم بصفة غير رسمية وزارة الداخلية و السيطرة على أجهزة الأمن. مقال Bakchich يركز على صعود إبنه مراد السرياطي في إدارة الحرس الوطني مما يجعله مؤهل للعب دور الجنرال حبيب عمار في إنقلاب 7 نوفمبر لتأمين تنسيق بين الأمن و الحرس الوطني. مستفيدا من قربه من مركز السلطة و من الصراعات و المؤامرات على السلطة و ثقة بن على فيه، يمكن أن ينسج على منوال بن على و ينقلب عليه. خاصة أنه شاهد على عزلة بن على و إنفراط سيطرته على مراكز القوى و تدهور صحته الجسمية و العقلية. فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ منذ 21 سنة، السلطة الفعلية لم تغادر أيدي العسكرين المتنكرين في ثياب رجال أمن. أما الوزراء و المسؤلين المدنين فيحق لنا التسائل عن تأثيرهم الحقيقي ؟
ملاحظ تونسي - 2008-11-13

هناك تعليقان (2):

Legend Of The Fall يقول...

يعني أنا دائما أتسائل لماذا فقط مدوّنتك لا يلحقها الحجر و الإغلاق بالرغم من أنك تتحدث عن أمور لا يسمح للتونسيين بالتحدث عنها؟ و لماذا، بالرغم من أن ما تكتبه يسيل لعاب التونسيين المتعطشين لسماع الأخبار، سواء كانت صحيحة أو مجرد إشاعات، عن كواليس قصر قرطاج و عن السياسية، و لكنهم في نفس الوقت لا يتركون أي تعليق على ما تكتبه. بيس لدي أي شيء ضدك أو ضد ما تكتبه و لكن هناك ريبة في الموضوع.

غير معرف يقول...

arrete d'écrire n'importe quoi sur des gens que tu connet meme pas connard