نحن من مواقعنا لا نعارض أحدا!!!لا أبدا، نحن بصدد التعبئة التامة على المستوى الوطني. المعارضة كمفهوم جاءت به الديمقراطية نفسها، أمّا ما نعيشه اليوم في هذا الزّمن اللّعين فيسمى بالدكتاتورية. لذلك لا نستطيع أن نتحدّث عن ممارسات بعض الأحزاب الصّورية التي جيئ بها لحفل الدّيكتاتورية لتزيد الطين بلــــّة. نحن لا نستطيع أن نتحدث عن ممارسات الأفراد المعارضة و عن كيفية هيكلتها و عن عملها و مردوديتها أن لم يكن لها فضاء خاص. سادتيـي أيها المعارضون ، لا أبدا..لا و الف لا !!! ما أنتم بصدد قوله ...تحملّون أشخاص أبت إلا أن ترفع أصوتها عاليا ضد الدكتاتورية مسؤولية عدم التنظيم و عدم أيجاد بديل سياسي!!!!في هذا الفضاء سادتي تسقط كل التّحاليل الديمقراطية. كل من موقعه، وجب عليه ممارسة مفهوم التعبئة الشعبية ضد الدكتاتورية و ضد فلسفة الأقصاء. كيف ذالكّ...؟ بالكتابة، بالنصّوص، بالأشرطة الوثائقية، بكل وسائل الأعلام المتاحة و الغير متاحة و خيرها بالخطاب المباشر عبر تسجيل الحوارات و حتى الخطابات.
لقد أستطاعت هذه الأقلام الثائرة تضيق الخناق على الدكتاتورية، ألى أن جزّ بها لممارسة الأرهاب فعلا و أدبا. لقد رفع الشعب التونسي يديه من تراب قبر التجّوع و التغيّر و التبشّير أيضا و لذلك و لوجود فراغ سياسي قاتم أمام الشعب التونسي لا بد من إعادة كل الكتابات و كل الحوارات عبر فلسفة جديدة : فلسفة التعبئة من أجل بديل ديمقراطي تستطيع أن تعيش فيها المعارضة كمفوهم خرج من صلبه. مفهوم التعبئة لا يعني التنظير للفوضى و لكن الثورة التي ستأخذ شكلها الطبيعي، قد تكون هادئة في هدوء منضريها و روّادها و قد تكون صاخبة و حارة في حرارة شعرائها و فرسانها.
كيف تعارض ّّ؟
هذا السؤال حيّر الكتاب و المفكرين!!! لا أبدا ليس فرضا أن تكون منضّما داخل حزب و لا حتى داخل جمعية ...عارض، مغرّدا على أغصان الأشجار، عارض في قاعة الدّرس، عارض بخربشة على حائط المدرسة : قل سقط القمع هنا، أكتب على كراسك ...نحن شعب لن نرضى ...بالغورة و الدسيسة لن نرضى. أكتب على ماء البحر كلمة حرية ألف مرّة حتى بنضب البحر. عارض داخل عربات النقل الرّيفي، عارض داخل وسائل النقل العمومي ...أكتب على لوحك و عند الصّباح و أمام المعلّم : الحرية لمحمد عبـــــو ...الحرية لعبد الله الزّواري ...الحرية للمساجين السياسين...أكتب يا ولدي العدل أساس العمران.
تحية ثورية لكل الطّلاب ...تحية ثورية لكل الأباء و الأمهات اللذين أستماتو دفاعا على فلذات أكبادهم ....بكم تصنع الثورة ...بدموعكم ستشعلون وقودها. كل دمعة ستصبح وردة و على كل خد قبلة....قبلة زينب كما في كل صباح باكر.
سادتي أيها الكتاب اللذين لم يربطو خيولهم بعد، أن وجودكم على الساحة و ثباتكم، يمثل الأمل الكبير للشعب التونسي بكامله فلا تبخلو و لا تتخاذلو من أجل إعلاء كلمة حق ...لا تتوانو و لو لحضة واحدة في تبليغ أنــــّـة من أنات ذاك الوطن. سادتي لا تتأثرو بمن قبعت في قلوبهم الهزيمة و الحقد فقد مرت بهذه الحلبة عديد الفرسان و كانت لهم زينب بالمرصاد و هزيمو أية هزيمة ....كما ستهزم الدكتاتورية عما قريب و ستسقط قرطاج رغم أنف عليسة و جميع الفنيقين أن شأتم.
أيها الكتاب، أيها الرّفاق، أيها الصدقاء ، نحن نكتب و لا نريد جزاءا و لا شكورا...أنما قناعة منا بهذه الضرورة الحياتية ليكبر الأمل في عيون أبناءنا و بناتنا...نكتب إيمانا منـــا بضرورة توسيع الفضاء السياسي، الأعلامي إلى أقصاه. اي فضاء لا نزوره سيزورنا ...و لذلك وجب عليكم سادتي إعمار كل الفضاءات الحرة حتى نقطع الطريق أمام الفكر الهدام و فكر الهزيمة التي تورده و توزعه أجهزة الدكتاتورية ....أي فضاء إعلامي تونسي حر ...وجب عليه نشر و توزيع أي محاولة كتابية و بأي لغة كانت و على أوسع نطاق...إن سقوط الدكتاتورية مرتهن بعرض الفضاء ....سقوطها لا يكون عبر البوليس و عبر الحرس، بل سقوطها عندما تسقط في قلوب من أحببنا من تلاميذ و طلبة، من عمّال و فلاّحين. نكتب لهم و لآجلهم سنقضي العمر في المنفى.
قاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق